الصوم والطعام

01:14 صباحا
قراءة 27 دقيقة

منّ الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بشهر رمضان المبارك ليكون شهرا للصوم والعبادات والشعور بالفقراء والمساكين وتعويد النفس على الصبر ليس فقط على شهواتها وملذاتها الدنيوية المختلفة وإنما أيضا على ملذات الطعام المختلفة من منطلق أن المعدة بيت الداء والحمية أصل الدواء.

غير ان ما يحدث في الشهر الفضيل هو أن موائد الافطار لا تخلو من أطعمة مختلفة ومتنوعة الى درجة ان بعض خبراء التغذية يصفونها بالقنابل أو الكوارث الغذائية، خصوصا مع وجود الدهن العداني الذي لا يخلو الطعام منه أبدا خصوصا في شهر رمضان الفضيل، وهو ما يسبب العديد من المشاكل الصحية عند الاصحاء.. فكيف الحال مع المرضى الذين يحتاجون الى التقيد بحميات خاصة مثل مرضى السكري والكبد؟ وكذلك الحوامل ايضا؟

يمد الصائم بثلث حاجته الغذائية

إفطارك في رمضان.. مر وحليب

التمر واللبن أفضل ما يتناوله الصائم في إفطاره.. هذا ما أكدته السنة النبوية الشريفة وأيده العلم والدراسات البحثية ويؤكده أيضا الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ السموم بطب القاهرة ويضيف أن التمر والحليب يمدان الجسم بما يحتاجه من سكريات وبروتينات وغيرها من العناصر العديدة، وفي نفس الوقت يحميان الجسم من كثير من الأمراض والمشاكل الصحية بتكوين مضادات الميكروبات.

القاهرة - الخليج:

يوضح الدكتور الدنشاري أن التركيب الكيميائي للتمر يحتوي على 61% 90% مواد سكرية، كما يحتوي على 47,1% 2,2% فيتامينات، 4,1% إلى 3% بروتينات، 2% 5,3% سليولوز، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور بالإضافة إلى العناصر النادرة كالمنجيز والنحاس والكبريت ولأن المعدة تحتاج إلى تهيئة، وكذلك الأمعاء مثل تناول الطعام بمدة كافية حوالي من 10 15 دقيقة، وهذا يحققه تناول التمر والحليب قبل هذه المدة، كذلك يحتاج إلى ضرورة تناول الطعام على مرحلتين عند الإفطار وعدم الإقبال بشراهة على طعام الإفطار، وهذه هي الحكمة النبوية عميقة المعاني التي تشتمل على مجمل الجوانب الطبية والتعبدية، ومن خلال التمر يأتي بلح الرطب وهو أعظم فائدة للإنسان، فالرطب له فوائد عديدة حيث يتلقاه الكبد بسرعة فينشط الجسم، كما أن فائدته تصل إلى المخ عن طريق الكبد، كما أن العناصر الغذائية للتمر تمد الصائم بالطاقة الحرارية والنشاط، كما يؤدي أكل الرطب في الإفطار إلى التغلب على الصداع الذي كثيرا ما يحدث بعد الأكل والإفطار في رمضان، بالإضافة إلى أن تناول التمر يساعد على تنشيط إفرازات الجهاز الهضمي التي تساعد على هضم طعام الإفطار الذي يتناوله الصائم بعد أن يؤدي صلاة المغرب، كما أن التمر يحتوي على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مثل السكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، وحيث إن عناصر التمر سهلة الهضم لما يحتويه من مواد سكرية فركتوز يمتص امتصاصا سريعا من الجهاز الهضمي إلى الدم فإنها تصل مباشرة إلى المخ.

كما أن سكريات التمر لا تنتج عنها غازات في الأمعاء أو متاعب في الجهاز الهضمي مثلما يحدث بعد تناول سكر القصب، ويحتوي التمر على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ما تلف منها، بالإضافة إلى تكوين أجسام مضادة للميكروبات وإجراء وظائف حيوية عديدة.

والتمر بأنواعه يحتوي على عدة عناصر من فيتامين ب وهي عناصر لازمة للتمثيل الغذائي وتهدئة الأعصاب كما يعتبر مصدرا من مصادر فيتامين ج الذي يساعد على امتصاص الحديد وتكوين خلايا الدم الحمراء، فضلا عما يقوم به فيتامين ج من زيادة حيوية الجسم وتنشيط المناعة لمقاومة الأمراض، كما أن التمر منتج أصلي لفيتامين أ وهو الفيتامين الذي يساعد على الإبصار ليلا.

من ناحية أخرى تشير البحوث والدراسات إلى أن التمر والرطب يحتويان على مضادات الأكسدة وهي مواد تساعد على الوقاية من الأمراض أو علاج الفيروسات الشاردة.

وأثبتت الدراسات أن الأفراد الذين اعتادوا على تناول التمر بأنواعه تقل لديهم نسبة الإصابة بالأورام وأمراض الروماتيزم وأمراض العيون والجلد وغيرها. كما أثبتت البحوث أن ميكروبات الكوليرا لا تعيش في التمر أكثر من ثلاثة أيام وهو ما يؤكد أن التمر يحتوي على مضادات للميكروبات.

أما بالنسبة للحليب فإن القيمة الغذائية له لا ترجع فقط إلى تركيبته الغنية بكثير من المقومات اللازمة لصحة الإنسان إنما أيضا ترجع لوجودها بنسب متوازية، وهو ما لا يتحقق في تركيب الأغذية الطبيعية الأخرى، فالمكونات الغذائية الرئيسية الثلاثة وهي النشويات والسكريات والبروتينات موجودة بالحليب بنسب مختلفة وهو ما يسمح لجسم الصائم بالحصول على الطاقة وبناء وتكوين وتجديد أنسجة الجسم وهو ما لا يحدث عند تناول غذاء آخر بمفرده، كما أن بروتين الحليب يتميز عن جميع المنتجات الأخرى بوجوده على صورة قابله للتناول مباشرة ومن دون أي حاجة لإعداده وطبخه، ومع وفرة محتوى الحليب من الكالسيوم والفسفور فهو يمد الجسم بثلث ما يحتاجه يوميا منهما.

كذا فإن الحليب هو الغذاء الطبيعي الوحيد الذي يوجد فيه الكالسيوم والفسفور بنسب مختلفة، وهذه النسب تسمح بأقصى استفادة للجسم، كما أن إضافة الحليب أو طبخه مع الأغذية الأخرى يعد عاملا مهما في بناء جسم سليم صحي، وهذا ما نحتاجه في شهر رمضان المبارك.

كما يأتي ضمن فوائد تناول الحليب مع التمر في الإفطار تلك المواد الموجودة به والتي تساعد على قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بالإضافة إلى أنه يمثل أكبر عامل فعال في بناء عظام الإنسان خاصة لدى الأطفال، كما أكدت البحوث أن للحليب فائدة كبيرة لدى المسنين في قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بما يغني عن تناول المضادات الحيوية، كما أن احتياج الجسم لعنصر الكالسيوم الذي يصل إلى 800 مليجرام يجعله في حاجة إلى تناول الحليب.

