عادي
%40.5 من إجمالي سكان الإمارات تلقوا اللقاح

خلايا ذاكرة المناعة.. رهان القضاء على «كورونا»

17:22 مساء
قراءة 4 دقائق
|~ْر
1

كشفت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، عن تقديم لقاح «كوفيد-19» إلى 40.48 في المئة من إجمالي السكان في الدولة، إضافة إلى النجاح في تطعيم 48.46 في المئة من فئة كبار السن، فيما يتم العمل حالياً مع الجهات الصحية المعنية على تحديد دورية أخذ اللقاح، كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى، مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية، وذلك لضمان توفير المناعة المناسبة للأشخاص.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدتها حكومة الإمارات حول مستجدات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» أن دولة الإمارات أظهرت جاهزية نوعية في التصدي لأزمة فيروس «كوفيد-19» وقدمت نموذجاً متميزاً في احتواء الجائحة.
وقالت إن الدولة حققت إنجازاً صحياً عالمياً بتقديمها أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح كورونا بنسبة 52.56 جرعة لكل 100 شخص، في حين تجاوز عدد الفحوصات أكثر من 28 مليوناً وهو إنجاز يحسب لدولة الإمارات التي تؤكد يوماً بعد يوم أنها نموذج يحتذى في مواجهة جائحة «كوفيد-19».
وأضافت: «تواصل وزارة الصحة توفير التطعيم بجرعات لقاح «كوفيد-19» في معظم مرافقها الصحية، مع إعطاء الأولوية لتطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خاصة كبار السن من المواطنين والمقيمين من أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الهمم حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، بالإضافة للتركيز على الجرعة الثانية لجميع فئات المجتمع المختلفة التي تلقت الجرعة الأولى من اللقاح في الفترة السابقة».
وقالت: «نجحنا في تطعيم 48.46 في المئة من فئة كبار السن وهو إنجاز يضاف إلى سجل الدولة سعياً للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم والتي ستساعد في تقليل أعداد الحالات والمضاعفات الناتجة عن المرض والذي سيسهم بدوره في السيطرة على فيروس «كوفيد-19».
وأشارت إلى أنه تم تقديم اللقاح لـ 40.48 في المئة من إجمالي السكان في الدولة، ما يتوافق مع الخطة الموضوعة لتوفير اللقاح لـ 50 في المئة من إجمالي السكان خلال الربع الأول من هذا العام.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني أن دولة الإمارات بدأت حملة التطعيم بلقاحات كورونا بعد التأكد من سلامتها وفاعليتها والتأكد من استيفائها لجميع المواصفات العالمية.
وأوضحت أن اللقاح يهيئ الجسم لمحاربة الإصابة بالعدوى من الفيروس أو أنواع البكتيريا المختلفة وتحتوي اللقاحات على أجزاء غير نشطة أو ضعيفة من الكائن الحي الذي يسبب المرض أو الشفرة الجينية التي من شأنها خلق الاستجابة نفسها وتحفيز جهاز المناعة ويدفع ذلك الجهاز المناعي بالجسم إلى التعرف إلى الجسم الدخيل وإنتاج أجسام مضادة لتعلم كيفية محاربته.
ونوهت بأن لقاح سينوفارم يعمل باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف ويعمل على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان وتشكيل أجسام مضادة لمقاومة فيروس «كوفيد-19».
وأضافت أن لقاح فايزر - بيونتيك يعمل بتقنية الحمض النووي الريبوزي، ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم، ما يحفزه على البدء في إنتاج بروتينات شبيهه بالبروتين الموجود في قشرة الفيروس، بينما يعتمد لقاح أسترازينيكا ولقاح «سبوتنيك - في» Sputnik V على ناقل فيروسي، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس adenovirus تم تعديله وإضافة جزيئات من فيروس كورونا المستجد، ويعد الفيروس ضعيفاً لكنه كاف لتحفيز الجسم لإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة المرض.
وذكرت الدكتورة فريدة الحوسني أن هناك العديد من الاختلافات التي تتعلق بطرق تصنيع اللقاحات، وحفظها، لكن بالرغم من هذه الاختلافات تتشابه اللقاحات في تحفيز الجسم والخلايا المناعية لإنتاج أجسام مضادة، ما يمنح الجسم الحصانة اللازمة في حال التعرض للفيروس.
وأشارت إلى أنه من الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضاً على خلايا خاصة تسمى «خلايا الذاكرة» التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لفترات طويلة قد تصل لسنوات، بمعنى أنه يمكن لهذه الخلايا أن تتذكر العامل الممرض في حالة مواجهة العدوى مرة أخرى وتقوم بتحفيز جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفيروس.
وأضافت: «وجد الباحثون أن هذه الخلايا خضعت لدورات عديدة من الطفرات حتى بعد الشفاء، وبالتالي كانت قادرة على إنتاج أجسام مضادة أكثر فاعلية من تلك التي أحدثتها العدوى في البداية، كما أشارت الفحوصات المخبرية الإضافية إلى أن هذه الأجسام المضادة كانت قادرة أيضاً على التعرف إلى السلالات المتحورة من الفيروس مثل السلالة الجنوب إفريقية».
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني إنه بمتابعتنا لآخر المستجدات العلمية في موضوع السلالات المتحورة لفيروس سارس كوفي 2 نجد أن الدراسات أوضحت تباين التطعيمات في درجة فعاليتها مع سلالة جنوب إفريقيا ولاتزال التطعيمات فعالة بالرغم من هذا التباين وبالتالي من المهم تأكيد أهمية أخذ اللقاح واستكمال الجرعة الثانية لهذه اللقاحات.
وأضافت: «نعمل حالياً مع الجهات الصحية المعنية لتحديد دورية أخذ اللقاح كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية وذلك لضمان توفير المناعة المناسبة للأشخاص».
وأكدت أن اللقاحات تعد الوسيلة المثلى لهزيمة هذه الجائحة، وكلما ارتفعت نسبة التطعيم في المجتمع زادت نسبة المناعة في هذا المجتمع، وبالتالي كنا أقرب للوصول للتعافي، فاكتساب المناعة الجماعية من خلال اللقاح هو الوسيلة الأنجح للقضاء على الفيروس.
من جانبها قالت منى خليل، مديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة تنمية المجتمع - خلال حديثها عن الجهود المبذولة في دعم الصحة النفسية لمختلف فئات المجتمع - إن التوازن في الإجراءات التي تبنتها دولة الإمارات للتصدي لتداعيات أزمة «كوفيد-19» أبرزت كفاءتها بتحقيق التوازن الاستراتيجي كركيزة أساسية للتعامل مع الأزمة.
وأكدت أن القيادة الرشيدة حرصت على تضمين المجتمع كأولوية ومراعاة كافة التأثيرات التي قد تنشأ بسبب الجائحة ودعمه بمبادرات وسبل وقائية تضمن سلامته واستقراره.
وقالت منى خليل، إن وزارة تنمية المجتمع تواصل جهودها الحثيثة عبر حزمة من المبادرات والخدمات لضمان دعم المجتمع لتجاوز التحديات المصاحبة لجائحة «كوفيد-19»، فقد تكفلت الدولة بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بـ «كوفيد-19» عن طريق الخلايا الجذعية، كما تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية أسر المتوفين كافة بسبب الفيروس من جميع الجنسيات في الدولة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"