غادرت جميع القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، في مؤشر إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب متواصلة منذ عقدين، بات وشيكاً، وأكدت الولايات المتحدة مجدداً أن الانسحاب لا يعني التخلي عن أفغانستان، ورحبت حركة طالبان بالخطوة الأمريكية، لكن روسيا حذرت من ألاّ يعقب الخروج الأمريكي من أفغانستان إعادة انتشار في دول وسط آسيا، كما حذرت من أن تنظيم «داعش» يحشد قواته في شمال أفغانستان.
انسحاب في مراحله الأخيرة
كتب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان على تويتر «انسحبت القوات الأمريكية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة (باجرام) وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب».
وأكد مسؤول أمريكي في مجال الدفاع مغادرة القوات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إنه «ليس صحيحاً على الإطلاق» أن الولايات المتحدة تعتزم التخلي عن أفغانستان برغم الانسحاب العسكري من البلاد. وقال «نعتزم الحفاظ على وجود دبلوماسي في كابول»لرغبتنا المتأصلة في استمرار الشراكة مع الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني.
وعبرت طالبان عن ترحيبها ،وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس «سيمهد انسحابها الكامل الطريق أمام الأفغان ليقرروا مستقبلهم في ما بينهم».
القاعدة الاستراتيجية
وشكلت قاعدة باجرام مركزاً أساسياً للعمليات الأمريكية الاستراتيجية في أفغانستان، إذ انطلقت منها الحرب الطويلة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها في 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
على مر السنوات استقبلت قاعدة باجرام مئات آلاف العسكريين الأمريكيين ومن حلف الأطلسي ومقاولين. في مرحلة ما، كانت تضم أحواض سباحة وصالات سينما ومنتجعات بل حتى محلات للمأكولات السريعة مثل برجر كينج وبيتزا هت.
تحذير روسي مزدوج
قال وزير الخارجية سيرجي لافروف أمس الجمعة إن تنظيم «داعش» يحشد قواته في شمال أفغانستان وهو ما يثير قلق موسكو. إلى جانب ذلك، وحسب مسؤول في الخارجية الروسية نقلت عنه وكالة الإعلام الروسية، قال أمس الجمعة إن انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان يجب ألا يعني إعادة نشر للبنية التحتية العسكرية للتحالف في وسط آسيا.(وكالات)
