عادي

تحذير.. لا مساعدات مجانية للبنان بعد الآن!

12:56 مساء
قراءة 3 دقائق
لبنان

بيروت-رويترز


يواجه لبنان تحديات جمة في ظل انتكاسات عدة، اقتصادية وسياسية، وصحية مع استشراء فيروس «كورونا». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وجهت القوى الغربية -التي تسعى لإنقاذ اقتصاد لبنان المشرف على الانهيار- لقيادات البلاد إنذاراً: فلا خطوات لإقالة البلاد من عثرتها ما لم يشكلوا حكومة تتمتع بالمصداقية لإصلاح الوضع في الدولة المفلسة وعلى وجه السرعة.
فقد بدأ الصبر ينفد لدى فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة، التي سبق أن قدمت مساعدات للبنان أكثر من مرة منذ الحرب الأهلية التي درات رحاها بين عامي 1975 و1990. في العام الماضي تفجرت احتجاجات ضخمة على النخبة الحاكمة إذ حملها الناس مسؤولية رعاية مصالحها المكتسبة في الوقت الذي كان الدين العام يتزايد فيه. وقد أدت جائحة فيروس «كورونا» إلى زيادة الضغوط على موارد البلاد ودمر انفجار هائل في مرفأ بيروت خلال أغسطس/آب مساحات كبيرة من المدينة.
ومع نفاد الدولارات ظهر نقص في السلع الأساسية ومن بينها الأدوية، كما يتزايد عدد من يسقطون بين براثن الفقر في لبنان.
وسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الحليف الطبيعي نظراً لأن لبنان مستعمرة فرنسية سابقة، إلى زيارة المدينة عقب الانفجار وحاول إقناع الساسة بتطبيق إصلاحات جزئية على الأقل للتصدي للوضع الطارئ. غير أن فئات متنافسة لا تزال تتصارع على النفوذ ولم يشكل لبنان حكومة منذ الحكومة التي كان انفجار بيروت وتداعياته سبباً في انهيارها. ومثلما حدث في الأزمات السابقة اتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه يتحمل مسؤولية هذا الوضع.
وقال مصدران شاركا في محادثات جرت في بيروت الأسبوع الماضي إن باتريك داريل مستشار ماكرون لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أوضح في المحادثات أنه رغم حفاظ باريس على تعهداتها «فنحن لن ننقذهم ما لم تكن هناك إصلاحات».
وقال دبلوماسي غربي إن فرنسا مازالت تحاول استضافة مؤتمر لبحث إعادة البناء في بيروت بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني لكن الشكوك قائمة. وأضاف الدبلوماسي: «لا توجد أي تطورات. الساسة اللبنانيون عادوا إلى أسلوبهم في العمل، والمقلق هو التجاهل التام للشعب».
وقالت دوروثي شيا السفيرة الأمريكية لدى لبنان في مؤتمر عبر الهاتف لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، الجمعة، إن الولايات المتحدة «تدرك أن لبنان مهم» وأن «تحاشي فشل الدولة... يجب أن تكون له الأولوية القصوى».
لكنها أضافت: «لا يمكن أن نرغب في ذلك فعلاً أكثر من رغبتهم هم فيه». وأكدت أنه لا خطط إنقاذ من دون إصلاحات.
وتابعت: «اكتسبنا حنكة». مضيفة أنه سيكون هناك «نهج تدريجي خطوة بخطوة ولا شيء مجانياً».
ويكافح سعد الحريري رئيس الوزراء المكلف لتشكيل الحكومة. وتقول بعض المصادر إن الجهود تعقدت بفعل العقوبات الأمريكية الأخيرة التي فُرضت على جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون والذي يرأس «التيار الوطني الحر».
وفُرضت العقوبات على باسيل بناء على اتهامات بالفساد وصلاته بجماعة «حزب الله» المدعومة من إيران، وينفي باسيل اتهامات الفساد.
وتقول مصادر رسمية إن النقطة الرئيسية العالقة هي إصرار عون وباسيل على تعيين وزراء في الحكومة المكونة من 18 وزيراً. ويريد الحريري أن يكون كل الوزراء من المتخصصين ولا صلة لهم بالأحزاب السياسية.
وقال مصدر على صلة وثيقة بالمحادثات إن بعض المعنيين ذكروا أن باسيل هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل الحكومة، وينفي باسيل هذا الاتهام قائلا: إن من حق حزبه أن يسمي وزراء بما أن آخرين استطاعوا تسمية وزراء.
وقالت عدة مصادر إن الجمود الحالي وضع انتحاري للبلاد التي تستنفد ما لديها من احتياطيات أجنبية بسرعة. وتقدر هذه الاحتياطيات بمبلغ 17.9 مليار دولار فقط.
وقالت السفيرة شيا إن على المانحين التشبث بموقفهم وإلا فإن النخبة السياسة لن تأخذهم على محمل الجد.
وأضافت: «إذا لم يشعروا بأهمية عنصر الوقت لتشكيل حكومة فكيف نواصل الضغط عليهم؟ هم ينظرون إلينا ولسان حالهم يقول: حاولوا أن تجعلونا ننفذ الإصلاح، سيكون من الممتع مشاهدتكم تحاولون ذلك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"