عادي

بايدن يعلن عزمه الترشح لفترة ثانية.. ويهاجم الجمهوريين

10:15 صباحا
قراءة 5 دقائق

واشنطن - (وكالات)
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، إنه يتوقع خوض انتخابات الرئاسة للمرة الثانية في 2024، ودافع عن سياسته المتعلقة بتوفير مأوى للأطفال الذين هم من دون مرافق ويعبرون الحدود الأمريكية من المكسيك في أول مؤتمر صحفي رسمي له منذ توليه منصبه.
وفي المؤتمر الصحفي، الذي استمر لأكثر من ساعة بدا بايدن مستعداً على نحو جيد وكان يقرأ من أوراق مكتوبة في بعض الأحيان ويستقبل الأسئلة بهدوء على خلاف سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي كانت مؤتمراته الصحفية صاخبة وعاصفة. وحدد بايدن هدفاً جديداً لإدارته بتطعيم الأمريكيين بمئتي مليون جرعة من اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد-19» في أول مئة يوم من حكمه.
وحذر الرئيس الأمريكي كوريا الشمالية من العواقب لإطلاقها صاروخين باليستيين، وقال: إنه يتشاور مع حلفاء الولايات المتحدة؛ لبحث سبل المضي قدماً.
وسعى بايدن لتهدئة نبرته تجاه الصين بعد جلسة مباحثات عاصفة حفلت بتراشقات حادة بين كبار مساعديه ونظرائهم الصينيين في ألاسكا هذا الشهر.
ويعتقد الكثير من المحللين السياسيين أن بايدن (78 عاماً) قد يقرر البقاء لفترة رئاسية واحدة. لكنه قال، رداً على سؤال بشأن ما إن كان يعتزم خوض الانتخابات مجدداً، إن هذا هو ما ينويه، مضيفاً أنه سيبقي على نائبته كاملا هاريس مرشحة لمنصبها. وأضاف: «الرد هو.. نعم اعتزم خوض الانتخابات مجدداً. هذا ما أتوقعه».
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تكافح للسيطرة على زيادة عدد الوافدين عبر الحدود، فإن بايدن قال للصحفيين: إنه لا توجد إدارة أمريكية سابقة رفضت تقديم الرعاية والمأوى للأطفال القادمين من المكسيك باستثناء إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضاف: «لن أفعل ذلك»، وأشار إلى أنه كلف هاريس بقيادة الجهود الدبلوماسية مع المكسيك وهندوراس وجواتيمالا والسلفادور؛ بهدف الحد من تدفق المهاجرين. وقال: إن هدف إدارته المبدئي تطعيم الأمريكيين بمئة مليون جرعة لقاح في أول 100 يوم من حكمه تحقق بالفعل في الأسبوع الماضي، أي قبل 42 يوماً من الموعد المقرر، ولهذا قرر رفع هذا الهدف إلى مثليه الآن.
وأضاف: «أعلم أن هذا طموح، أي مثلي هدفنا الأصلي، لكن لا يوجد بلد آخر في العالم اقترب حتى من هذا (الرقم)». وتراجع بايدن عن الموعد النهائي لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان في الأول من مايو/ أيار بعدما حاول ترامب وفشل في تحقيق ذلك قبل مغادرة منصبه.
وقال: «سيكون من الصعب الوفاء بالموعد النهائي في الأول من مايو/ أيار»، لكنه أضاف: «لن نمكث لفترة طويلة» في أفغانستان. وقال: إنه لا يتصور بقاء القوات هناك في العام المقبل.
ورد بايدن بحذر على سؤال بشأن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية، وهو ما أثار قلق اليابان وكوريا الجنوبية حليفتي الولايات المتحدة، وقال: «إذا اختاروا التصعيد، سنرد طبقاً لذلك».
وأضاف: «أنا أيضاً مستعد لشكل ما من الدبلوماسية؛ لكن لابد أن يكون ذلك مشروطاً بالنتيجة النهائية (لجهود) نزع السلاح النووي».
وبعد محادثات صعبة في ألاسكا قال بايدن: إنه لا يتطلع إلى مواجهة مع الصين، لكنه أصر على التزام الرئيس الصيني شي جين بينج بالأعراف الدولية في التجارة. ودعا بايدن الجمهوريين في الكونجرس إلى مساعدته في جدول أعماله، بينما يعالج قضايا مثل: الحد من انتشار السلاح وتغير المناخ وإصلاح الهجرة.
