أقسام الطوارئ

04:56 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

مستوى الخدمات الصحية المقدمة من خلال أقسام الحوادث والطوارئ متباينة بين منشأة صحية وأخرى، تبعاً لمستوى الكوادر الطبية والفنية التي تعمل في هذه الأقسام، ونوعية الأجهزة التشخيصية والعلاجية المستخدمة، مع الأخذ في الاعتبار أن غالبية هذه الأقسام يعمل فيها أطباء ممارسون، وقلة من هذه الأقسام يوجد فيها أخصائيون أو استشاريون في طب الطوارئ.
عوامل أخرى تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في جودة الخدمة، منها مدى الإقبال والزحام الشديد من قبل المراجعين والمرضى، فبعض أقسام الطوارئ والحوادث يضطر فيها المريض إلى الانتظار لمدة تمتد إلى أكثر من ساعتين حتى يتلقى العلاج، والسبب الرئيسي في ذلك هم المراجعون أنفسهم، لأن الدراسات الإحصائية أظهرت أن أكثر من 80% من الحالات التي تتردد على أقسام الطوارئ هي حالات عادية يمكن علاجها في المراكز الصحية الأولية.
خيراً عملت دائرة الصحة في أبوظبي باعتماد نظام متكامل لتصنيف أقسام الحوادث والطوارئ وإصدار تراخيص للأقسام التي تستحق أن تكون بالفعل أقسام طوارئ مؤهلة للتعامل مع الحالات الصعبة والحرجة، وقد أعلنت أمس عن ترخيص 8 أقسام كأقسام طوارئ، منها 7 أقسام في مستشفيات حكومية، وقسم واحد فقط في مستشفى خاص.
أحد المعايير الأساسية التي يتم بموجبها الموافقة على إصدار ترخيص لقسم طوارئ في مستشفى هو وجود طبيب اختصاصي أو استشاري على الأقل متخصص في مجال طب الطوارئ على مدار 24 ساعة و 7 أيام، وفي ظل الواقع الحالي فإن نسبة كبيرة من المستشفيات بالذات الخاصة لن تكون مؤهلة للحصول على ترخيص بوجود قسم للطوارئ.
البديل الذي أوجدته دائرة الصحة للمستشفى الذي لا يحصل على ترخيص لقسم الطوارئ هو أن يكون هناك قسم أو مركز للرعاية العاجلة، ولكن هل من الطبيعي ألا يكون في أي مستشفى قسم للطوارئ، أم إن مركز الرعاية العاجلة هو أحد مسميات أقسام الطوارئ؟.
الأمر المهم في هذا الموضوع هو كيف سيتمكن المريض أو المراجع من تقييم حالته الصحية حتى يحدد مساره لطلب العلاج، إما من قسم الطوارئ أو مركز الرعاية العاجلة، خاصة وأن هناك الكثير من الحالات التي يشعر فيها المريض بألم بسيط في الصدر، ويبدو من الوهلة الأولى أنه عادي، إلا أنه قد يكون بداية لأزمة قلبية.
أمام هذا التصنيف لن تحصل غالبية المستشفيات الخاصة على تراخيص لإنشاء أقسام طوارئ، على الرغم من أنها تقوم حالياً بدور كبير في استقبال ومعالجة الكثير من الحالات الطارئة، فهل يتوفر البديل أمام هذا التصنيف الجديد؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"