لا بالما - رويترز
واصل بركان كومبري فييخا على جزيرة لا بالما، إحدى جزر الكناري الإسبانية، قذف الحمم في الهواء، محدثاً انفجارات مدوية، صباح الخميس، في حين كسا الرماد السام المنطقة المحيطة به، وسارعت السلطات لتوفير مأوى للألوف الذين اضطروا للفرار.
وتدفقت الحمم على سفح البركان لليوم الخامس على التوالي، لتسقط على منازل ومدارس ومزارع، وإن كان بسرعة أبطأ من الأيام السابقة. وقالت نانسي، صاحبة متجر مجوهرات في المنطقة: «كل ما بدأ يوم الأحد كأمر غير مألوف، كمشهد جميل ممتع، تحول إلى مأساة في اليوم التالي». وأضافت: «لديّ كثير من الأصدقاء هناك، الأسر فقدت ممتلكاتها. قلوبنا موجوعة».
ويتقدم سيل الحمم السوداء ببطء باتجاه الغرب منذ الأحد الماضي، حارقاً كل ما يمر به.
وهرع مزارعو الموز قرب بلدة تودوكي، لإنقاذ ما يتسنى لهم من محصولهم، وكدسوا شاحناتهم بأكياس الموز الأخضر.
ودمرت الحمم أكثر من 200 منزل، ولم يعد بمقدور آلاف السكان العودة إلى بيوتهم، وقالت الحكومة الإقليمية في جزر الكناري إنها ستشتري مشروعين سكنيين يضمان 73 عقاراً لمن أصبحوا بلا مأوى. وبحسب تقديرات رسمية فإن البركان تسبب في خسائر بقيمة نحو 87 مليون يورو.
وقال مختصون بدراسة البراكين، إن الغازات الناتجة عن الانفجار البركاني ليست ضارة بالصحة. لكن عموداً من سحابة سميكة يمتد الآن نحو 4.2 كيلومتر في الهواء، ما يثير مخاوف بخصوص الرؤية بالنسبة لرحلات الطيران. وما زال المطار مفتوحاً لكن السلطات طلبت من الطيارين الابتعاد عن موقع الانفجار البركاني.
ويتوقع أن تدفع الرياح السحابة باتجاه الشرق في الساعات المقبلة فوق بقية جزر الكناري وشبه جزيرة أيبيريا والبحر المتوسط، حسب وكالة «كوبرنيكوس» الأوروبية.
وكانت السلطات المحلية نبهت الناس إلى غسل الخضروات والملابس لتجنب تناول الرماد السام.