التداخلات الغذائية

تريح الجسم في رمضان

مع توالي أيام الصيام في الشهر الكريم تكثر الأسئلة:

ماذا نأكل؟ وكيف نأكل؟ وهل هناك مدى للسعرات اللازمة للجسم بعد ساعات الحرمان من الطعام؟ وكيف يمكن تفادي التداخلات الغذائية؟ يقدم الدكتور مصطفى عبد الرازق نوفل أستاذ علوم التغذية بجامعة الأزهر عددا من المؤشرات والنماذج التي تحقق أقصى استفادة من كل ما نأكل ونشرب، خصوصا في ظل نظرة البعض للغذاء نظرة سطحية خالية من الفهم حيث يراها أنها الطعام الذي لابد أن يتناوله ولا يعنيه أن يعرف نوعية وفائدة الغذاء وكميته أو عناصره الغذائية.

يقول الدكتور نوفل: إن الأطعمة المفيدة للجسم بكل عناصرها كما وكيفا متوافرة ومعروفة، لكننا نرتكب خطأ فادحا بالإسراف في تناولها، وفي هذا إجهاد للجسم وإرهاق لأعضائه من دون فائدة.

ويقول يؤدي إلى اضطراب أجهزة الجسم المختلفة ويعد بداية لزيادة الوزن التي تؤدي في نهايتها إلى الاضطرابات المرضية، لذلك فالمنطق يحتم علينا التنوع والاعتدال في الكمية والنوعية تبعا لحاجة الجسم من السعرات الحرارية اليومية، هذا مع الوضع في الاعتبار نوعيات الغذاء الثرية التي تملا طاولاتنا خلال شهر رمضان المبارك.

ويضيف: دعونا نرى ماذا يفعل الجسم إزاء ما يدخله من الغذاء؟ وهل له موقف محدد أو رد فعل واضح تجاهه؟ وهل تخضع أجهزة الجسم الحيوية بكل تركيباته المعقدة وتستسلم لهذا التداخل الغذائي من دون مشاركة أو انفعال؟

والحقيقة أن التداخلات الغذائية ظاهرة طبيعية يعيشها الناس بكل مظاهرها الحقيقية، فبعض الشعوب لا تتمكن من تناول الغذاء الأمثل، ولأسباب متعددة يظل أغلب طعامها محصورا في بعض الأطعمة مثل كثير من القبائل الآسيوية التي تتغذى على الأطعمة النباتية فقط وسكان المناطق الباردة يمكنهم العيش سنوات طويلة على البيض واللحوم والأسماك، وهناك بعض النباتيين الذين يحذفون كل الأطعمة الحيوانية من وجباتهم بما فيها أغذية الألبان ومنتجاتها بينما نجد أن هذه الأغذية نفسها المستبعدة من الألبان ومنتجاتها تعتبر الوجبات الأساسية لبعض المعمرين في مناطق مختلفة من العالم. إذن كيف تتوافق أجسام كل هؤلاء البشر مع اختلاف غذائهم اليومي؟ لا شك أن أجسامهم قد نظمت نفسها وتكيفت وعدلت نظمها الحيوية لتتداخل مع غذائها لتحقيق أقصى استفادة منه، وتزداد تداخلات الجسم وضوحا مع صعوبة تحقيق الفوائد الصحية المتوقعة للجسم من تناوله لكثير من المنتجات الغذائية التي تم تدعيمها بعناصر مغذية مختلفة، ويختلف حدوث هذه الفائدة بين الناس مع عدم ضمان استمرارها، وربما يعتمد ذلك على وجود بعض الفروق بين الأجسام، كما قد يعزى إلى وجود التداخلات الجسمية مع كل ما يدخل إليه من غذاء ومن تداخلات غذائية.

ولأن الأطعمة الرمضانية ثرية في كميات الدهون والسكريات بشكل لا نهائي حيث يكفي أن نقول إن قطعة واحدة من حلوى الكنافة المصنوعة في المنزل تعادل غذاء كاملا في يوم عادي فما بالنا بمختلف الأنواع الأخرى من هذه الأطعمة مثل الحلوى والمشهيات والمحشيات والمكسرات وغيرها ما يؤدي الإسراف فيها إلى نتيجة سريعة في زيادة الوزن لدى كثير من الأفراد، ولكن في ظل نظرية التداخلات الغذائية فإن تأثيرات نوعية وكمية الطعام يختلف تأثيرها من شخص إلى آخر، وما يؤيد ذلك أن التقديرات العالمية للاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان تختلف من وقت إلى آخر ولا تبقى على نفس معدلاتها السابقة، ففي بداية القرن العشرين كان متوسط التوصيات الغذائية المسموح بها من البروتين للشخص البالغ 100 جرام / يوم، ومن الدهون 100 جرام أيضا، ومن الكربوهيدرات 400 جرام يوميا بينما كانت قبل بداية القرن التوصيات الغذائية من البروتين تصل إلى 280 جراما في اليوم، أما الآن فقد هبط المعدل إلى 70 جراما في اليوم، بل إن كثيرا من الأفراد يمكنهم العيش أصحاء على كمية من البروتين تصل إلى 40 جراما يوميا، وفي الوقت نفسه هناك بعض الناس يتناولون 140 جراما من البروتين يوميا من دون أن تظهر عليهم أي أضرار.

كل ذلك يؤكد أن للجسم تداخلات خاصة يصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، ولذلك تحولت تقديرات الاحتياجات الغذائية المعلنة إلى مجرد وسيلة للتوجيه أكثر منها قاعدة أو قانونا يلزم اتباعه، ومعنى ذلك أيضا أننا نتوقع عدم نجاح هذه التقديرات الغذائية لكل فرد على حدة.

وللتأكيد على هذه التداخلات يقول د. نوفل إنه في أحيان كثيرة يكون للجسم رد فعل عنيف عندما تدخل إليه بعض المواد الغريبة عنه ضمن غذائه، ويوصف الجسم في هذه الحالة بأنه حساس، فهناك علاقة تداخل بين الحساسية وصناعة الجسم فإذا دخلت بعض المواد الغريبة إلى الجسم تحدث فيه تداخلات وقائية تتضمن إنتاج الأجسام المضادة للتصدي لمثل هذه المواد الغريبة، وتقوم بإبطال مفعولها داخل الجسم.

ويضيف أنه من معجزات الخالق في خلق الجسم البشري أنه جعل له قدرة كبيرة على إحداث تداخلات تساعده على التكيف مع الظروف المحيطة والتي تستجد في نظم طعامه، والتي من أهمها ما يتناوله من غذاء وأيضا طريقة ووقت تناوله لهذا الغذاء.

فالشعب الإنجليزي مثلا يتناول وجبة كبيرة في الإفطار، بينما يقل نفس حجم هذه الوجبة عند الشعب الفرنسي، وفي هولندا يتصدر اللحم البارد وأصناف الجبن مائدة الإفطار، وفي دول أخرى يفضلون عدم تناول الكفاية من الطعام طوال اليوم ويكتفون بوجبة عشاء كبيرة.

