عادي

الأسواق تستعد لإغلاق عام «الجائحة» بمكاسب قوية

22:47 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة
في ختام تداولات الأسبوع الجاري من المتوقع أن تغلق الأسهم عام 2020 مع مكاسب من خانتين، وسيكون السوق المتصاعد جاهزاً لاستقبال العام الجديد ولكن بوتيرة أبطأ على الأرجح.
الشهر الأول أو «كانون الثاني»، هو الشهر الذي تصفه وول ستريت بأنه يرسم ملامح العام. «فكيف يكون يناير، يكون العام»، كما يقول المثل. وربما يكون الشهر القادم مليئاً بالتحديات، مع استمرار انتشار الوباء الذي أدى إلى تباطؤ الاقتصاد من جهة، وجولة الإعادة المهمة لانتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا في الخامس من يناير/كانون الثاني من جهة ثانية، بالإضافة إلى أداء اليمين لجو بايدن في تاريخ 20 من الشهر نفسه كرئيس للولايات المتحدة.

ينتظر سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في CFRA رؤية تداولات قوية في الأيام الخمسة الأولى من شهر يناير، قد تشير إلى وضع السوق في عام 2021. معتبراً أن ما يجري اليوم هو نهاية عام جيدة للأسواق التي تشهد ارتفاعاً ملموساً.
وبحسب ستوفال، تاريخياً، حين تكون أرقام السوق إيجابية في الأيام الخمسة الأولى من العام الجديد، يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في معظم أوقات العام وبمتوسط ربح يصل ل 12.5%.
وأضاف، «هناك أشياء يمكن أن نقلق بشأنها في يناير كانون الثاني، لكان السوق إجمالاً يتفاعل بشكل إيجابي».
السوق أصبح غالي الثمن
يتوقع بعض الاستراتيجيين تراجعاً في وقت مبكر من العام القادم، لكن الإجماع المبكر هو أن اتجاه السوق سيُنهي عام 2021 بارتفاع مع وصول مؤشر «إس آند بي» في نهاية عام 2021 ل 4056 نقطة بالمتوسط.
قال ستوفال إن السوق أصبح غالي الثمن. إذ ارتفع مضاعف السعر إلى الأرباح لمدة 12 شهراً بين شركات مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 41% على المتوسط البالغ 16.7%، منذ عام 2000.
وقال مايكل أرون، كبير محللي الاستثمار في شركة «ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز»: «لا أشعر بأن الأيام القليلة الأولى من شهر يناير/كانون الثاني يجب أن تحدد اتجاه السوق للعام بأكمله». معتبراً أنه في حال ارتفعت الأسهم فعلياً، فهذا دليل على القوة. لكن لا يعني إن عانت نفس الأسهم من بعض الفارق، أن نستسلم لباقي العام.
جولة الإعادة 
تعتبر نتيجة السباق في انتخابات جورجيا ورقة جامحة للأسهم، ويمكن أن تثير رد فعل في السوق بغض النظر عن النتيجة. إذا حدثت مفاجأة وفاز الديمقراطيون بالمقعدين، فسينقسم مجلس الشيوخ بالتساوي بين الجمهوريين والديمقراطيين. وكما ذكر سابقاً، من شأن ذلك أن يترك لنائبة الرئيس كامالا هاريس الكلمة لكسر التعادل.
يقول بعض الاستراتيجيين إن السوق يمكن أن تشهد عمليات بيع كبيرة إذا فاز الديمقراطيون، لأن المستثمرين يخشون أن يكون للحزب الأصوات لتمرير زيادات الضرائب التي يفضلها بايدن. من ناحية أخرى، قد يؤدي فوز الحزب الجمهوري إلى انتعاش مريح.
وقال ستوفال، قد ترتفع الأسواق في حال فوز الديمقراطيين إذا أخذ المستثمرون في الاعتبار احتمال وجود بنية تحتية أكبر وحزمة تحفيز يفضلها الديمقراطيون. 
