عادي

تشكيك بقدرة المستثمرين الأفراد.. من أشعل هوس «جيم ستوب»؟

23:53 مساء
قراءة 4 دقائق
جيم ستوب

إعداد: هشام مدخنة 

إن إلقاء نظرة على الأسهم العشرة الأكثر شراء من قبل هوس المتعاملين الأفراد في «وول ستريت» الشهر الماضي تجيب عن السؤال: هل فعلاً المستثمرون الأفراد في غرف الدردشة هم من أشعل الهوس الذي بات عنوانه سهم «جيم ستوب»؟

القائمة - بحسب «جيه بي مورجان» لا تضم «جيم ستوب» GameStop، ولا «أيه إم سي إنترتينمنت» ولا حتى «بلج باور»، وهي الأسماء التي ارتبطت بجنون التداول. بالفعل كانت هذه الأسماء هي المسيطرة على عمليات الشراء الشائعة بين المستثمرين الأفراد، ومع ذلك، فإن «جيم ستوب» وأخواتها والتي استنفرت «وول ستريت» كانت غائبة بشكل ملحوظ عن قائمة الأكثر تداولاً خلال الشهر الماضي.

وكانت الرواية السائدة أن مجموعة من التجار الصغار داخل منصة «ريدت» انتفضوا ضد سوق الأسهم الأمريكية من خلال شراء جماعي في «جيم ستوب»، ما أدى إلى ضغط قصير من قبل مديري صناديق التحوط المحترفين، الذين اضطروا لتغطية رهاناتهم السلبية أو المخاطرة بخسائر كارثية.

لكن العديد من الدلائل، أشارت أيضاً إلى «المستثمرين المؤسساتيين»، وهم كيانات تقوم بشراء الأوراق المالية، والممتلكات العقارية، والأصول الاستثمارية الأخرى، باعتبارهم من العوامل الرئيسية لجنون الأسعار وتحركاتها المرتفعة.

الصورة الفعلية 

وقال بينج تشينج، المحلل الاستراتيجي للكمية والمشتقات في «جيه بي مورجان» للعملاء: «على الرغم من تصوير المستثمرين الأفراد على أنهم المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار الشديد الذي شهدته بعض الأسهم، إلا أن الصورة الفعلية قد تكون أكثر دقة».

واستحوذ المستثمرون الصاعدون على أكبر قدر من الاهتمام من خلال تواجدهم في جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر لقطات من مواقعهم وصب جام غضبهم على «روبن هود» و«إنتراكتيف بروكرز»، وغيرهما من الوسطاء الذين اضطروا إلى الحد من التداول بأسماء الشركات ذات الارتفاعات العالية ما أسهم في انخفاض النشاط في ذلك اليوم. وأدى ذلك الجنون أيضاً إلى ارتفاع عدد أعضاء منتدى «وول ستريت بيتس» على «ريدت» إلى 8.5 مليون مشترك.

وأظهرت البيانات، أن الضوضاء الصادرة عن هذا الحشد أغفلت النظر ربما عن مشاركة وول ستريت في هذه التداولات لتحقيق ربح سريع أيضاً.

الصورة
وول ستريت

وقال ديفين رايان المحلل في «جيه إم بي» للأوراق المالية: «ربما لا يتعلق الأمر فقط بالرجل الصغير مقابل الرجل الكبير». وأضاف: «من المعقول أن نعتبر أن المستثمرين المؤسساتيين كانوا أيضاً نشطين للغاية في تلك الأسهم خلال الأسبوع الماضي، وهناك من يستثمر منهم في أسماء ذات أحجام تداول مرتفعة. وأعتقد بأنه تم تصوير ذلك على الأرجح في بعض أنشطة تداول الخيارات الأسبوع الماضي أيضاً».

التداول للتغطية

ووفقاً لبيانات من «سيتادل سيكيوريتيز»، كان المستثمرون الأفراد أكثر البائعين لأسهم «جيم ستوب»، من الثلاثاء إلى الخميس الماضي.

وقال ريتشارد ريبيتو المحلل في بنك الاستثمار الأمريكي «بايبر ساندلر» لشبكة سي إن بي سي: «ما كان يحدث في الأسهم أجبر صناديق التحوط على التداول للتغطية، أو ربما كانوا يلعبون أيضاً للفوز». 