أما الإجابة عن سؤال كم وجبة يتعين على المرء تناولها في اليوم؟ فلم تتحدد بشكل نهائي، فالإجابات متعددة وتختلف من مكان لآخر ومن وقت لآخر، فجسم الإنسان له رد فعل لكل الظروف التي يواجهها مكيفاً نفسه بالدرجة المناسبة لكل ظرف، ولو فكرنا أن المعدة مثلا لها قدرة محددة على تناول كمية معينة، ولا يمكنها أن تستوعب كل كمية الطعام الكافية لسد احتياجات الجسم يوميا مرة واحدة، فهناك من يتناول 5 وجبات في اليوم، وهناك من يخالف هذا الرأي ويرى أنه يجب أن تحصل المعدة على راحة أطول، وهناك من يتساءل: ولماذا تستريح المعدة بالذات مع أن القلب والرئتين والكليتين مثلا لا تستريح ولا تتوقف عن العمل، بل إن راحة المعدة قد تؤدي إلى تواجد حمض الهضم منفردا في المعدة من دون تخفيفه بالطعام مما ينتج عنه عسر الهضم أو قرحة بالمعدة.

كذلك الأمر لتناول الماء أثناء الأكل حوله عدة آراء، فهناك من ينصح بعدم شرب الماء أثناء الأكل لأن الماء يخفف من إفرازات العصارة الهاضمة فيقل تأثيرها، ويصبح الهضم عسراً وبطيئاً، والبعض يرى أن الماء قد ينشط إفرازات الهضم عند الذين يحبون ذلك مع الأكل لأن شرب الماء في هذه الحالة سيماثل في تأثيره تناول الوجبات المحببة إلى النفس والتي تؤكل بشهية فيزيد الجسم من إفرازات الهضم.

وهناك بعض الناس الذين لا يهتمون بتناول الطعام في مواعيد منتظمة ويأكلون حين يشعرون بالجوع أو بالرغبة في تناول الطعام، ومن الملاحظ أيضا أن الذين يتبعون نظاماً ثابتاً لتناول الطعام تبدأ أجسامهم في الشعور بالإرهاق والقلق فور تجاوز موعد تناول الوجبات مما يسبب لهم مشاكل هضمية أحيانا، لذلك فالصحيح هنا أن للجسم تداخلا واضحا على رغبات الأفراد وشهيتهم بطبيعة الأطعمة التي تؤكل في المواسم المعينة كالصيف مثلا أو الشتاء، فنجد الجسم يفقد شهيته للطعام أثناء الجو الحار بينما تتميز وجبات نهار الصيف بأنها خفيفة وقليلة السعرات الحرارية وهذا ما يحققه نهار رمضان لهذا العام. وبشكل عام يرى الدكتور نوفل أن تقليل كمية الغذاء في وجبتي الإفطار والسحور وتكرار تناول بعض الحلوى والفاكهة بكميات صغيرة بين الوجبتين يعتبر هو الحل الأمثل للصيام في صيف قائظ.

بعد الحد من البروتينات والدهون

الكبد تلتقط أنفاسها في رمضان

أحدث نظريات الغذاء والصحة تقول: أنت حصاد ما تأكله، فقد اكتشف العلماء أن نوعية الغذاء والعادات الغذائية تساهم في صنع جسم الإنسان وصياغة أفكاره وشخصيته. ونحن قد ندرك على الفور ما يساهم به الغذاء في صنع جسم الإنسان وصحته من الناحية المادية ولكن بعضنا قد يتوقف قليلا أمام تأثير الغذاء على المشاعر والعواطف والسلوك. ومع ذلك فقد أوضحت الأبحاث الجديدة والأخيرة مدى التشابك اللانهائي بين الغذاء والمواد الكيميائية والهرمونية التي تفرز وتنتج داخل جسم الإنسان خاصة في المخ، ومدى تأثير هذا التشابك والتواصل الداخلي على مشاعر الإنسان وعواطفه وسلوكياته وتكوين شخصيته.

كما أن بعض علماء النظرية الحديثة في الغذاء ينادون الآن بضرورة أن يبتعد الإنسان عن تناول اللحوم ومشتقاتها عدة أسابيع كل عام أو عامين، على أن يكتفي الإنسان خلال تلك الفترة بتناول الفاكهة والخضراوات بكل أنواعها وشرب الماء والعصائر بكثرة وتناول التمر والبلح والمكسرات والفواكه المجففة بأنواعها المختلفة للحصول على المواد الدهنية والبروتينات والفيتامينات والمعادن اللازمة. وهذه النظرية الجديدة في الابتعاد المؤقت عن اللحوم لها جذور قديمة مازالت تمارس حتى الآن.

ففي جميع أنواع الرياضات الروحية في الأديان المختلفة يوجد مثل هذا النوع من الصيام، وكما تفعله وقفة الجيوش أثناء الحروب هو أيضا يفعله الصوم بأجسامنا، فالجيوش بعد أيام من الحرب تبدأ في التخلص مما يعوق حركتها من حطام وركام وتستعوض ما فقدته من معدات أثناء المعركة، ذلك أيضا هو الشيء نفسه الذي يقوم به الصوم تجاه أعضائنا الحيوية مثل الكبد والكلى والأمعاء وغيرها، حيث يخلص سائلي الجسم الخلوي والبين خلوي من التراكمات التي تعوق ضبط عملياته الحيوية وهي حالة اتساق داخلي تعرف ظاهريا بصحة الجسد وانطلاقه خالصا وخاليا من العيوب والعثرات الصحية.

ويعطي الصوم للجسم وأعضائه كالكبد والكليتين الفرصة للتخلص من السموم والنفايات المتراكمة، فالكبد هو المعني بتصريف أمور الغذاء فهو يحتوي على مصانع لا حصر لها للحفاظ على صحة الإنسان، وهو العضو الوحيد الذي يخلص الجسم من تراكم سمومه الأكثر فتكا به.

لذا فالصوم فرصة ذهبية لهذا العضو لالتقاط أنفاسه، وتعني تلك الفرصة نشاط العديد من النظم الأنزيمية وغيرها في تحويل السموم المتراكمة بالجسم إلى مركبات يسهل التخلص منها.

كما أن الصوم يقوي الجسم على متابعة إحداث التوازنات الميتابوليزمية المهمة ومراجعة أموره وتعديل نظمه حتى تستقر الأمور بين سائلي الجسم الخلوي والبين خلوي مما يؤدي إلى استقرار القلب ودورته الدموية وتخلصه من عناصر رفع ضغط الدم.

وما يجب أن نعرفه أنه كلما ابتعد الإنسان عن الإسراف في تناول الطعام فإنه يقوي فرص عوامل الوقاية من أمراض خطيرة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وغيرها.

ومن عظمة الخالق أن جعل صوم رمضان نهارا والإفطار ليلا وهذه القسمة الرائعة هي التي تحفظ لأنظمة الجسم البيولوجية حيويتها ونشاطها، فلا إسراف في الطعام ولا جوع دائم، فالجسم يتخلص من سمومه ونفاياته الضارة وفي ذات الوقت يحصل على احتياجاته الضرورية من المغذيات.

