عادي

مواقع التواصل تحذر من تغريدات وتحجب صفحات التحريض

00:55 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

اضطرت مواقع التواصل الاجتماعي إلى التحذير من تعليقات وتصريحات للرئيس الأمريكي بشأن الانتخابات اعتبرتها مضللة، كما حجبت صفحات لحملة ترامب، وأنصاره، تروج للعنف ونظرية المؤامرة، وتسوق اتهامات بلا دليل، كما قطعت تلفزيونات أمريكية عدة بث وقائع ما قال البيت الأبيض إنه مؤتمر صحفي، ولكن ترامب بادر فيه إلى اتهام خصومه الديمقراطيين بسرقة الانتخابات من دون تقديم دليل، ورفض الإجابة عن أسئلة الصحفيين.

وضعت «تويتر» تحذيراً على تغريدة للرئيس دونالد ترامب، قال فيها إنه لن يجري إحصاء الأصوات التي جرى تسليمها بعد يوم الانتخابات، ووصفت «تويتر» ذلك بأنه محل نزاع، وقد يكون مضللاً.

وقال ترامب في تغريدته المشار إليها «لن يجري إحصاء أي صوت أتى بعد يوم الانتخابات».

قطع البث

من جهتها، قطعت شبكات تلفزيونية أمريكية عدة، النقل المباشر للكلمة التي ألقاها ترامب من البيت الأبيض، بسبب تضمنّها «سيلاً من الأكاذيب» على حد زعمها بشأن نزاهة الانتخابات التي يبدو ، أنّه على وشك خسارتها .

وفور اتهام ترامب خصومه بالسعي «لسرقة» الانتخابات منه، من دون أن يقدّم أيّ دليل على ذلك، أو يذكر أي واقعة محدّدة تسند هذا الاتّهام، قطعت شبكة «إم إس إن بي إس» نقلها المباشر لكلمة ترامب.

وقال المذيع براين وليامز «حسناً، ها نحن مرة أخرى أمام موقف غير عادي. ليس علينا أن نتوقف عن نقل تصريح رئيس الولايات المتحدة فحسب، بل أن نصحّح ما يقوله رئيس الولايات المتحدة».

وسرعان ما لحقت بركب «إم إس إن بي إس» شبكتا «إن بي سي نيوز»، و«إيه بي سي نيوز»، فقطعتا النقل المباشر لوقائع ما قال البيت الأبيض إنّه سيكون مؤتمراً صحفياً قبل أن يتبيّن أنّه خطاب ألقاه ترامب وسارع فور انتهائه إلى مغادرة القاعة من دون أن يجيب عن أي سؤال.

اتهامات: بالسرقة

أما شبكة «سي إن إن» التي نقلت التصريح الرئاسي كاملاً فوصفته ب«حفلة أكاذيب». وقال المذيع جايك تابر، وهو أحد نجوم المحطّة، فور انتهاء ترامب من الكلام، «يا لها من ليلة حزينة للولايات المتّحدة (...) أن تسمع رئيسها يتّهم الناس زوراً بمحاولة سرقة الانتخابات». 

ووصف تابر تصريح الرئيس بأنّه «حفلة أكاذيب»، وقال إنّ الملياردير الجمهوري «ساق الكذبة تلو الكذبة بشأن سرقة الانتخابات من دون أن يقدّم أي دليل» على ذلك.

وفي صفحة على موقع فيسبوك يبلغ عدد أعضائها نحو 350 ألفاً ووسم #ستوبذاستيل (أوقفوا_السرقة) الذي انتشر مثل النار في الهشيم خلال 48 ساعة، روج معسكر مؤيدي دونالد ترامب بسرعة نظرية لا تستند إلى دليل حتى الآن، مفادها أن الديمقراطيين يريدون «سرقة الانتخابات» الرئاسية عبر عمليات تزوير واسعة.

وانتشرت هذه الشائعة بسرعة هائلة منذ الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني عندما أطلق الرئيس من جديد فكرة محاولة الديمقراطيين «سرقة الانتخابات»، على حسابه على تويتر .

وتلقف الفرضية على الفور «مؤثرون» في معسكره، مثل دونالد ترامب الابن، الناشط جداً على شبكات التواصل الاجتماعي ويتابعه ستة ملايين شخص على تويتر، وإليزابيث هارينجتن الناطقة باسم الحزب الجمهوري، أو ناطقون آخرون أقل أهمية.

وعددت صفحة «ستوب ذا ستيل»  سلسلة من المبادرات تتمثل خصوصاً في تظاهرات في الولايات الأساسية التي ما زالت النتائج فيها معلقة من جورجيا إلى نيفادا، مروراً ببنسلفانيا. 

