إعداد: مصطفى الزعبي
اكتشف فريق دولي من العلماء بقيادة جامعة كوين ماري في لندن، أن الشكل الأكثر شيوعاً لعمى البالغين والمرتبط بالعمر، ناتج عن زيادة بروتين FHR، وهو واحد من البروتينات الخمسة التي تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم جهاز المناعة.
ومن شأن الاكتشاف أن يسهم في إيجاد علاجات لتطوير الضمور البقعي المرتبط بالعمر والذي يؤثر على ملايين البشر حول العالم.
وأشار العلماء إلى أن 50% من المرضى لديهم مستويات مرتفعة في واحد على الأقل من البروتينات الخمسة، على الرغم من أنه لا يزال يتعين القيام بمزيد من العمل.
وفي دراسة سابقة، كشف العلماء أن الالتهاب في مؤخرة العين، يلعب دوراً في تطور التنكس البقعي، وحددوا سلسلة من الجينات التي تنظم دفاعنا المناعي ضد مسببات الأمراض.
ومن خلال دراسة مستويات هذه البروتينات ومنها FHR في 604 عينات من بلازما الدم، تمكن العلماء لأول مرة، من إظهار أن جميع البروتينات الخمسة موجودة بمستويات أعلى لدى المصابين بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، مقارنة بغيرهم.
وتزيل البروتينات الخمسة من الجهاز المناعي الفطري (وهو خط دفاعنا الأول ضد العدوى) الخلايا التالفة عن طريق تمييزها للتدمير، وتجنيد الخلايا المناعية الأخرى وتنشيطها. وفي التنكس البقعي، يتم تنشيط المسار التكميلي بشكل مفرط في الجزء الخلفي من العين، مما يعزز استجابة التهابية غير مناسبة ومضرة وتسبب العمى.
وقالت د فالنتينا سيبرياني، قائدة الدراسة: «لأكثر من 15 عاماً كان تركيز التنكس البقعي على العامل التكميلي H، وبروتينه FH، لكن دراستنا باستخدام نهج يسمى دراسة الارتباط على مستوى الجينوم والتي تبحث في المتغيرات الجينية عبر جينومات الأشخاص المصابين بالمرض أو بدونه، مكنتنا من تحديد المتغيرات الجينية التي تحدد مستويات بروتين FHR الأعلى، وزيادة خطر الإصابة بالتنكس البقعي».
وقال د. ريتشارد أونوين من مركزStoller Biomarker Discovery التابع لجامعة مانشستر البريطانية: «هذه دراسة مهمة؛ إذ إن قياس مستويات بروتينات FHR اعتُبر تحدياً كبيراً على مدار السنوات الماضية، نظراً لوجودها عند مستويات منخفضة في الدم، وتشابه بعض البروتينات المناعية جداً مع بعضها بعضاً».
وأضاف: «يمكننا الآن قياس هذه البروتينات وإظهار العامل المهم، إن لم يكن الأكثر أهمية، في كيفية تطور التنكس البقعي».
