لقي 23 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب المئات بجروح في زلزال ضرب منطقة نائية في جنوب غربي باكستان، فجر أمس الخميس،وتسبب بانهيار منازل على رؤوس أصحابها خلال نومهم، كما شهدت اليابان زلزالاً آخر اقتصرت خسائره على إثارة الذعر وتوقف القاطرات، وشهد جنوبي كرواتيا هزة أرضية من دون خسائر.
الزلزال يضرب بلوشستان
وقع زلزال قوته 5,9 درجة على مقياس ريختر، ومركزه على عمق 9 كلم، وطال الزلزال ست مدن وبلدات في إقليم بلوشستان. والأماكن الأكثر تضرراً هي منطقة هارناي الجبلية التي يصعب على فرق الإغاثة الوصول إليها لعدم وجود طرق معبدة، كما أن شبكات الكهرباء والهاتف فيها بدائية.وتسبب الزلزال بانزلاقات تربة وبإغلاق طرق وبعرقلة عمليات الإنقاذ. وتعمل السلطات أيضاً على إصلاح أعطال في شبكات الكهرباء والهاتف، وحصلت هزة أخرى في المنطقة بعد حوالى ساعتين من وقوع الزلزال.
وقال رئيس الوزراء عمران خان: «أمرت بتقديم مساعدة فورية لضحايا الزلزال في هارناي في بلوشستان وبإجراء تقييم فوري للأضرار لتقديم الإغاثة والتعويضات في الوقت المناسب».
23 قتيلا ومئات الجرحى
قال وزير الداخلية في حكومة إقليم بلوشستان ضياء الله لانغاو لوكالة «فرانس برس»: «المعلومات التي وردتنا تفيد بأن 23 شخصاً قتلوا من جراء الزلزال، وبين القتلى ستة أطفال، أحدهم لم يتجاوز عمره السنة. عمليات الإنقاذ لا تزال جارية»، مشيراً إلى سقوط عدد غير محدد من الجرحى.
وأضاف أن غالبية الضحايا سقطوا في انهيار منازلهم المبنية في معظم الأحيان من الطوب. وقال لانغاو: «نظفت فرق الإنقاذ 50% من الطرق المؤدية إلى هارناي، وسيتم فتح الطرق الأخرى في الساعات المقبلة».
وحذّر رئيس هيئة إدارة الكوارث في إقليم بلوشستان نصير نصار من أن حصيلة الضحايا قد ترتفع.
وقال مسؤول محلي في هارناي سهيل أنور هاشمي: «أصيب أكثر من 300 شخص بجروح. وصلتنا معلومات بأن 15 من عمال المناجم عالقون في منجم في محيط المدينة (هارناي) بسبب الزلزال».
وأشار إلى أن عمال المناجم اعتادوا تمضية الليل في المنجم حين تكون درجات الحرارة أدنى.
وقال إنه تم إرسال فريق إنقاذ إلى المنجم، فيما وصلت مروحيات إلى منطقة الزلزال للمساعدة على عمليات الإغاثة.
أضرار
انهار أكثر من 100 منزل طيني، كما لحقت أضرار بعدد كبير آخر من المباني، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون، مباني بها فجوات واسعة بالأسطح والجدران المنهارة.
وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، البيوت وهي تهتز أثناء الزلزال. وتجمع السكان الفزعون لاحقاً في الشوارع في الظلام.
وقال المسؤول في مستشفى هارناي العام زاهر تارين لوكالة «فرانس برس»: «إن الزلزال أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، ما اضطر العاملين في المستشفى الذي يعاني أصلاً من ضعف في التجهيزات، إلى العمل في الظلام».
وكان باكستانيون قبل ظهر الخميس، يتفقدون منازلهم المدمرة في هارناي ويحاولون بأيديهم إزالة حجارة وركام لإنقاذ بعض أغراضهم.
وتشهد باكستان زلازلاً باستمرار لوقوعها فوق نقطة التقاء الصفائح التكتونية الهندية والأوروبية الآسيوية.
في أكتوبر 2015، أدى زلزال بقوة 7,5 درجة إلى مقتل 400 شخص في باكستان وأفغانستان.
هزة قوية في اليابان
وفي اليابان، ضرب زلزال بلغت قوته 6,1 درجة العاصمة طوكيو والمناطق المحيطة بها، لكن لم يصدر تحذير من حدوث تسونامي، وفق ما قالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية.
وتسبب الزلزال بتمايل مبان وإصدار تحذير طارئ إلى هواتف السكان المحليين لمنحهم الوقت للاحتماء.
وأفادت معلومات أولية أصدرتها هيئة الأرصاد الجوية، بأن مركز الزلزال حدد في محافظة شيبا في شرقي طوكيو، مضيفة أنه حدث على عمق 80 كيلومتراً. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار.
وتوقفت بعض خدمات القطارات السريعة والمحلية احترازياً بعد الزلزال، لكن تقارير لوسائل إعلام محلية من مواقع في طوكيو وحوله، أفادت بأنه لا يبدو أن هناك أي تأثير خطِر للزلزال.
كذلك، أجريت عمليات تحقق في محطات نووية إقليمية، لكن لم ترد تقارير عن حدوث أي اختلالات.وتم الإبلاغ عن انقطاع الكهرباء عن مئات المنازل في طوكيو بعد وقوع الزلزال.
وكان الزلزال قوياً نسبياً مقارنة بالزلازل الأخيرة في طوكيو التي مثل الكثير من المناطق اليابانية، تشهد نشاطاً زلزالياً بشكل منتظم.
وتقع اليابان في منطقة «حزام النار» في المحيط الهادئ؛ حيث يسجل نشاط زلزالي كثيف يمتد من جنوب شرق آسيا وعبر حوض المحيط الهادئ.
زلزال يضرب جنوبي كرواتيا
إلى جانب ذلك، قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالاً شدته 5.1 درجة هز جنوبي كرواتيا في وقت متأخر أمس الأول الأربعاء.
وأضاف أن مركز الزلزال، كان على بعد 40 كيلومتراً من شمال شرقي مدينة سبليت. ولم ترد تقارير بعد عن أي أضرار أو ضحايا.
وكان وسط كرواتيا، بما في ذلك العاصمة زغرب، قد تعرض العام الماضي، لزلزالين قويين أحدهما كانت شدته 6.4 درجة. (وكالات)