وعبر عن اعتقاده بأن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ؛ ستجعل من الصعب على الجمهوريين استخدام مناورة برلمانية تتطلب 60 صوتاً لتمرير معظم التشريعات في المجلس، وقال: إن هذا الإجراء يُساء استغلاله.
وقال بايدن: إن التوقعات الاقتصادية تتحسن بعد التصديق على حزمته للإغاثة من الجائحة البالغة قيمتها 1.9 تريليون دولار، وإن معظم الاقتصاديين باتوا يتوقعون نمواً بأكثر من ستة في المئة هذا العام. وقال بايدن في أول مؤتمر صحفي منذ توليه الرئاسة في يناير/ كانون الثاني «منذ أقررنا خطة الإنقاذ الأمريكية، بدأنا نرى بوادر أمل جديدة في اقتصادنا.. منذ إقرارها، رفعت أغلبية... من الاقتصاديين توقعاتهم للنمو الاقتصادي هذا العام بدرجة كبيرة. أصبحوا يتوقعون أن يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي الستة في المئة».
ومن المتوقع بالفعل أن يتسارع النمو الاقتصادي هذا العام في ظل زخم توزيع لقاحات «كوفيد-19»، والذي سيسمح بمزيد من حرية الحركة والنشاط، بينما تعزز حزمة التحفيز إنفاق المستهلكين. وكان مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي قالوا الأسبوع الماضي إنهم يتوقعون نمواً 6.5 في المئة هذا العام، وهو ما سيكون الأسرع منذ الثمانينات، ويقول بعض الخبراء المستقلين: إن النمو قد يتجاوز السبعة في المئة.
يأتي ذلك عقب انكماش 3.5 في المئة في 2020، هو الأعمق خلال أكثر من سبعين عاماً. وأشار الرئيس الديمقراطي كذلك إلى بوادر تعافٍ في سوق العمل. فقد تراجع عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة إلى أقل من 700 ألف للمرة الأولى منذ أوقدت الجائحة شرارة ركود عميق قبل نحو عام.
وقال بايدن: «علمنا أن عدد المتقدمين بطلبات إعانة البطالة الأسبوعية تراجع نحو 100 ألف شخص.. يعني هذا أن أمريكيين كثيرين ما زالوا من دون عمل، وأن أسراً عديدة تعاني، وما زال أمامنا عمل كبير، لكن بوسعي أن أقول للشعب الأمريكي إن المساعدة هنا، وإن الأمل في الطريق». وتناول بايدن خطة البنية التحتية التي يضعها كرافد لسد الفجوات الضخمة المتبقية في سوق العمل.
وهاجم الرئيس الأمريكي الجمهوريين واتهمهم بمحاولة تقسيم البلاد، وطالبهم بأن يقرروا إن كانوا يريدون العمل مع إدارته أم لا. وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحفي: نحن نحاول إعادة بناء نظام يحل مشكلة المهاجرين المستمرة منذ سنوات على الحدود. متابعاً: سنعيد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك ما عدا الأطفال.
وتابع: «نرى أملاً في تعافي الاقتصاد الأمريكي بعد حزمة المساعدات بنمو قدره 6% في الناتج المحلي.. مشكلة كورونا هي أكبر التحديات التي تواجهنا». وأكد الرئيس الأمريكي أن مشكلتهم الأساسية هي إعادة السلم والأمن الاجتماعي للأمريكيين الذين خسروا وظائفهم ومنازلهم، لافتاً إلى أنه دفع 400 مليون دولار كمساعدات للأمريكيين المتضررين جراء جائحة «كورونا».
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الخميس، بعد أن رأس قمة للاتحاد الأوروبي، انضم لها الرئيس الأمريكي لفترة وجيزة، إن على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حماية الأمن الدولي والديمقراطية والاستقرار. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد القمة: «ما نراه هو أن قيم الديمقراطية وحكم القانون تتعرض لضغط مجدداً، هناك تهديدات، تهديدات داخلية وخارجية.. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان الآن مسؤولية تجاه الأجيال القادمة أكثر من أي وقت مضى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"