وبالفعل، تضاعفت التجمعات في الولايات المتحدة منذ، يوم الأربعاء الماضي.

«الحرب الأهلية»

وهذه الدعوات إلى التحرك التي رافقتها في بعض الأحيان إيحاءات تنم عن عنف، خصوصاً عبر وسم #سيفيلوور (حرب أهلية)، دفعت أنصار المرشح الديمقراطي جو بايدن، والمجتمع المدني، إلى دق ناقوس الخطر ودعوة «فيسبوك» إلى إغلاق هذه الصفحة. وهذا ما حصل منتصف نهار،  الخميس.

وقال الناطق باسم المجموعة ومقرها في كاليفورنيا لوكالة فرانس برس «نظراً للإجراءات الاستثنائية التي نتخذها في هذه الفترة من التوتر، سحبنا مجموعة «ستوب ذا ستيل» التي تنظم تحركات في العالم الواقعي». 

وأضاف الناطق أن «هذه المجموعة تشكلت حول نزع الشرعية عن العملية الانتخابية، ورأينا دعوات مثيرة للقلق إلى العنف من قبل بعض أعضاء المجموعة».

تحريض وتدليس

وترى إيميلي دريفوس، من مركز شورينستين المتخصص بمتابعة وسائل الإعلام، أنه تبين أن شعار «أوقفوا السرقة» فعال إلى درجة أنه يحول «القضية البالغة التعقيد» المتمثلة في الهيئة الناخبة وفرز التصويت إلى «رسالة بسيطة وموجهة». وأضافت أن «ستوب ذا ستيل» وعلى غرار شعار آخر لحملة ترامب #بايدنكرايمفاميلي، يتهم نائب الرئيس السابق، وعائلته بنشاطات إجرامية، وكانت أيضاً بلا أساس، هي «حملة تلاعب بوسائل الإعلام» منظمة بشكل جيد، وجاءت بدفع من مسؤولين نافذين في حملة ترامب أكثر من القاعدة.

 لكن لا أحد يتوقع أن يكون إغلاق صفحة «فيسبوك» هو نهاية هذه الحملة.

فقد كانت عبارة «ستوب-ذا-ستيل» تتردد بكثرة على تويتر، مساء الخميس، وتستخدم شعاراً لتظاهرات تم تصويرها، أو بث وقائعها بشكل مباشر في لقطات تنتشر بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، على حد قول رينيه ديريستا الباحثة في مركز «ستانفورد انترنت أوبسرفاتوري» الذي يتابع التضليل الإعلامي الإلكتروني. وأضافت ديريستا أن «هذا يضع المنصات في مواجهة تحديات حقيقية»، وإن كانت تعمل ضد التضليل بجرأة أكبر مما كانت في 2016.

أكاذيب أخرى

وتغذي حملة «أوقفوا السرقة» نظريات غريبة عدة تنتشر على الشبكات منذ يوم الثلاثاء الماضي، مثل #شاربيجيت (فضيحة شاربي)، في إشارة إلى أقلام «شاربي» أمريكية الصنع. ويقول الذين ينشرون هذه النظرية إن استخدام هذه الأقلام اللباد الرائجة جداً في الولايات المتحدة، على بطاقات التصويت يكفي لجعلها غير قابلة للقراءة في أجهزة الفرز، وبالتالي جعلها غير صالحة.

وقد أطلقت في منطقة في أريزونا، وانتشرت، على الرغم من نفيها السريع من قبل المسؤولين المحليين، بسرعة إلى درجة أن متظاهرين تجمعوا،  أمام مركز للتصويت في تلك المنطقة للمطالبة بإعادة فرز الأصوات.

الهدف إثارة الشكوك

وهذه الوقائع لا وزن لها في أغلب الأحيان. لكن عندما تطلق هذه الأفكار علناً، وحتى لو كان لا أساس لها، فهي تنطبع في أذهان الناس، وتثير الشكوك في الأشخاص، أو العمليات الديمقراطية المعنية بها.

لذلك من المرجح أن تستمر هذه النظريات في الازدهار بعد الانتخابات، كما يقول أليكس ستاموس، مدير مركز «ستانفورد إنترنت أوبسرفاتوري»، وأن تنتشر «مثل النظريات التآمرية لكيو-أنون»، الحركة اليمينية المتطرفة التي تقدم  ترامب على أنه رجل يشن حرباً سرية ضد النخب العالمية المملوءة بشياطين متحرشين بالأطفال.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"