عادي

تركمانستان تملك «سلاحاً سرّياً» لمحاربة «كورونا»

14:05 مساء
قراءة دقيقتين
الحرمل

أ.ف.ب

تملك تركمانستان «سلاحاً سرّياً» يقيها من وباء «كوفيد-19»، هو كناية عن الدخان المتأتي من إحراق نبتة ذات مزايا طبيّة مزعومة يشيد بها رئيس هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى والذي يؤكد أنه بمنأى عن الجائحة.
في المدرسة التي تتعلّم فيها بالعاصمة عشق آباد، لا تكتفي آينا جاراييفا بقياس حرارة التلاميذ، بل تواظب بانتظام على تبخير الصفّ بالحرمل، وهي نبتة يستطيبها الرئيس قربان قولي بردي محمدوف. وتقول هذه المدرّسة البالغة42  عاماً: «جلّ ما نفعله هو اتّباع التعليمات التي وردتنا».
ويستخدم الحرمل منذ زمن بعيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى لعلاج أمراض متعدّدة ورفع البلاء.
وبالفعل، تُطلَق في تركمانستان تسمية «إيوزرليك»، أي ما معناه «الدواء لمئة مرض»، على هذه النبتة ذات الرائحة القويّة جدّاً. وهي تشهد رواجا متناميا بفعل الوباء. ففي آذار/مارس، أمر رئيس تركمانستان بالتبخير دوماً بالحرمل، مشيداً بقدرات النبتة على القضاء على البكتيريا والفيروسات. ومنذ إصدار تلك التوجيهات، زاد سعر الباقة خمس مرّات، وصولاً إلى 5 منات (1,17 يورو).
وتقول تركمانستان، كما كوريا الشمالية، إنها من البلدان النادرة التي لم يتفشّ فيها الوباء.
أما في أوزبكستان المجاورة، فقد أكّد الطبيب الذائع الصيت بهرام ألماتوف في وسائل إعلام محلية أن «ما من تأثير مباشر» للنبتة على الفيروس، بالرغم من مزاياها الطبية.

 كمامات للاتقاء من «الغبار» 

 وليس رئيس تركمانستان الزعيم الوحيد في العالم الذي يجاهر، بمزايا علاج ناجع مزعوم ضدّ «كوفيد-19». ففي إفريقيا عموماً ومدغشقر خصوصاً، كثيرون هم الذين يلجأون إلى نبتة الشيح (أرتيميسيا). وقد أحجمت منظمة الصحة العالمية عن التعليق على المنافع المزعومة للحرمل، لكنها أشارت إلى أن الطبّ التقليدي «له تاريخ طويل في عدّة بلدان وهو يشكّل أحياناً مورداً مهمّاً للصحة».
ولدرء خطر فيروس «كورونا» المستجدّ، توصي السلطات الصحية قبل أيّ شيء آخر بوضع الكمّامة ومراعاة التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام.
وقد استدعى الأمر زيارة لوفد من منظمة الصحة العالمية كي تفرض تدابير وقيوداً من هذا القبيل في البلد، غير أن السلطات تؤكّد من جهتها أنها لم تسجّل أي حالة على الإطلاق من المرض، بالرغم من إعلان سفير بريطانيا في تركمانستان عن إصابته بـ«كوفيد-19».
ومنذ الصيف، باتت متاجر السلع غير الغذائية والمطاعم مغلقة وحركة القطارات والحافلات محدودة. ويُطلَب من السكّان وضع الكمّامات بغية اتقاء «الغبار» و«عوامل ممرضة» مجهولة، بحسب البيان الرسمي للسلطات. ولم تنتقد منظمة الصحة العالمية موقف تركمانستان، معربة عن قلقها من ازدياد حالات الالتهاب الرئوي في البلد خلال الصيف ومؤكّدة أنها حصلت على تصريح لاستخراج عيّنات ميدانية وتحليلها في المختبرات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"