الاحتباس الحراري يرفع درجة التوعية بالخطر المنتظر

المواجهة مسؤولية المجتمع كاملاً
06:22 صباحا
قراءة 5 دقائق

الاحتباس الحراري ظاهرة تستحق الدراسة وتعريف أفراد المجتمع بأخطارها للحد من انتشارها، إذ تزيد خطر الانبعاثات الكربونية التي تؤثر في الأرض ودرجة حرارته، وبالتالي على حياة البشر وبقية الكائنات .

والسؤال: كيف يسهم الفرد العادي في الحد من الاحتباس الحراري من أجل حماية نفسه ومجتمعه من أضرار تؤثر في طبيعة الحياة؟

التقينا عدداً من أفراد المجتمع والخبراء بحثاً عن الإجابة في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة للفت نظر كل الفئات إلى خطورة الأمر .

حسب علماء المناخ، ستنخفض الحرارة 15 درجة مئوية في حال فقدان الجو المحيط بالأرض والذي سيتأثر بالانبعاثات الكربونية الموجودة في طبقات الغلاف الجوي ومن ثم يكون له التأثير السلبي في الموجودين على الأرض .

في الوقت نفسه، أكد العلماء أن الجو المحيط بالكرة الأرضية سيلعب دوراً في تنظيم معدلات الحرارة فوقها، حيث سترتد معظم الحرارة الوافدة من الشمس إلى الفضاء وسيحتفظ بها في الأجواء السفلى من الغلاف المحيط، حيث تحتوي هذه الطبقة على بخار ماء وغازات ثاني أكسيد الكربون والميثان .

وأسوأ سيناريو محتمل لظاهرة الاحتباس الحراري أن يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض إلى مستويات قاتلة خلال القرون المقبلة، حيث أكدت دراسة أن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات المصباح الرطب لمدة 6 ساعات أو أكثر ستخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات .

وستزيد مع ذلك الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة من الأرض منها حمى الضنك والملاريا وتفتك بمزيد من البشر .

من هذا المنطلق وجه علماء البيئة على مستوى العالم النداءات إلى جميع الشعوب بضرورة توخي الحذر من المواد التي ينتج عنها التلوث والتي تؤثر بطبيعة الحال في الأرض وفي جغرافيتها ومناخها، وهي نفس الدعوة التي وجهها كثير من القطاعات والمؤسسات المعنية في الدولة .

يقول خليفة الشامسي، موظف: أعلم أن الدولة تقوم بكثير من حملات التوعية للحد من مخاطر الاحتباس الحراري، ولكن علينا كأفراد أن نقدر ذلك ونبدأ بأنفسنا من خلال التقليل من استخدام الطاقة بشتى أنواعها .

ويشير إلى أنه يحاول أن ينفذ ذلك في منزله، حيث لا يستخدم الكهرباء إلا للضرورة فقط، ويقلل من استخدام المياه، ولا يترك الفرصة للأطفال الصغار للعب بها حتى في أوقات الصيف .

علي بوخالد، صاحب شركة للأدوات الكهربائية بعجمان، أشار إلى أن دور أي فرد في المجتمع البدء بنفسه، من خلال أي عمل إيجابي يستطيع عمله، وأنه على أقل تقدير عليه ألا يستخدم السيارة إلا للضرورة فقط حتى لا يستهلك قدراً كبيراً من البترول، وفي هذا توفير مادي له أيضاً .

وأكد أن على كل فرد في منزله فعل الكثير حتى مع أبنائه، فيجب أن يربيهم على الارشاد في استهلاك الطاقة بمختلف أنواعها، وأن يمارس ذلك فعلياً أمامهم .

يوسف رشيد، صاحب محل برأس الخيمة، أكد أن معلوماته عن ظاهرة الاحتباس الحراري ليست بالقوية، لكن يعلم أهمية المحافظة على البيئة للتقليل من درجة حرارة الأرض، وهو ما يقوم به بالفعل، كما يشير، حيث بدأ بتقليل النفايات والأشياء الضارة التي تخرج من منزله إضافة إلى تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية .

حبيبة المرعشي، رئيس مجموعة الإمارات للبيئة، أوضحت أن المجموعة تقوم بالعديد من الأنشطة المختلفة التي تعمل على توضيح أضرار الاحتباس الحراري على كوكب الأرض ومن عليه، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل على مدار العام، يقدمها خبراء متخصصون في مجال البيئة .

