عادي

بايدن يتقدم في جورجيا وبنسلفانيا.. وترامب يندد بـ «سرقة الانتخابات»

01:06 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

 تقدم المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب في ولايتي جورجيا وبنسلفانيا الحاسمتين للمرة الأولى، أمس الجمعة، وبات قاب قوسين أو أدنى من الفوز في سباق البيت الأبيض، بيد أن حملة ترامب اعتبرت الانتخابات لم تنته، غداة إطلاق ترامب اتهامات، لا دليل عليها، لسرقة الانتخابات.

وصفت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، أمس الجمعة، جو بايدن بأنه «رئيس منتخب» للولايات المتحدة، وأضافت «هذا الصباح، بدا واضحاً أن الثنائي بايدن-هاريس سيفوز بالبيت الأبيض». وتابعت في مؤتمر صحفي أن «الرئيس المنتخب بايدن يتمتع بتفويض قوي ليحكم».

أغلبية مريحة

وقال مركز إديسون للأبحاث، أمس الجمعة، إنه بعد ثلاثة أيام من يوم الانتخابات، حصل بايدن على 253 صوتاً في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز مقابل 214 لترامب. 

والفوز في بنسلفانيا وأصواتها العشرين في المجمع الانتخابي سيمنح بايدن أكثر من الأصوات المطلوبة لحسم الانتخابات وعددها 270.

تبدد حلم ترامب

وتبدو فرص إعادة انتخاب ترامب أصعب، إذ يحتاج للفوز بكل من بنسلفانيا وجورجيا وكذلك هزيمة بايدن في نيفادا أو أريزونا.

وجاء تحول الوضع في جورجيا بعد ساعات من ظهور ترامب في البيت الأبيض وقوله إن الانتخابات «سُلبت» منه، من دون أن يقدم دليلاً. 

وبدأت حملته الانتخابية في رفع سلسلة من الدعاوى القضائية في ولايات حاسمة، لكن خبراء قانونيين رجحوا فشل تلك الجهود في تغيير نتيجة الانتخابات.

وقال مات مورجان المستشار العام لحملة ترامب في بيان، أمس الجمعة، إن عمليات التصويت في جورجيا ونيفادا وبنسلفانيا شابتها كلها مخالفات، وإن ترامب سينتصر في النهاية في أريزونا. 

وقال «هذه الانتخابات لم تنته بعد.. بايدن يعتمد على تلك الولايات في زعمه الفارغ بالفوز بالبيت الأبيض.. لكن بمجرد انتهاء عملية الانتخابات سيفوز الرئيس بولاية ثانية».

وقال مسؤولو الانتخابات في تلك الولايات إنهم ليسوا على دراية بأي مخالفات وقعت أثناء التصويت.

وفي كل من بنسلفانيا وجورجيا، تقدم بايدن على ترامب مدعوماً بقوة الأصوات المرسلة عبر البريد التي جرى الإدلاء بها من مراكز حضرية تعتبر معاقل للديمقراطيين مثل فيلادلفيا وأتلانتا. 

وتقدم بايدن في بنسلفانيا الجمعة بفارق 6817 صوت بحلول الصباح، بينما تقدم في جورجيا بفارق 1097 صوتاً. ومن المتوقع استمرار زيادة الهامش في الولايتين مع إحصاء الأصوات.

وحافظ بايدن على تقدم طفيف في ولايتي أريزونا ونيفادا. 

ففي أريزونا تقلص تقدمه على ترامب إلى حوالي 47 ألف صوت الخميس، وفي نيفادا كان متقدما بنحو 11500 صوت.

اتهامات بالجملة

وأطلق ترامب عدة تغريدات في الساعات الأولى من صباح الجمعة ردد فيها من جديد الشكاوى التي أعلنها في وقت سابق في البيت الأبيض. وكتب «أفوز بسهولة برئاسة الولايات المتحدة بالأصوات القانونية التي تم الإدلاء بها»، من دون أن يقدم أي دليل على وجود أي أصوات غير قانونية.

وفي هجوم غير معتاد على العملية الديمقراطية، ظهر ترامب في قاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض مساء الخميس وادعى من دون دليل أن الانتخابات «سُلبت» منه. وهاجم ترامب، دونما سند، العاملين بالانتخابات، وانتقد بشدة الإدلاء بالأصوات قبل يوم الانتخابات، والذي قال إنه كان يهدف للنيل من عملية التصويت ذاتها لمصلحة بايدن.

وتقدمت حملة ترامب بمجموعة من الطعون القضائية في عدة ولايات على الرغم من أن القضاة في جورجيا وميتشيجان سرعان ما رفضوها. ووصف بوب باور كبير المستشارين القانونيين بحملة بايدن تلك الطعون بأنها جزء من «حملة تضليل أوسع نطاقاً».أما بايدن فحث على التحلي بالصبر لحين الانتهاء من فرز الأصوات، فرد على تويتر «لن يسلبنا أحد ديمقراطيتنا، لا الآن ولا في أي وقت».

