صادف شهر فبراير/ شباط الماضي ذكرى الميلاد ال 66 لستيف جوبز المؤسس المشارك لشركة «آبل»، وبينما يتولى تيم كوك زمام الأمور منذ وفاته، يستمر إرث جوبز حيّاً في عالم التكنولوجيا الحديثة.
وينبع الكثير من رؤية جوبز لشركة «آبل» من اهتمامه الدائم بالعلوم الإنسانية، ما يمنح الشركة لمسة إنسانية متحررة، وكما قال جوبز أثناء عرضه أول جهاز «آيباد»، إن «آبل» ليست مجرد شركة تقنية.
وأضاف: «إن السبب في قدرة آبل على إنتاج منتجات مثل آيباد هي محاولتنا دائماً أن نكوّن نقطة تقاطع بين التكنولوجيا والفنون الحرة». ومن خلال الجمع بين هذين الأمرين، أوضح جوبز إن شركته كانت قادرة على صنع منتجات متطورة للغاية من وجهة نظر تقنية، وفي الوقت نفسه جعلها سهلة الاستخدام وممتعة، بحيث تتناسب مع جميع احتياجات المستخدمين.
ووصل جوبز إلى هذا المنظور خلال حياته من القراءة، وفقاً لسيرته التي كتبها والتر إيزاكسون.
إليكم في هذا السياق مجموعة من الكتب التي أثّرت في حياة جوبز:
1- «الملك لير» من تأليف وليام شكسبير:
وقع ستيف جوبز في حب «الملك لير» في سنواته الأخيرة من مرحلة الدراسة الثانوية، وقال جوبز ل إيزاكسون: «لقد بدأت في الاستماع إلى الموسيقى أكثر، وبدأت في قراءة المزيد من الكتب خارج حقل العلوم والتكنولوجيا مثل مؤلفات شكسبير وأفلاطون، وقد أحببت مسرحية الملك لير كثيراً». ويقول دانيال سميث مؤلف كتاب «كيف تفكر مثل ستيف جوبز»: «قصة الملك لير تقدم تصويراً حياً لما يمكن أن تتعرض له إذا فقدت السيطرة على إمبراطوريتك الخاصة، لذلك فهي قصة مهمة لكل رئيس تنفيذي ومدير طموح».
2- «موبي ديك» من تأليف هيرمان ميلفيل:
قصة ملحمية أخرى تعلق بها جوبز في مراهقته، وهي رواية أمريكية عميقة تكشف عن علاقة الإنسان بالوجود من حوله من خلال صراع بين إنسان وحوت، ونبوءة كتبها ميلفيل عن الحلم الأمريكي، ويربط إيزاكسون بين الكابتن «أهاب» وهو أحد أكثر الشخصيات عزماً في الأدب، وبين جوبز، فالشحصية «أهاب» مثل جوبز تعلّم الكثير من التجربة المباشرة، بدلاً من الاعتماد على المؤسسات، وفي الرواية ظهر رفض البطل للاعتماد على المؤسسات، وفضّل اكتساب الخبرة بنفسه وتلقي التعلم بشكل مباشر واعتبر الصيد والحيتان والبحر مدرسته وأفضل من الدراسة في جامعة هارفارد.
3- «قصائد ديلان توماس»:
إن الازدهار الفكري الذي شهده جوبز في أواخر سنواته في المرحلة الثانوية لم يقتصر على المصابين بجنون العظمة، حيث اكتشف حبه للشعر، وخاصة مؤلفات الشاعر الويلزي ديلان توماس.
ويقول دانيال سميث في كتابه «كيف تفكر مثل ستيف جوبز»: «إن قصائد توماس عندما قرأها جوبز وهو في مراهقته، منعته من الإصابة بجنون العظمة وأعطته مسحة من الشعبية المحببة».
4- «كن هنا الآن» من تأليف رام داس:
أواخر 1972، كان جوبز قد دخل لتوه كلية «ريد»، وبدأ بتناول حبوب الهلوسة وقراءة الكثير عن الكتب التي تتحدث عن الروحانيات. وكتاب «كن هنا الآن» هو دليل استرشادي لتعلم ممارسة التأمل، وقد ذهب داس، أستاذ علم النفس، في رحلات لاكتشاف الرسالة الحقيقية للوجود، والوصول إلى الإيمان اليقيني وبدأ في ممارسات روحية في الهند.
5- «نظام غذائي لكوكب صغير»- فرانسيس مور لاب:
خلال عامه الأول في كلية «ريد»، قرأ جوبز كتاب «نظام غذائي لكوكب صغير»، وهو كتاب عن النظام الغذائي النباتي الغني بالبروتين، والذي بيع منه 3 ملايين نسخة. وقال جوبز إنه توقف عن تناول اللحوم بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب، ومنحه القدرة على تجربة نظام غذائي صارم لتطهير جسمه من السموم.
6- «السيرة الذاتية ليوغي» - برمهنسا يوغانندا:
قرأ جوبز كتاب «السيرة الذاتية ليوغي» للمعلم الروحي الهندي برمهنسا يوغانندا عندما كان في المرحلة الثانوية، ثم أعاد قراءته أثناء إقامته في دار للضيافة في سفوح جبال الهيمالايا، وقال جوبز في ذلك: «لقد كانت هنالك نسخة من هذا الكتاب باللغة الإنجليزية نسيها مسافر سابق عندما كنت في الهيمالايا، وقد قرأته عدة مرات لأنه لم يكن هنالك شيء أفعله». ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الكتاب جزءاً رئيسياً من حياة جوبز، إذ كان يقرأه كل عام.
7- «على الطريق» من تأليف جاك كيروك:
قرأ جوبز وصديقه المفضل في ذلك الوقت، دانيال كوتكي، «رواية على الطريق»، قبل عامين من رحلتهما إلى الهند. ونشرت الرواية في عام 1957، وهي قراءة كلاسيكية ل «جيل بيت» Beat Generation، و حركة أدبية تستكشف السياسة والثقافة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. إنها رواية خالدة عن الحرية والإنسانية واستكشاف الذات، وقد صنفتها «مودرين لايبراري» للنشر كواحدة من بين أفضل 100 رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية في القرن العشرين.
8- «مبادئ عقلية زن» من تأليف شونربو سوزوكي:
زاد اهتمام ستيف جوبز بالتأمل والجانب الروحي من شخصيته بعد العودة من رحلته إلى الهند، وكان ينتظم في حضور محاضرات الراهب الياباني شونربو سوزوكي حتى أصبح أقرب أصدقائه وأكثرهم تأثيراً في ذاته، إلى درجة أن جونز فكّر في زيارة اليابان والعيش داخل الدير لكن سوزوكي منعه من ذلك.
9-«معضلة المبتكر» لكلايتون إم كريستنسن:
اعتادت شركة «آبل» على إعادة ابتكار نفسها، فجهاز «آيفون»، على سبيل المثال يحتوي الكثير من مميزات الآيبود الأيقونية، ما يجعل جهاز الاستماع للموسيقى شيئاً من الماضي، وقد افترض كتاب كريستنسن وجود عوامل فشل الشركات داخل نجاحها مهما كان مبهراً، وأن البقاء في تقديم منتج واحد وخدمة جمهور محدد يقود لنهاية غير مرضية، هو ما أنقذ ستيف جوبز في عمله وأضاف لمحة «آبل» في التغيير من منتجاتها من دون أن تفقد ما توصلت إليه من تقنيات مفيدة.
