عادي
إعلانات طبية غير مرخصة تروّج لأدوية لم يصرح بها

علاجات مواقع التواصل.. خسارة للصحة والمال

00:52 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

أكد مستهلكون وأطباء أن الترويج للمنتجات الطبية في مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى خسارة المرضى الصحة قبل المال، خاصة المنتجات غير المصرح بها، وتحديداً أدوية التخسيس ومنتجات التفتيح والتبييض، ليقع المتابعون ضحايا تلك الإعلانات في بعض الأحيان. وطالبوا بضرورة تنظيم الإعلانات وحملات الترويج للمنتجات الطبية، وأكدوا أن المنصات نفسها التي روجت لتلك المنتجات، شاهدة على وجع الآخرين وآلامهم بعد استخدامهم تلك المنتجات، فالمستهلك اليوم بات يدون رأيه بكل صراحة، ويعبر عن نفسه بكل شفافية.

أكد عبدالله الحمادي، موظف، أن الترويج للمنتجات الطبية على مواقع التواصل الاجتماعي مستمر، وخاصة حبوب التخسيس، ودون أن يذكر المعلن أن ذلك إعلاناً، بل يروج للمنتج على أساس أنه استخدام شخصي، وأنه حصل على الجسم المثالي نتيجة استخدام هذا المنتج، وقد يكون المنتج غير مرخص من الجهات الصحية المحلية والعالمية.

وقال: لابد من تنظيم عملية الترويج للمنتجات الطبية في مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع ضوابط وفرض عقوبات على المخالفين، وتوعية المجتمع بعد شراء منتجات طبية من المعلنين في مواقع التواصل، لأن أضرار تلك المنتجات تفوق فوائدها، وقد تدمر جسم الإنسان، لأنها تحتوي على مواد مضرة غير معلن عنها، وكثيراً ما يكون المروجون من خارج الدولة فيصعب السيطرة على الأمر.

الخسارة فادحة وقالت عائشة علي، موظفة، إن الخسارة فادحة لمن يستخدم منتجات لم تصرح باستخدامها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وأشارت إلى أن العديد من منتجات العناية بالبشرة تروج في مواقع التواصل الاجتماعية من قبل أشخاص عاديين ومشاهير، وتكون تلك المنتجات غير مصرح بها، وتحتوي على مواد مضرة وغير معلن عنها، وخاصة كريمات التبيض والتفتيح، والتي تؤثر بشكل سلبي كبير في البشرة، وتضرها، وغالبية المعلنين لتلك المنتجات لا يصرحون بأن ذلك إعلانا، بل يروجون على أنهم استخدموا المنتج وكانت النتيجة فعالة ومرضية.

وطالبت بتفعيل العقوبات، وتشديد الرقابة على مواقع التواصل، وتحديداً المشاهير، وكل من يروج لمنتج طبي، لأن الخسارة لا تقتصر على المال، بل تشمل صحة الإنسان.

مخاطر صحية

1

قالت الدكتورة «بوجا جايسال»، أخصائية نساء وتوليد في المستشفى الكندي التخصصي، أن مواقع التواصل تشهد العديد من المواد الإعلانية التي تروج لمنتجات طبية، ولا أعتقد أن هذا الإجراء صحيح أبداً لأن كل شخص يتحمل المسؤولية، وهذه المسؤولية تكون أكبر عندما يكون الشخص مشهوراً أو شخصية عامة ومعروفة أو من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي. وبالتالي، يتعين عليهم في ظل الشهرة التي يتمتعون بها أن يدركوا أن كل ما يفعلونه أو يصرّحون به قد يؤثر في عقول الناس وفي قرارات متابعيهم والمعجبين بهم. وفيما يتعلق بالمنتجات والمستحضرات الطبية بشكل حصري، فإنه لا ينبغي إطلاقاً الترويج لها إلا في حال كانت مثبتة ولغير أغراض الكسب الشخصي، وأن يكون ذلك في إطار البرامج الوطنية وبما يتماشى مع توجيهات وإرشادات الجهات الصحية المعنية في الدولة.

وأضافت: لقد مارست مهنة الطب منذ فترة طويلة جداً تتعدى ال 18 عاماً، عاينت خلالها مرضى تناولوا أدوية من دون وصفة طبية بناء على إعلانات قرأوها، لكنهم لم يلقوا باللائمة بشأن ذلك على المشاهير.

وأكدت ضرورة توضيح أن المادة المعروضة على مواقع التواصل هي إعلان، حتى في حال كانوا يروجون لأي منتج، فإنه يتعين عليهم حتماً إرفاق بيان إخلاء مسؤولية مع الإعلان لكي يكون الناس على دراية تامة مسبقاً بأنه مجرد إعلان وبالتالي لا يتبعون كل ما يقال به بشكل أعمى.