بينما اعتبر مايكل أرون أن عدم اليقين بشأن حزمة التحفيز المالي الحالية البالغة 900 مليار دولار والتي وافق عليها الكونجرس الأسبوع الماضي، قد تصبح مصدر قلق، إذا قرر الرئيس دونالد ترامب استخدام حق النقض عليها أو عدم التوقيع على القانون.
وكان ترامب انتقد الحزمة وقال إن الأفراد يجب أن يتلقوا أكثر من 600 دولار كمدفوعات شهرية مباشرة وجزء من الإغاثة.
في سياق متصل، قال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة بليكلي الاستشارية: «نحن على وشك انتهاء صلاحية عدة أشياء، وبدلاً من كونها مجرد أحداث سياسية، هناك أوقات نهائية فعلية بشأن المزايا التي تنتهي صلاحيتها، ويفترض السوق أنه سيتم تجاوزها بشكل إيجابي. لكن القلق سيبقى موجوداً حتى يتم حل ذلك». 
في أسبوع العطلة القادم والذي يستمر أربعة أيام، من المتوقع أن يكون التداول هادئاً. هناك القليل من التقارير الاقتصادية. 
وستتم مراقبة مطالبات البطالة يوم الخميس عن كثب. في الأسبوع التالي، من المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف لشهر ديسمبر ضعف سوق العمل المتزايد، مع تقدير بإضافة حوالي 100 ألف وظيفة فقط أو ربما أقل.
9 أشهر من المكاسب
يتجه مؤشر «إس آند بي 500» إلى الأسبوع الأخير من العام الجاري مع مكاسب بنحو 15% للعام بأكمله، وارتفاع من أدنى مستوى له في مارس/آذار بنحو 65%. 
ووفقاً لسام ستوفال من CFRA للأبحاث، فإن مكاسب تسعة أشهر هي أكثر من ضعف متوسط مكاسب تسعة أشهر البالغة 32.2% لجميع الأسواق المرتفعة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشار ستوفال إلى أنه بعد بدايات سريعة ونموذجية، تباطأت معدلات نمو الأسواق، ما أدى إلى نشر معدلات سنوية مركبة أصغر خلال الفترة المتبقية من تحركات السوق القوية. واستناداً إلى الزخم السابق، فإن العوائد قد تتباطأ خلال بقية هذا الاتجاه الصعودي إلى حوالي نصف مكاسبها الحالية.
تحذيرات بايدن 
تراقب الأسواق حزمة التحفيز الاقتصادي، وحذّر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من «عواقب وخيمة» إذا استمر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في تأخير توقيع خطة التحفيز الاقتصادي التي أقرّها الكونجرس لمواجهة تبعات كوفيد-19.
وألقى ترامب بظلال الشك على حزمة مساعدات طال انتظارها فيما يخشى ملايين الأمريكيين خسارة تقديمات ومواجهة الطرد من منازلهم المستأجرة. 
وطلب إلى المشرعين زيادة قيمة الشيكات المرسلة إلى الأمريكيين الأكثر ضعفا من 600 إلى 2000 دولار.
وقال بايدن إنّ «عدم تحمل هذه المسؤولية له عواقب وخيمة، حيث سيفقد حوالى 10 ملايين أمريكي إعانات التأمين ضد البطالة».
وأضاف في بيان «في غضون أيام قليلة، سينتهي التمويل الحكومي، ما يعرّض الخدمات الحيوية ورواتب الأفراد العسكريين للخطر. 
وفي أقل من أسبوع، تنتهي مهلة إرجاء عمليات الإخلاء، ما يهدد الملايين بإجبارهم على ترك منازلهم خلال الأعياد».
وقال بايدن «التأخير يعني أن المزيد من الشركات الصغيرة لن تنجو من هذا الشتاء القاتم (...) وأن يواجه الأمريكيون مزيداً من التأخير في الحصول على المدفوعات المباشرة التي يستحقونها في أسرع وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع التبعات الاقتصادية المدمرة لكوفيد-19».
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"