وبحسب ريتشارد، هناك دائماً صندوق تحوط غير مشارك تماماً ولا حتى على المكشوف، يراقب ما يجري، ويستغل الفرصة التي يمكنه من خلالها الربح عن طريق الشراء. وعليه، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن صندوق التحوط «سنفيست مانجمنت» الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، حقق 700 مليون دولار من هوس «جيم ستوب».

اقتربت أحجام تداول المستثمرين الأفراد من مستويات عالية قياسية عند 50% يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، لكنها انخفضت بأكثر من 5% في اليوم التالي، ما يشير إلى انخفاض الاستثمار الفردي الذي كان يمثل ثقل هوس «ريدت». وبخصوص ذلك قال ريبيتو من «بايبر ساندلر»: «إن كان السبب في ذلك هو مجرد البيع بين الأفراد، لبقيت نسبة أحجام التداولات كما هي دون تقلبات». مشيراً إلى أن صناديق التحوط ربما كانت تركب الموجة في محاولة الاستفادة أيضاً.

«وول ستريت» ضد «وول ستريت»

ظهرت رواية مفادها أن معركة طاحنة دارت رحاها الأسبوع الماضي بين متداولي «ريدت» الثائرين على وسائل التواصل الاجتماعي وبين صناديق التحوط الرئيسية التي تبيع أسهماً على المكشوف في شركات مثل «جيم ستوب». لكن بعض المستثمرين، بما في ذلك البائعين على المكشوف مثل كارسون بلوك، صوروا المعركة على أنها كانت بين «وول ستريت» ونظيرتها «وول ستريت».

في الأسبوع السابق، اشتبه آرت كاشين من «يو بي إس»، الذي شهد معارك «ضغط قصير» من قبل، بوجود شيء أكثر من مجرد مستثمرين مبتدئين أفراد وراء الحاصل. وقال: «لدي بعض الشكوك في أنها ليست عملية ديمقراطية. لست متأكداً من أن كل ما تقرأه وتشاهده يأتي من الرجل الصغير (المستثمر الصغير)، أو الجمهور الحاضر. أعتقد بأنه قد يكون هناك بعض المحترفين الكبار الذين يريدون تحويل الحشود إلى «غوغاء» وحثهم على مهاجمة صناديق التحوط من خلال عمليات الشراء هذه».

الصورة
جيم ستوب

يعتقد أستاذ القانون بجامعة شيكاجو تود هندرسون، المتخصص في الشركات وتنظيم الأوراق المالية والاقتصاد، بأن صناديق التحوط كانت القوة الدافعة لصعود «جيم ستوب» النيزكي؛ حيث قال: «أعلم أن «الرجل الصغير» يتعاون نوعاً ما مع اللاعبين الكبار، لكن أعتقد بأن ما حصل كان مجرد «رجال كبار» يتعاونون مع «رجال كبار» أيضاً».

وبحسب هندرسون، اشترت صناديق التحوط مجموعة من الأسهم التي كان من المفترض أن يتم إقراضها بحرية للبائعين على المكشوف وإعادة شرائها من البائعين أنفسهم. وأدى هذا إلى خلق عدد أقل من الأسهم للبائعين على المكشوف للاقتراض في السوق، مما قلل من عدد الأسهم المحتملة والمتاحة للإقراض، الأمر الذي جعل من الصعب على البائعين على المكشوف المراهنة على قيمتها. وكان هؤلاء البائعون اليائسون بحاجة إلى العثور على أسهم جديدة للاقتراض، إلا أنه قد فات الأوان وأصبح العرض مقيداً من شركات الوساطة.

هل هناك لوائح تنظيمية؟

مع بدء فقاعة «جيم ستوب» في الانحسار، وانخفاض الأسهم بأكثر من 80%، لن ينسى المنظمون في واشنطن أحداث الأسبوع الماضي. حيث يخطط مجلسا الكونجرس لعقد جلسات استماع بخصوص هوس تاجر ألعاب التجزئة. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إنها ستلتقي برؤساء لجنة الأوراق المالية والبورصات، ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولجنة تداول السلع الآجلة، لمناقشة ما إذا كانت الأنشطة الأخيرة متوافقة مع حماية المستثمر والأسواق العادلة والفعالة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"