فالدراسات العلمية أكدت أن النظام الوحيد المفيد الذي يعين الجسم على التخلص من نوع آخر من السموم لأنه سوف يضعف الميكروفلورا في القولون المفرزة للنفايات الضارة.

كما يجب ألا ننسى فوائد الصوم في تحديد كميات الدهون المستهلكة كل يوم، فإذا ما واظب الصائم على إنقاص كمية هذه المواد الغذائية خاصة الدهون الحيوانية بعد إفطاره فإنه بذلك قد أعطى دعما لأنظمته البيولوجية في مقاومة السمنة وأمراض الشرايين والقلب والسكري وحافظ على أوعيته الدموية معافاة سليمة وهو ما يصب في نهاية الأمر في خانة صحة الإنسان وتأجيل زحف الشيخوخة.

وإذا ما نظرنا إلى كم ما نقوم بالتهامه من صنوف الطعام الجيد وغير الجيد طوال شهور ما قبل رمضان لهالنا كم التأثيرات والمضاعفات الضارة التي تلحق بأعضاء الجسم الحيوية التي قد يصيبها الخلل والعطب إذا لم تتخلص من السموم الموجودة بداخلنا ليجيء شهر رمضان الكريم ليفعل بنا الصوم فعل السحر.

فها هو الكبد أكثر نشاطا وحيوية وكذلك الكليتان، وتبدأ عمليات تنظيف للأوعية الدموية وصيانتها، وتبدأ ماكينات العمل البشرية تؤدي وظائفها المهمة على أكمل وجه شريطة ألا تفسد هذه الفوائد التي حصلنا عليها بالصوم بالإسراف في تناول كل ما لذ وطاب طول فترة الإفطار، خاصة الإسراف في أكل اللحوم وأصنافها التي تزخر بها الطاولات.

وقد اكتشف العلماء أخيرا أن الامتناع عن أكل اللحوم وتوابعها عدة أسابيع والاتجاه للخضر والفواكه والماء والعصائر والأطعمة الخفيفة يحرر الجسم من السموم ويطردها خارج الجسم بسهولة.

كما أن هذا الرجيم الغذائي يخفض من نسبة السعرات الحرارية اليومية مما يحمي الإنسان من الإصابة بالأمراض التي تنتج عن زيادة السعرات الحرارية في الجسم.

وتبين أيضا أن خفض حرارة الجسم الداخلية يؤدي إلى إبطاء سرعة الهدم داخله وبالتالي يؤدي إلى تأخير ظهور علامات الشيخوخة ويؤدي إلى تقوية جهاز المناعة وخفض نسبة تعرض الإنسان للأمراض خاصة المرتبطة بالشيخوخة أو ضعف المناعة.

لمرضى الكبد في رمضان

الفول المدمس والزبادي الأفضل في وجبة السحور

يوجد نوعان من مرضى الكبد، فهناك من يعانون من التهاب كبدي حاد وهؤلاء يجب ألا يصوموا لأنه يوجد عندهم تكسير حاد في خلايا الكبد واضطراب شديد في الوظائف ويجب الحفاظ على الدورة الدموية للكبد.

والنصيحة العامة لهؤلاء هي عدم ترك المعدة خالية، وفي نفس الوقت عدم امتلاء المعدة، فالمعدة الخالية تقلل سريان الدم للكبد مما يؤثر في وظائفه، وامتلاء المعدة يزيد الحمل على الكبد كعضو مهم في العملية الهضمية، كما أنه في حالات الالتهاب الحاد يكون الكبد غير قادر على التلاؤم مع الكمية الكبيرة من الطعام.

أما النوع الثاني من المرض كما يقول الدكتور يحيى الشاذلي أستاذ ورئيس الجمعية المصرية لدراسة أمراض الجهاز الهضمي والكبد فهم من يعانون من الأمراض المزمنة للكبد وتشمل: الالتهاب الكبدي المزمن فيروس سي وبي وتليف الكبد، وهؤلاء في أغلب الأحوال عليهم أن يعيشوا من ناحية الغذاء بطريقة طبيعية تماما، سواء كان الالتهاب الكبدي مزمنا ومستقرا أو تليفا كبديا متكافئا، أي عدم وجود فشل كبدي.

وأضاف أنه على هؤلاء المرضى أن يأكلوا بانتظام مثل الشخص السليم، وبالتالي يستطيعون الصوم سواء كانوا يأخذون علاجا أو لا يأخذون.

وأشار إلى أنه في حالات التليف الكبدي غير المتكافئ أي المصحوب بفشل أو هبوط شديد في وظائف الكبد فهؤلاء عليهم عدم الصيام، ويجب عليهم الالتزام بنظم خاصة في الغذاء، مثل مريض استسقاء البطن أو تورم القدمين نتيجة اختزان الماء والصوديوم في الجسم، وهذا المريض عليه الامتناع عن تناول ملح الطعام، وتوصف له في معظم الأحوال مدرات للبول لخروج الصوديوم والماء الزائد من الجسم، وبالتالي لا يستطيع أن يصوم لأنه يحتاج إلى تعويض الماء الذي يفقده الجسم عن طريق إدرار البول.

وواصل قائلا إن هذا ينطبق أيضا على حالات الفشل الكبدي أو ما يسمى بالغيبوبة الكبدية، علما بأنه ليس كل المرضى في حالات غيبوبة تامة أي غياب عن الوعي لكن هناك علامات يستطيع الطبيب منها أن يشخص أن المريض سيدخل في غيبوبة كبدية، وهذا المرض له نظام غذائي خاص يشمل الإقلال من البروتينات والإكثار من النشويات والسكريات وفي بعض الأحيان يحتاج إلى محاليل ومطهرات للقولون للإقلال من الأمونيا، وهذه الحالة لا تتناسب مع الصوم، لذلك فهذا المريض معفى تماما من الصوم.

أما مريض نزيف دوالي المريء فبعد أن يحقن أو بعد ربط الدوالي يكون عرضة لتكرار عملية النزيف، ومن الأسباب التي قد يكون لها دور في هذا التكرار هو حموضة المعدة، وبالتالي ينصح بعدم ترك المعدة خالية بل واستخدام مثبطات إفراز الحامض، ويجب أن تكون الدورة الدموية متكافئة لما يتطلب أخذ السوائل باستمرار.

وانتقل للحديث عن استفادة الكبد السليم من الصيام موضحا أن الكبد هو الفلتر أو مصفاة الجهاز الهضمي، فهو يتعامل مع كل ما يتم امتصاصه من الجهاز الهضمي سواء أغذية عن طريق التمثيل الغذائي أو سموم بإزالة أثرها السيئ، وبالتالي فإن الكبد عرضة طوال 24 ساعة للإرهاق.

وأضاف أن ترك الجهاز الهضمي في راحة لفترة معينة يمكن الكبد من التمثيل الغذائي الأمثل بحيث لا تختزن فيه الدهون والجلايكوجين، ويكون لديه الفرصة للتخلص منها قبل تخزين مواد جديدة.