لم تنته

أكد فريق حملة ترامب الجمعة أن الانتخابات الرئاسية «لم تنته»،وقال مات مورجان أحد المسؤولين في الحملة، في بيان «هذه الانتخابات لم تنته بعد. التقديرات الخاطئة التي تعلن فوز جو بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في أربع ولايات».

إحراج 

من جهة أخرى، بدا الإحراج واضحاً في صفوف الحزب الجمهوري الجمعة، إثر اتهامات ترامب بحصول عمليات تزوير شابت الانتخابات الرئاسية.  واعتبرت اصوات جمهورية وازنة  استراتيجية تضليل إعلامي «خطيرة» للرئيس المنتهية ولايته، والذي صار قاب قوسين أو أدنى من خسارة البيت الأبيض .

وصباح أمس الجمعة، قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا بات تومي عبر قناة «سي بي إس»، إن «خطاب الرئيس مساء الخميس أزعجني جداً لأنه أدلى بمزاعم خطيرة للغاية من دون تقديم أي دليل». وأضاف «لا علم لي بأي عملية غش كبيرة».وعبر تويتر، ندد النائب عن تكساس ويل هارد بما وصفه بتكتيك «خطير وسيئ»، داعياً إلى إتمام فرز الأصوات كلها.

كما غرّد زميله المنتقد دوماً لترامب آدم كينزينغر «توقف عن ترويج المعلومات التضليلية الفاقدة للمصداقية (...) انقلب الأمر إلى جنون تام».

وفي بيان أقل حدة، ولكنّه يعبّر عن عدم الرضا، أعلن ميت رومني أنّ «فرز كل صوت (مبدأ) في صلب الديمقراطية. غالباً ما تكون هذه العملية طويلة ومحبطة للمرشحين». وتابع «إذا كانت ثمة اتهامات بمخالفات، فسيكون هناك تحقيقات وسيتخذ القضاء قراراته في نهاية المطاف».

تأييد أعمى 

في المقابل، فإنّ الشخصيات القريبة من ترامب سارعت إلى الوقوف إلى جانبه. وقال السيناتور ليندسي جراهام «أنا هنا هذا المساء لمساندة الرئيس ترامب كما ساندني».

وقال عضو مجلس الشيوخ تيد كروز للمحاور شين هانيتي الذي يُعدّ برنامجه المقدّم عبر «فوكس نيوز» واحداً من البرامج المفضلة لدى الملياردير الجمهوري، «يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، وأعتقد الناخبين أيضاً».

نأي إيجابي

غير أنّ غالبية النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين نأوا بأنفسهم عن القضية، واعتمدوا الحذر تجنباً لاستعداء الرجل الذي سيظل رئيساً حتى 20 يناير على الأقل، ويمكن أن يبقى له تأثير كبير على التيار المحافظ حتى في حال هزيمته. وبين هؤلاء زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي ذكر بأمر بديهي. وقال «كل اقتراع قانوني يجب أن يحتسب. كل ورقة مقدّمة بطريقة غير مشروعة، يسقط عنها ذلك. على كل الأطراف التقيّد بهذه العملية. والمحاكم قائمة لتطبيق القانون وحلّ الخلافات».

وهو بالتالي لم يعترف بوجود عمليات تزوير.

جيمس بوند 

كارل روف، المستشار السابق للرئيس جورج دبليو بوش الذي فاز بانتخابات العام 2000 عقب مواجهة قضائية في ولاية فلوريدا، أشار من جانبه إلى أنّ عمليات تزوير وغش بخصوص مئات آلاف بطاقات الاقتراع في ولايات مختلفة، تحتاج إلى مكيدة جديرة بأفلام جيمس بوند لكي تحصل.

وبحذر، أخذت بعض الأسماء الكبيرة في الحزب الجمهوري مسافة من هذه القضية. وفي هذا الصدد، فإنّ السيناتور ماركو روبيو  لم ينتقد الرئيس، وإنّما فضّل التذكير بسلسلة من المبادئ الديمقراطية. ولكنّه غرّد أيضاً اقتباساً من العهد القديم من دون التعليق: «الرجل اللئيم، الرجل الأثيم، يسعى باعوجاج الفم. الأمثال 6:12».(وكالات)

تحقيق في استخدام حملة ترامب للبيت الأبيض

قال النائب الديمقراطي، بيل باسكريل، إن مكتب المحقق الخاص الأمريكي فتح تحقيقاً في مزاعم بأن استخدام حملة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض كغرفة قيادة يوم الانتخابات «يشكل انتهاكاً للقانون الاتحادي».

وقال باسكريل في بيان، إن مكتب المحقق الخاص رد على دعوته لفتح تحقيق، وأبلغه أن وحدة خاصة «فتحت تحقيقاً في هذه المزاعم لمعرفة إن كان هناك انتهاك لقانون هاتش». (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"