القاهرة: «الخليج»- وكالات
اكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن ما تشهده منطقة شرق المتوسط من ممارسات استفزازية، ومحاولة زعزعة الاستقرار الإقليمي بالمخالفة لقواعد القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، إضافة إلى حالة التوتر والاحتقان الراهنة بين العالمين الإسلامي والأوروبي، جراء الرسوم المسيئة للرموز والمعتقدات الدينية المقدسة، وما تلاها من جرائم إرهابية، يؤكد المسؤولية الملقاة على عاتق مصر، واليونان، للاستمرار في تقديم النموذج الإيجابي، للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، والعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة، وإعمال صوت العقل والحكمة لإرساء الإخاء والمساواة، وقبول الآخر، ورفض العنصرية والتطرف والكراهية. كما أكد السيسي، قبل عودته، مساء أمس الخميس، إلى القاهرة، أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان التي اعترضت عليها تركيا بشدة في وقت سابق، تتيح الاستفادة من مخزون الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
وأضاف السيسي، في كلمة له خلال حفل عشاء أقأمتها، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، رئيسة اليونان، في القصر الرئاسي بأثينا، أن ما يجمع بين مصر واليونان من قواسم مشتركة ومصالح متبادلة، وروابط ثقافية وثيقة، يجعل من البلدين الصديقين جسراً مهما، للتلاقي والحوار والتعاون بين العالمين العربي والإسلامي، من ناحية، والقارة الأوروبية من ناحية أخرى، ويضع على كاهل الدولتين مسؤولية مشتركة لنشر قيم السلام والتسامح ونبذ العنف، والاحترام المتبادل بين شعوب وثقافات جنوب وشمال البحر المتوسط. وأكد السيسي أن العلاقات الثنائية بين مصر واليونان تشهد طفرة مشهودة في كل أوجه التعاون، بما يؤكد ما تتسم به تلك العلاقات من طبيعة استراتيجية، تستهدف تحقيق تطلعات شعبي مصر واليونان، كما مثلت الزيارة فرصة مهمة لاستمرار التشاور وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية ذات التأثير المباشر في أمننا القومي، ولعل التوافق في وجهات النظر الذي ساد في المحادثات يعكس اقتناعاً راسخاً بضرورة مواصلة التضامن لتحقيق الأهداف المشتركة.
من جهة أخرى، قال الرئيس المصري في أثينا خلال لقائه مع كونستانتينوس هاتزيداكيس، وزير الطاقة والبيئة اليوناني، إن ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، سيتيح تعظيم الاستفادة من مخزون الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية بالمناطق الاقتصادية لكلا الطرفين في البحر المتوسط.
وأكد الرئيس المصري الأهمية التي توليها مصر لتعزيز علاقات التعاون مع اليونان في مجالات الطاقة التقليدية، والجديدة، والمتجددة، خاصة بعد تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، بالتوقيع على ميثاقه من قبل دوله الأعضاء، والذي سيمثل محفلاً إقليمياً هاماً في هذا الإطار.