ولفت إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه عند الإفطار لا يكون الكبد جاهزا للتعامل مع كمية كبيرة من المواد الغذائية دفعة واحدة، لذلك فإن في حالة تناول كمية كبيرة من الطعام في الإفطار تسلب من الكبد الفائدة التي أخذها خلال فترة الصيام.

لذلك ينصح بتجهيز الجهاز الهضمي بالإفطار على شيء بسيط دافئ وعدم الإكثار من الدهون والنشويات، وأن نهتم بالإقلال من الطعام والعناية بنوعيته، فلا تكون الكمية كبيرة والإقلال من الدهون والنشويات.

أما في السحور فهناك اعتقاد خاطئ بأن تناول كمية كبيرة من الطعام سيجعل المعدة ممتلئة أطول فترة ممكنة وهذا غير صحيح بل العكس هو الذي يحدث، فعند أكل كمية كبيرة من الطعام في وجبة السحور نثير إفراز الإنزيمات الهاضمة والهرمونات بأكثر من اللازم وبالتالي بعد أربع أو خمس ساعات يحدث نقص في السكر في الدم والشعور بالجوع.

وأوضح أن هناك بعض الأغذية تأخذ فترة أكبر في عملية الهضم وبالتالي تزيد مدة الإحساس بامتلاء المعدة، ومنها الفول المدمس والزبادي.

يفقدون كثيرا من السوائل أثناء الصيام

مرضى القلب يتجنبون الجلطات في رمضان

تنقسم أمراض القلب إلى ثلاث مجموعات أولها العيوب الخلقية، وعادة ما تنتشر في الأطفال، وثانيتها الأمراض المكتسبة مثل الحمى الروماتيزمية وتكثر في الأماكن المزدحمة بالسكان، حيث تحدث التهابات الميكروب السبحي، وتنتشر بين الأسر التي تقيم في مساكن لا تدخلها الشمس ولا التهوية. تسبب الحمى الروماتيزمية ضيقا أو ارتجاعا في الصمام الميترالي أو الأورطي، والنوع الأخير يحدث في السن الكبيرة، وهي أمراض الشرايين التاجية، وإن كانت حاليا تحدث بين الشباب، حيث يحدث ضيق أو انسداد وقصور في الدورة الدموية في شرايين القلب، فيعاني المريض من آلام مبرحة في الصدر وهي ما يطلق عليها الذبحة الصدرية، وإذا حدث انسداد كامل في الشرايين تحدث الجلطة ويتحول جزء من عضلة القلب إلى نسيج ليفي وهي مرحلة متقدمة.

القاهرة - الخليج:

ويقول الدكتور محمد البطاوي أستاذ جراحة القلب والصدر بطب القاهرة إن الصيام يريح الجسم كله ويريح المعدة بصفة خاصة، وهي ملامسة للقلب، وحين تمتلئ تكثر ذبذبات القلب الأذينية أو البطينية ويحدث عدم انتظام في ضربات القلب، وحين تكون المعدة خالية نتجنب تلك الذبذبات الكثيرة وما يصاحبها من أعراض.

وأضاف أن الصائم لو كان من المدخنين فإنه يمتنع عن هذه العادة السيئة قرابة 12 ساعة، ومعروف أضرار السجائر والشيشة على المدن خاصة المصابين بأمراض الشرايين التاجية.

وأشار إلى أن الامتناع عن الأكل والشراب في رمضان يعرض المريض لحدوث جلطات، خاصة إذا كان في شهور الصيف حيث يفقد المريض كثيرا من السوائل، وهذا يسبب زيادة لزوجة الدم فيحدث بطء في الدورة الدموية وتحدث الجلطات.

وأوضح أن الجلطات تحدث أكثر لمرضى ضيق الصمام الميترالي المصحوب بذبذبة أذينية لأن ضيق الصمام مع حدوث الذبذبة يحدث نوعا من البطء في الدورة الدموية فيتجلط الدم ويحدث له نوع من الركود وبالتالي يسبب الجلطات.

وواصل قائلا إن ضيق الصمام الميترالي يكون مصحوبا بذبذبة أذينية وعدم تصريف للدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، فيؤدي إلى ركود حركة الدم مما يسبب جلطات في الأذين وهي قابلة للانتشار في المخ والكلى والشرايين وتسبب مضاعفات، ومثل هذا المريض لا يصوم لأن فقدان السوائل تحدث لزوجة الدم فتزيد من بطء حركة الدم مسببة الجلطات.

وقال إن مرضى الشرايين التاجية يتم إعطاؤهم أقراصا للمساعدة على سيولة الدم، لذلك فهم يجب ألا يصوموا، لأن من يعاني من ضيق الشريان التاجي يعاني أيضا من ضيق في الشرايين الأخرى خاصة شرايين المخ، ومن الممكن أن يؤدي الصيام والامتناع عن تناول الماء لفترات طويلة إلى زيادة لزوجة الدم وحدوث الجلطات سواء في شرايين المخ أو القلب، وينصح لهم بعدم الصيام خاصة في الجو الحار لأنهم يحتاجون إلى موانع التجلط وأدوية السيولة.

وحذر من الإفراط في تناول الطرشي والكنافة والقطائف بكثرة في رمضان لمرضى القلب، فالطرشي به ملح بنسبة تركيز عالية وهذا يؤدي إلى حدوث هبوط في القلب فيفشل في أداء وظائفه كمضخة للدم ويحدث تورم في الجسم خاصة في القدمين وارتشاح خاصة في الصدر والبطن.

أوضح أن الحلويات فيها مواد دسمة وهي خطر على مرضى الشريان التاجي، لأن الدهون تترسب على جدران الشرايين وتزيد الضيق كما تزيد من نسبة الكوليسترول.

وذكر أن المريض الذي يعاني من ارتجاع في الصمام الميترالي أو الأورطي ولا توجد عنده أعراض هبوط في القلب يمكن أن يصوم طالما أن هذا لا يتعارض مع مواعيد الأدوية.

وأشار إلى أن مريض الحمى الروماتيزمية إذا كان يعاني من ضيق أو ارتجاع في الصمامات أو من الاثنين معا فهو معرض للوصول إلى مرحلة هبوط في القلب لذلك يستحسن ألا يصوم.

ونصح الشخص السليم بالابتعاد عن التدخين وعدم الإفراط في تناول الأكلات الدسمة، والاعتدال في تناول المواد الحريفة وممارسة الرياضة وهي مطلوبة في كل الأعمار وكل الحالات، لأن الحركة تعمل على ليونة العضلات وتحفيز الدورة الدموية وعدم حدوث جلطات في الساقين، وعدم حدوث جلطات بسبب النوم أو عدم الحركة لفترة طويلة، ومن الممكن ممارسة رياضة المشي بدون الوصول لمرحلة الإجهاد، ولا ينصح بالسير في الشمس حتى لا نفقد السوائل ويفضل قبل الغروب أو بعده.

