عادي

«ترامب وأوباما وسوبرمان والكابتن كلوروكين» يترشحون لانتخابات البرازيل المحلية

13:18 مساء
قراءة 3 دقائق
البرازيل

ساو باولو-أ.ف.ب

 بعد خسارة الانتخابات المحلية ثماني مرات، ابتكرت البرازيلية ريجينا بينتو سيكويرا شخصية «الكابتن كلوروكين» الخارقة؛ من أجل لفت أنظار الناخبين، خاصة أن قانون بلادها يتيح لها الترشح تحت اسم مستعار، في حين يشارك في انتخابات الأحد، في البرازيل 576 ألف مرشح يتنافسون على نحو 64 ألف منصب، بينهم مرشحون تحت أسماء مستعارة كـ «سوبرمان» و«باتمان» و«وندر وومان» و«ترامب» و«أوباما».
وستتضمن لوائح اقتراع انتخابات الأحد اسم «الكابتن كلوروكين»، الذي تعتبره سيكويرا التفاتة منها لمثالها الأعلى الرئيس جايير بولسونارو، المتشبث بفكرة أن «الهيدروكسي كلوروكين» هو الدواء المعجزة لمكافحة مرض «كوفيد-19»، على الرغم من أن بعض الدراسات توصلت إلى عكس ذلك.
وإلى جانب الجدل الذي يثيره العقار المضاد للملاريا، فإن القوانين الانتخابية البرازيلية التي تجيز للمواطنين الترشح بأسماء مستعارة ليست أقل إثارة للجدل، وهي ظاهرة انتشرت على الرغم من الاعتراضات التي تعتبر هذه الممارسة انتقاصاً من جدية الانتخابات.
وبالنسبة لسيكويرا فإن تقديم نفسها بشخصية «الكابتن كلوروكين» هو الطريقة الوحيدة أمامها وأمام كل المرشحين الذين لا يملكون التمويل اللازم لشراء الإعلانات من أجل اجتذاب المرشحين.
وكانت لسيكويرا جولات في شوارع ريو دي جانيرو بسيارة صفراء مكشوفة، كتبت عليها عبارة «الكابتن كلوروكين»؛ لتوزيع برنامجها الانتخابي الذي يحمل صورتها مرتدية زي «الكابتن مارفل»، ووعوداً في حال انتخابها عضواً في مجلس المدنية بمحاربة «كوفيد-19» والفساد.
وقالت سيكويرا البالغة 59 عاماً، والتي تعمل محامية: «هذه هي الطريقة الوحيدة لأترك بصمتي، فأنا لا أعمل في السياسة، ولا دعم لدي أو مال. لهذا السبب اخترت هذا المسار».
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة «ميناس غييرايس» ناتاليا أغويار، إن «وجود عدد كبير من المرشحين يدفع الناس لمحاولة استخدام أسماء بارزة». وأضافت لوكالة «فرانس برس»: «يمكن النظر إلى ظاهرة الأسماء المستعارة الخفيفة على أنها نابعة من مشكلة أعمق.. نحن نبالغ في تقدير المرشحين المستقلين على حساب مرشحي الأحزاب».
وقدمت سيكويرا أول ترشح لها عام 2004، وجربت العديد من الأسماء المستعارة على مر السنين، والعديد منها كان مستمداً من اسمها المستعار الأساسي «زيفا».
عام 2016 خلال انتشار لعبة الواقع المعزز «بوكيمون غو» ابتكرت شخصية «بوكيزيفا»، وعام 2010 كانت «زيفا وايت» المرشحة ضد تقشف الميزانية، وعام 2008 تقمصت شخصية «كايف زيفا» المستلهمة من شخصيات برنامج فلينستونز، منتقدة مستوى العصر الحجري الذي وصلت إليه بلدتها ساو جواو دي ماريتي.
لكنها حصلت عام 2006 على 5713 صوتاً عندما ترشحت بشخصية «سوبر زيفا»، وهو أعلى رقم في مسيرتها السياسية؛ لذلك قررت هذا العام أن تجرّب حظها مرة أخرى كبطلة خارقة. وقالت أثناء تسجيل المرشحين: إن «الكلوروكين هو الموضوع الساخن هذه الأيام».
وأضافت: «الجميع يتحدثون عن الكلوروكين، سواء أكان ذلك سلباً أم إيجابياً. هذا بالضبط ما أردته».
وترى الأستاذة في جامعة «ريو غراندي دو نورتي» جانين أيرس أن هذا الاتجاه هو امتداد لثقافة الألقاب في البرازيل.
وأضافت: «إنها ميزة في الثقافة البرازيلية.. نحاول أن يكون لدينا بعض القرب من محاورينا».
ويأمل جميع المرشحين الذين يحملون أسماء مستعارة أن يحذوا حذو المرشح «تيريريكا» (المتأفف)، الذي حقق نجاحاً غير مسبوق، وانتخب لعضوية الكونجرس عام 2010، حاصداً أعلى الأصوات على مستوى البلاد، بعد ترشحه تحت شعار «لا يمكن أن يصبح الأمر أسوأ مما هو عليه الآن».
ومنذ ذلك الحين أعيد انتخابه مرتين. لكن محللين سياسيين يقولون إن هذا الأسلوب لا ينجح دائماً، وتقول أغويار: «لا يوجد دليل على أن هذه الاستراتيجية تمنح المرشحين أفضلية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"