48 مليون معلم

04:30 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

هل نحن جاهزون؟ حقائق صادمة هي التي كشفت عنها التقارير الأخيرة للأمم المتحدة حول المعلمين؛ إذ إن العالم يعاني نقصاً حاداً في المعلمين، وبحاجة إلى 48.6 مليون معلم ومعلمة خلال السنوات العشر المقبلة، ليحلوا محل المعلمين المقرر تقاعدهم، وعلى الحكومات اتخاذ التدابير وإعداد الخطط العاجلة لسد تلك النواقص.
وفي تقرير آخر، نجد أن دول العالم بحاجة إلى معلمين إضافيين، تصل أعدادهم إلى 69 مليون معلم بحلول عام 2030؛ لبلوغ أهداف تعميم التعليم، وتمكين الطلبة من الانتفاع بعلومه ومعارفه، ومساراته واتجاهاته ومستجداته.
وهنا يدور في الخلد، العديد من الأسئلة حول تلك الأزمة، التي أصابت العالم بمختلف بلدانه، هل نظامنا التعليمي يعي تلك الاحتياجات؟، وهل لدينا التدابير اللازمة لإعداد جيل من المعلمين الشباب ليحلوا محل المتقاعدين خلال السنوات القليلة المقبلة؟ وهل هناك خطط عاجلة لسد حاجاتنا من المعلمين الإضافيين عام 2030؟
من المفترض أن نظام التعليم في الإمارات، يستقطب المعلمين وفق اتجاهين، الأول اتجاه داخلي يركز على إعداد جيل جديد من المعلمين ليحملوا الراية في المستقبل القريب، ولكن معاناة كليات التربية من عزوف الطلبة المواطنين، وارتفاع معدل تناقص المواطنين العاملين في القطاع عاماً بعد الآخر، جعلت كلماتنا تتعثر؛ إذ إننا بحاجة إلى إعادة النظر في هذا الاتجاه؛ لنستطيع جذب الأبناء لهذا المسار، وإعداد جيل جديد من الشباب يسد احتياجاتنا من المعلمين.
وإن كان الاتجاه الثاني يركز على استقطاب المعلمين من الخارج، إلا أن دول العالم تحتاج إلى 48.6 مليون معلم ومعلمة، لسد النقص الذي يفرزه رحيل المتقاعدين من خلال 10 سنوات مقبلة، وهذا يضعنا في تحدٍّ آخر، نظراً لصعوبة إيجاد فرص الاستقطاب من الخارج؛ إذ إن جهود الدول ستركز، ولا شك على سبل المحافظة على كوادرها البشرية، والبعض قد يمنع المعلمين من الهجرة للعمل بالخارج.
وما يثير المخاوف في هذا الصدد أن الفوارق في هذا النقص تتزايد على الصعيد العالمي؛ «إذ يعاني 70% من بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، نقصاً شديداً في عدد المعلمين، وتصل هذه النسبة إلى 90% فيما يخص المرحلة الثانوية»، وهنا ينبغي أن ننتبه لتلك التحديات بصفتنا جزءاً لا يتجزأ عن العالم.
إن قدوم عصر الذكاء الاصطناعي، رفع سقف التحديات أمام الجهات القائمة على الشأن التعليمي في الدولة، فهي مطالبة بإعداد المعلمين الحاليين وتأهيلهم وفق متطلبات هذا العصر، ومطالبة أيضاً بإيجاد سبل جديدة لرفع المعاناة عن كليات التربية التي تنعى قلة إقبال الأبناء عليها، ومطالبة كذلك بتعزيز إمداد الميدان بالمعلمين المؤهلين وزيادة عددهم؛ لتجنب أزمة نقص المعلمين العالمية، والسؤال: هل نحن جاهزون للوفاء بتلك المطالبات؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"