أيضا من المهم عدم التوتر والانفعال وعدم الإفراط في السهر وعدم الإفراط في شرب المنبهات مثل الكافيين الموجود في القهوة.

الزيتون غذاء وشفاء على مائدة رمضان

يعتبر الزيتون غذاء مكملا يحرص البعض على وجوده على المائدة بشكل دائم، بينما لا يعرف الكثيرون عن فوائده العظيمة إلا قليلا، ولفائدته الكبيرة ينصح فوزي الشوبكي أستاذ علوم الغذاء بالمركز القومي للبحوث بمصر بالاهتمام بوجوده ضمن الأطباق الرمضانية، كما أن استخدام زيت الزيتون يعتبر من أفضل المواد الدهنية الواقية من الأمراض.

القاهرة - الخليج:

شجرة الزيتون تتطلب سنوات طويلة حتى تبلغ أشدها كما تقضي عامين كاملين وهي تمتص أشعة الشمس وتعمل على تهيئة ثمرها مكتسبة فيتامين (S) بينما نجد أن زيت بعض الحبوب الأخرى التي تنمو في باطن الأرض تكاد تكون خالية من هذا الفيتامين، كما هو الحال في زيت (الفول السوداني) كما أن طول المدة التي تقضيها شجرة الزيتون في إعداد ثمارها يجعل هذه الثمار تأتي سوية التكوين متجانسة المحتوى.

ويقول الدكتور الشوبكي إن ثمرة الزيتون وحيدة البذرة وجلدها لامع أخضر يتحول إلى اللون الأسود والأرجواني عند تمام النضج، وتعتبر من الأغذية المهمة والمفيدة للصائمين لأنها تحتوي على 85% من الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور والكالسيوم والكبريت والحديد والنحاس والكلور وبه أيضا عدد من الفتيامينات أهمها (أ، ب، ج، د) وقليل من البروتين، وهو يعتبر مخصبا ومقويا للنسل، كما أن ثمار الزيتون الناضجة لها قيمة غذائية عالية لما بها من نسبة مرتفعة من الزيت، وتستعمل هذه الثمار لاستخراج الزيت، وهذا الزيت يمتاز عن غيره من الزيوت بصفات كثيرة تعود على الإنسان بالصحة والعافية فهي أسهل هضما من جميع الزيوت الأخرى وأقل خطرا كذلك يحتوي زيت الزيتون بمواد تميزه عن باقي الزيوت الأخرى وهي مجموعة ليبونيد أو أشياء الدهون وهي مواد ذات أثر فعال في تغذية الحجيرات السمعية في الإنسان، خاصة النسيج السنجابي في الدماغ، وبذلك يمكن اعتبار زيت الزيتون عاملا في زيادة القدرة على التفكير وهو ما اعتدنا تسميته بالذكاء والثمار الخضراء مرغوبة في الأكل حيث يتم نقعها في الماء حتى تزول منها المادة المرة وتصبح طرية وتحتفظ بالماء والملح.

كما وصف الزيتون وزيته في الطب الحديث بأنه مغذ وملين ومدر للصفراء ومفتت للحصى ومحارب للإمساك أيضا هو مفيد لمرضى السكري.

وينصح باستخدامه لعلاج حالات الإمساك أثناء الصوم وكعلاج لأداء الصفراء لمرضى السكري بأخذ ملعقتين صغيرتين من الزيت مرة قبل تناول طعام الإفطار ومرة أخرى بعد تناول طعام السحور ولتحسين طعمه يمكن إضافة عصير الليمون الحامض إليه.

ومن الفوائد الأخرى لزيت الزيتون استخدامه في التداوي خارجيا فهو يفيد في حالات الإكزيما والخراجات الجلدية وتشقق جلد اليدين والعناية بجلد الوجه وشعر الرأس ولمعالجة الروماتيزم، والتهاب الأعصاب والتواء المفاصل، وهنا يمكن صنع كريم رأس ثوم يبشر في 200 جرام زيت زيتون ينقع مدة يومين إلى ثلاثة أيام ثم يفرك به مكان الوجه عدة مرات.

ولعلاج تشقق الأيدي والأرجل من البرد تدهن بمزيج من زيت الزيتون والجلسرين مقدارين متساويين كما يستعمل زيت الزيتون على مدى واسع في صنع بعض المأكولات كما يستخدم في أغراض طبية أخرى، وفي الصناعات وتعليب الأسماك وغيرها.

المرأة الحامل والصوم

الصيام ليس امتناعا عن الأكل فقط، بل هو امتناع عن شرب أي سوائل أيضا، وهذه هي المشكلة بالنسبة للسيدات الحوامل، لذلك فهو مشقة بالنسبة لهن.

ويقول الدكتور إبراهيم محروس أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر إن أي حامل تعاني من أي مرض سواء السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو الكلى أو لديها تاريخ سابق لمشكلات في الحمل مثل وفاة الجنين داخل الرحم، هؤلاء يمنعون منعاً باتاً من الصوم ولهم رخصة الإفطار، ولو صامت الواحدة منهن سيحاسبها الله لأنها تسببت في الإضرار بروح أو قتلها وهي الجنين.

القاهرة - الصحة والطب:

أضاف أنه يجب على الطبيب أن يوضح هذا للأم الحامل، وأن يطلب منها عمل تحليلات للاطمئنان على مستوى السكر والضغط وصحة القلب والكلى.

وأشار إلى أن السيدة الحامل السليمة والتي لا تعاني من أي مرض ولا تعمل ولا تتعرض لفقدان كمية سوائل خاصة في الجو الحار لو صامت وشعرت بأي إجهاد وأن حركة الجنين قلت خلال فترة الصيام نمنعها منعا باتا من الصيام، أما الحامل السليمة ولكنها تعمل وتتعرض لدرجة حرارة شديدة تتسبب في فقدان السوائل فلها رخصة الإفطار.

وأوضح أن السيدات الحوامل السليمات ولا يعملن ولا يتعرضن لفقدان السوائل بكثرة يمكن لهن الصيام، مع تعويض السوائل المفقودة في فترة الإفطار، لافتا إلى ضرورة شرب كميات كبيرة من السوائل وتناول السكريات وتأخير وجبة السحور، مع الإكثار من الأكلات التي يوجد فيها سوائل وسكريات وبروتينات مع أهمية التعجيل بالإفطار، ومع هذا إذا لاحظت الحامل السليمة أي إجهاد خلال فترة الصيام يحل لها الإفطار وتعويض هذا في أيام أخرى.

ونصح بالإكثار من الأكلات التي فيها سوائل وسكريات وبروتينات والابتعاد عن الدهنيات، مع أخذ الأدوية المناسبة ومراجعة الطبيب لأنه الوحيد الذي يملك قرار الصوم بالنسبة لهن، خاصة إذا كان الجنين لا ينمو بشكل طبيعي أو أن كمية السائل الأمينوسي قليلة.

وأكد أن الأم المرضعة ممنوع لها الصيام، فبمجرد نقص السوائل سينقطع اللبن، ومعروف أن أي أم تريد الفطام لطفلها تقلل تناول السوائل لينقطع اللبن، فهو عبارة عن ماء وسكر.