وأشارت إلى أن أحد أهم أساليب الحماية من الاحتباس الحراري، وعي الفرد بخطر الانبعاثات الكربونية التي ينتج عنها، وأن يعرف أهمية الطاقة والمحافظة عليها، من خلال توفير استهلاك الماء والكهرباء، سواء في المنزل أو العمل . وأكدت أن على كل فرد أن يبدأ ذلك بمفرده ولا ينتظر من أحد أن يسبقه .

والوسيلة الثانية في رأيها، التقليل من النفايات التي تصدر من داخل البيوت، لأن تركها بكميات كبيرة يعمل على زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهو ما له تأثير خطير في الكائنات الحياة، خاصة أن عالمنا العربي من أكثر الشعوب التي تستهلك الأطعمة وترمي نسبة كبيرة منها .

وأوضحت أن تراكم أطنان القمامة يعمل على توليد احتكاكات كيميائية وكربونية من شأنها التأثير في حرارة الجو، إضافة إلى الغازات التي ستصدر عنها، وهو ما يشكل خطراً بيئياً آخر يزيد من تداعيات الاحتباس الحراري .

وأضافت المرعشي: هناك نقطة سلبية أخرى في عالمنا العربي يجب أن نهتم بها بجانب النقاط الأخرى وهي الزيادة المفرطة في شراء الملابس، والتي تسبب زيادة إنتاج القطن الذي يحتاج بالأساس إلى ماء ثم إلى طاقة عند نقله بالسيارات، وينتج عنها الغازات الكربونية الناتجة من احتراق البترول .

ولفتت إلى أن كثيراً من أفراد المجتمع يرون أن مثل هذه الأشياء ليست لها أهمية في التقليل من هذا الخطر، وقالت: ذلك خطأ، وهنا يأتي دورنا في التوعية من هذه المخاطر التي تعرض البيئة كلها للهلاك، والتوعية يجب أن تتم عن طريق أي فرد لديه المعلومة عن هذه المخاطر لجميع المحيطين به .

رزان خليفة المبارك المديرة التنفيذية لجمعية الإمارات للحياة الفطرية أكدت أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، سواء كأفراد أو حكومات أو قطاع خاص أو مدارس وجامعات، وأنه يجب على الجميع بذل قصارى الجهد لتغيير نمطنا الاستهلاكي، وهو ما تقوم به العديد من مؤسسات الدولة من أجل محاربة التغير المناخي عن طريق تبني ممارسات عمل أكثر استدامة .

وأوضحت أن مشروعاً مشتركاً بين جمعية الإمارات والحياة الفطرية وهيئة البيئة في أبوظبي ينفذ من أجل رفع مستوى التوعية ومشاركة المجتمع الإماراتي في أخذ مبادرات من شأنها تخفيض بصمتنا البيئية، وذلك ضمن مشروع أبطال الإمارات، الذي انطلق في فبراير/ شباط من العام الماضي .

وأشارت المبارك إلى أن القطاع الخاص في الإمارات يسهم بنسبة 30% من البصمة البيئية للإمارات وله الأهمية الكبرى في التصدي لهذا التحدي الكبير الذي يواجه العالم أجمع . وأكدت أن أثر تبني ممارسات تقليل البصمة الكربونية، لإحدى المؤسسات لا يقتصر على حماية البيئة فقط، بل له الأثر الإيجابي على المحصلة النهائية لتلك المؤسسة .

كونوا الأقل استخداماً

د . راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أكد في كلمة له بمناسبة انطلاق حملة أبطال الإمارات للقطاع الخاص مؤخراً، أن حماية البيئة يجب أن تكون عن طريق توعية كل أفراد المجتمع لبعضهم بعضاً وعدم النظر إلى أي معدل عالمي في استهلاك الطاقة والأخذ به، بل يجب أن نكون الأقل في استخدام الطاقة .

وأشار إلى ضرورة تبني نصائح بسيطة من أجل تخفيض استهلاك الطاقة والماء وإيجاد الحلول دائماً للبحث عن طاقة بديلة ومتجددة، والعمل على تأسيس مبادرات إنشاء المقاييس والمعايير للبناء المستدام، وخلق مجتمع مستدام ومتكامل كما يحدث في مدينة مصدر .

وأوضح أن الحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة مسؤولية واجبة على الجميع، وذلك لا بد أن يكون من خلال أفراد المجتمع أنفسهم، وأن عليهم عدم الانتظار حتى يبدأ الآخرون .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"