وواصل قائلا إن الحالات التي يمنع فيها الصوم للحوامل أيضا هي الحامل التي تعاني من مرض السكر وتأخذ جرعات أنسولين، لكن اللاتي استطعن ضبط مستوى السكر فيمكنهن الصيام تحت إشراف الطبيب.

أضاف أن من تعاني من أمراض القلب وتأخذ أدوية للسيولة لا يصمن، لأنه قد يحدث تركيز للدم مع نقص السوائل فتحدث جلطة قد تؤدي للوفاة ولا ينصح بالصيام في حالة هبوط عضلة القلب.

وأوضح أن من تعاني من مضاعفات الأنيميا مثل إصابات فطرية أو ميكروبية بالجهاز التنفسي يجب عليها الإفطار للحصول على جرعات من الفيتامينات وأحيانا تحتاج إلى نقل دم.

ولفت إلى أن من تعاني من أنيميا بسيطة يمكنها الصوم، مع تعويض نقص الحديد في الإفطار بالإكثار من تناول البيض واللحوم، مع تناول الأدوية، أما إذا كان الجنين سيتعرض لأذى فيجب عليها الإفطار.

أسنانك في رمضان

خلال ايام الصيام في شهر رمضان الكريم تحتاج الأسنان إلى عناية خاصة، ومواظبة على نظافتها حتى يمر شهر الصيام من دون حدوث أي أمراض باللثة أو الأسنان والتي قد تؤرق الصائم وتحول دون استمتاعه بوجبتي الإفطار والسحور. كما قد تتسبب أمراض اللثة والأسنان في إفطار الصائم عند حاجته القصوى لتناول العقاقير اللازمة للتخلص من الآلام.

يقول الدكتور عماد توفيق أستاذ طب الأسنان وأمراض اللثة بجامعة القاهرة إن الصيام له فوائد عديدة لكثير من أعضاء الجسم، لكن إهمال العناية بالفم والأسنان قد يسبب بعض الآثار السلبية.

وأوضح أنه في شهر رمضان يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب تماما منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس، وهي فترة طويلة قد تصل إلى 12 ساعة يوميا.

وأضاف أن تناول الطعام والشراب مهم للمحافظة على صحة الفم، فالأطعمة خاصة التي تحتوي على الألياف تنظف الأسنان أثناء المضغ، كما تقوم بعمل مساج مستمر للثة والذي ينتج عنه ضخ كمية كبيرة من الدم فيها وهو يحتوي على العديد من وسائل الدفاع والحماية التي تحمي اللثة من مهاجمة الميكروبات وتحافظ عليها بصحة جيدة.

أشار إلى أن تناول المشروبات والمضمضة المستمرة بالماء يزيلان أي بقايا من الطعام تتراكم حول الأسنان واللثة، كما يفككان تجمعات الميكروبات حول الأسنان والتي تنتظر الفرصة لمهاجمة الأسنان واللثة.

وقال إنه أثناء الصيام يقل إفراز اللعاب حيث إن الجسم يدخر كل قطرة ماء للعمليات الفسيولوجية المهمة، فتجف إلى درجة كبيرة الأغشية المخاطية المبطنة للفم واللثة، فتصبح الفرصة سانحة أمام الميكروبات لمهاجمتها وإصابتها بالأمراض التي تسبب الآلام ونزيف اللثة والرائحة الكريهة بالفم.

وواصل قائلا إن اللعاب يحتوي على العديد من وسائل الدفاع الطبيعية التي تقاتل الميكروبات الموجودة بالفم لمنعها من إصابة اللثة والأسنان بالأمراض.

ونصح بضرورة تنظيف الأسنان جيدا بعد تناول وجبتي الإفطار والسحور وعدم السماح بوجود أي بقايا للطعام حول الأسنان في فترة الصيام، مع الإقلال من تناول الحلويات خاصة اللزجة التي تلتصق بأسطح الأسنان وتصبح غذاء شهيا للميكروبات. أيضاً من المهم الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة التي تفيد الأسنان واللثة كثيراً.

وأوضح أنه أثناء فترة الصيام من المهم المضمضة بالمياه من حين لآخر لإزالة أي تجمعات للميكروبات حول الأسنان واللثة.

ونبه إلى أنه إذا حدثت أي إصابة للأسنان أو اللثة لابد من العلاج الفوري وعدم الانتظار حتى ينتهي شهر الصيام، لأنه في ظل فترة الصيام الطويلة قد تحدث مضاعفات سريعة وتتطور الإصابة، فمثلا بدلا من أن يكون التسوس بسيطا تتدهور الحالة وتصبح هناك حاجة إلى الحشو لأن الميكروبات تهاجم عصب الأسنان وتسبب خراجا يحدث آلاما مبرحة تؤرق المريض.

وينصح قبل بداية شهر رمضان بفحص الأسنان والفم للتأكد من صحتهما وعلاج أي إصابات قد تكون في بدايتها.

وانتقل للحديث عن علاج أمراض اللثة والأسنان أثناء الصيام، موضحاً أن هناك عقاقير يتم أخذها كل 12 ساعة، يتم أخذ الجرعة الأولى فور الإفطار والثانية في آخر وقت من السحور.

وأشار إلى أنه متوفر حاليا مضادات حيوية طويلة المفعول ومسكنات ومضادات الالتهابات وهي تؤخذ كل 12 ساعة.

وتحدث عن الرائحة الكريهة التي تصدر من الفم موضحا أن أكثر الأسباب هو وجود التهاب في اللثة أو تسوس الأسنان ووجود تجاويف فيها تلتصق فيها بقايا الطعام مثل النشويات والكربوهيدرات خاصة الحلويات وهذه فرصة لتكاثر الميكروبات في تلك التجاويف وينتج عنها روائح كريهة.

وأوضح أنه من أسباب روائح الفم الكريهة أيضا ارتفاع نسبة السكر في الدم وإهمال علاجه، وعندما يريد الجسم التخلص منه يحوله إلى مادة تسمى الاسيتون، وهي مادة لها رائحة كريهة تخرج مع زفير المريض.

ومن أسبابها أيضا وجود التهابات مزمنة في اللوزتين أو الجيوب الأنفية، وهذا يؤدي إلى إفرازات صديدية داخل الفم، وكذلك مرضى الفشل الكلوي، حيث يحاول الجسم التخلص من اليوريا ذات الرائح الكريهة، فتخرج بعض الغازات النيتروجينية عن طريق التنفس، وتكون رائحة نفس المريض كرائحة البول.

وأكد أهمية غسل الأسنان بطريقة جيدة أثناء فترة الإفطار والتأكد من إزالة جميع فضلات الطعام الموجودة بالفم خاصة بعد السحور ويكون التنظيف بالفرشاة والمعجون.

وأضاف أنه من المهم أيضا استعمال بعض أنواع المضمضة التي تساعد على إزالة الميكروبات وتقلل أعدادها داخل الفم، وهناك بعض الأنواع يوجد فيها مكسبات رائحة جيدة وهي طويلة المفعول. ولفت إلى أهمية الإكثار من المضمضة خلال فترة الصيام لأنها تخفف إفرازات الميكروبات والسموم والإنزيمات التي تخزنها الميكروبات، كما تزيل الرائحة الكريهة من الفم.

وأوضح أن محلول الماء والملح يشبه محلول المضمضة، لكن المحلول الأول له استخدام معين لقتل بعض أنواع الفطريات لكن تتوافر أنواع من محاليل المضمضة تؤدي مهام لا يستطيع محلول الملح القيام بها، كما أنه إذا زادت نسبة الملح فإن هذا يؤدي إلى التهاب اللسان.

وقال إن محاليل المضمضة لها استخدامات كثيرة للقضاء على الميكروبات داخل الفم، وهناك أنواع تحتوي على مواد مخدرة يتم إعطاؤها في حالة وجود قرح مؤلمة بالفم وتحتاج إلى مواد مسكنة للألم، عكس إذا استخدمنا محلول الملح فإنه يزيد من الآلام.

في الصيف تجنب الأطعمة المثلجة

معظم ما نتناوله من مأكولات صيفية مثل الكريم كراميل والآيس كريم والمهلبية وغيرها هي أغذية قليلة الفائدة للجسم رغم أنها تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة لاحتوائها على النشويات بشكل أساسي والسكريات ثانيا، كما أن هناك دراسات تؤكد أن كثيرا من عبوات الآيس كريم التي تكفي لفرد واحد تحتوي على سعرات حرارية تزيد على حاجة الجسم خلال يوم كامل، وهو ما يسبب عبئاً إضافياً على الجسم، ذلك أن زيادة السعرات الحرارية ودسامة تلك الأطعمة تضاعفان من الجهد الذي يضاف إلى أجهزة الجسم حتى يتم هضمها، وهو ما يترجم إلى جهد عضلي يرفع درجة حرارة الجسم.

القاهرة - ماري يعقوب:

يؤكد الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ علم السموم بجامعة القاهرة أنه من المفيد تناول هذه الأطعمة المثلجة والآيس كريم في فصل الشتاء والبرد وذلك أفضل من تناولها خلال حر الصيف، وهذا يجهله الناس ويؤيده الأطباء وعلماء الغذاء، ذلك لأن الإحساس بالحرارة يختلف من شخص لآخر تبعا لدورة العمليات الحيوية في جسم الإنسان، وهذا ما نراه من خلال مضاعفة نشاطنا في فصل الشتاء حتى يمكننا الشعور بالدفء، بينما يحدث عكس ذلك في الصيف، فالإحساس بالحر يجبر الإنسان على التقليل من حركته.

من ناحية أخرى يؤكد الدكتور الدنشاري أن الإحساس بدرجة الحرارة يختلف عند المرأة عن الرجل، فنجد أن المرأة تشعر بالحرارة بدرجة تفوق شعور الرجل بها كثيرا وهذا بفعل الهرمونات الأنثوية وأيضا سمك وطبقة الدهون الداخلية التي تغلف جسم المرأة، كما أن هذا الإحساس بالحرارة يتضاعف عندما تقدم المرأة على ما تتناوله من أطعمة دسمة، لذلك من المفضل أن تترك الأطعمة الدسمة لفصل الشتاء حتى تقوم هذه المأكولات بتنشيط العمليات الحيوية والدورة الدموية في الجسم فتشعر بالحرارة والدفء.

ولمزيد من المعرفة يجب أن نعلم أن كل 15 جراماً من الآيس كريم تحتوي على 280 سعرة حرارية وهذه الطاقة تقترب مما يحتاجه جسم المرأة متوسطة الحجم خلال يوم كامل.

ويضيف الدنشاري أن عاداتنا الغذائية المتوارثة ليست كلها سليمة حيث إنه ضمن الأخطاء الشائعة في هذا الشأن أن المأكولات الباردة في الصيف تعتبر أفضل من غيرها لأنها تقلل الإحساس بالحر، كما أن المتعارف عليه والمتوارث أن الزبادي والخيار والبطيخ المثلج مع الجبن وغيرها من الأطعمة التي تقبل كل الأسر عليها في الصيف كلها مجرد تصورات، ذلك أن الجسم الإنساني والمعدة على سبيل التحديد تقوم بتهيئة نفسها لتقبل درجة الحرارة المرتفعة والمحيطة بالجسم، وعندما نأكل تلك الأغذية والمشروبات المثلجة فإن المعدة تشعر بنوع من الصدمة وذلك على عكس درجة الحرارة للأطعمة التي تكون في درجة حرارة الجو الطبيعية والتي معها لا يحدث أي نوع من الصدمة، كما ينصح بتناول اللبن الزبادي غير مثلج حيث إنه في هذه الحالة يقوم بالفعل بترطيب الجسم ويقلل الإحساس بالحر لأن ما يحتويه من سعرات حرارية تكون منخفضة.

من ناحية أخرى يحذر الدكتور الدنشاري من الإسراف في تناول المشروبات المثلجة كالمياه الغازية واللبن الحليب المخفوق والشاي المثلج وغيرها ظناً منا أن هذه المشروبات تسهم في تلطيف الجو وانخفاض درجة الحر التي نشعر بها، ولكن الواقع والثابت هو أنه تحدث عندنا زيادة في إحساسنا بارتفاع درجات الحرارة في الفترة التي تعقب تناولنا لها وذلك لأنها تقوم بإمدادنا بمعدلات مرتفعة من السعرات الحرارية، وبالنسبة للبن الحليب المخفوق فإن الكوب المتوسط يحتوي على أكثر من 55% من مكوناته من الدهون السائلة أضف إلى ذلك كميات السكر اللازمة لتحليته.

أما الدراسات فقد أثبتت أن الشخص الذي يشرب الماء الفاتر (البارد غير المثلج جدا) يشعر بالامتلاء والارتواء بعد شرب القليل منه، أما الماء المثلج فلا يمنح الشخص الإحساس بالارتواء أو الامتلاء مما يجعل الشخص العطشان يشرب كميات كبيرة منه حتى يشعر بالارتواء فتكون النتيجة زيادة نسبة إفراز العرق، بالإضافة إلى إجهاد الكلى لإفرازها قدراً أكبر من الماء وهو ما يعتبر مجهوداً أكبر تقوم به بالإضافة إلى الإصابة بعسر الهضم الناتج عن تغيير درجة حرارة الأمعاء، كما أن المعدة تكون حساسة للمياه المثلجة بما يجعلها تتأثر سلباً خاصة للأفراد الذين يعانون من أية أعراض غير طبيعية بالمعدة.

لذلك يكون من المناسب في هذه الفترة بالذات تناول العصائر والمشروبات الفاترة والأفضل ألا يضاف إليها السكر، وبهذا يمكننا تناول من 8 - 10 أكواب من العصائر يوميا دون أية مخاطر حيث إن الكوب منها يحتوي على نحو 50 إلى 70 سعرة حرارية فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"