وعن أضرار ترويج منتجات طبية في تلك المواقع دون استشارة متخصص، قالت: هناك مجموعة كبيرة من المشكلات والمخاطر الصحية التي تتنوع ما بين العقلية والخسارة المادية أو التسبب في أضرار صحية لا يمكن علاجها. ونظراً لأن الرعاية الطبية والصحية تستند في الأساس إلى العلاقة بين الطبيب والمريض التي يحصل خلالها المريض على الخدمة بعد فحوص محددة يتم بعدها وضع خطة علاجية تتناسب مع حالته الصحية وفي سرية تامة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي بالتالي ليست بأي حال من الأحوال الخيار المناسب لنا فيما يتعلق بالمستحضرات الطبية.

1

وأكد الدكتور راج كومار، أخصائي الجراحة العامة وجراحة المناظير في مستشفى برجيل، أنه ضد نشر المنتجات الطبية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطباء، فهو أمر غير صحيح وغير أخلاقي. فلا يجب أن يشارك الأطباء في إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي غير الخاضعة لرقابة المنتجات الطبية. لكن هناك طريقتين للنظر إليه. إذا كان المنتج مرخصاً وكان النهج المهني مباشراً، فيمكن أن يكون مقبولاً.

وقال: يجب على الأطباء اتباع معايير موضوعية للتجارب والاختبارات والنتائج العلمية، قبل القول إن المنتج هو الأفضل، وفي عملي كجراح، لدي العديد من المرضى الذين يأتون لإجراء جراحة السمنة لفقدان الوزن، يشتكي جميعهم تقريباً من أدوية إنقاص الوزن التي جعلت جيوبهم أخف وزناً ولكن ليس لها تأثير على إنقاص الوزن، و في بعض الأحيان يكون الناس يائسين ويتشبثون بأي قشة، ولسوء الحظ، قد لا يثق الناس بطبيب، لكن لديهم ثقة عمياء في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، مع اعتبار أن كل كلمة صحيحة.

وأضاف: على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما يكون المحتوى إعلاناً ذا دعم تجاري لا يتم شرحه بوضوح مطلقاً، ففي الصحف اليومية، خاصة في الإمارات العربية المتحدة، تحمل الإعلانات خطاً مختلفاً عن الأخبار التي تساعد القارئ على التمييز بين الأخبار والإعلان. من ناحية أخرى، فيما يتعلق بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح تمييز الاعلان من قصة إخبارية جادة أمراً صعباً، و يوجد قانون ولكن الناس لا يلتزمون به، ومن الواضح أن سبب ذلك تجاري.

لا يتضمن أموراً غير حقيقية

تشدد وزارة الصحة ووقاية المجتمع، على الإعلانات الصحية في مواقع التواصل الاجتماعي، فحسب القرار، لا يجوز الترخيص بالإعلان عن المنتج الطبي ما لم يكن مرخصاً للمنتج أو مصرحاً به، طبقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة، وألّا يحتوي على أي ادعاء أو تصريح أو دلالة بأن المنتجات (مؤكدة النجاح، صدوقة، سحرية، إعجازية)، أو أنها (علاج أكيد، مضمون أو مؤكد)، وألا يحتوي على أي ادعاء أو تصريح أو دلالة بأن المنتجات آمنة أو أن استخدامها لا يمكن أن يسبب الأذى أو عدم وجود أي آثار جانبية لها. وألّا يسبب الإعلان خدشاً للحياء، وألّا يتضمن الإعلان أموراً غير حقيقية تخدع الرأي العام، وأن يكون مضمون الإعلان حقيقياً غير خادع، وألّا يكون من المحتمل أن يستحث على توقعات غير مكفولة، وغير حقيقية لفعالية المنتج، وألّا يكون من المحتمل أن يؤدي إلى تشخيص ذاتي أو المعالجة بشكل غير ملائم لأمراض خطرة، بالنسبة للمستهلكين، ويشترط أن يحتوي الإعلان على التصريحات الصحيحة، والمتوازنة فقط، وألا يتضمن الإعلان الإضرار بالغير من المنتجات والمنشآت، والبعد عن صيغة التهويل والمبالغة؛ مثل ألفاظ: (الوحيد والفريد ولا مثيل له، وأجود المنتجات، واحذروا التقليد) وغيرها، وألا يتسبب نص الإعلان في التغرير بالأشخاص؛ مثل: (الكمية محدودة جداً، وسارعوا باقتناص الفرصة)، وألّا يكون مضللاً.

دبي.. 62 شرطاً

هيئة الصحة بدبي وضعت دليلاً يتضمن قواعد إرشادية تنظم محتوى الإعلانات الطبية على وسائل التواصل الاجتماعي، والإرشادات تنطبق على المنشآت وممارسي الرعاية الصحية والعاملين في الشركات الصحية المتوسطة والصغيرة وتشمل من تتعاقد معهم من مشهورين أو مؤثرين للترويج لهذه المؤسسات المرخصة من قبل «صحة دبي» ومنتجاتها وخدماتها أو حديث المؤثرين في أمور طبية بهدف الدعاية لهذه المؤسسات على وسائل التواصل، موضحة أن مخالفة نصوص الدليل يعاقب عليه بنصوص القوانين واللوائح الاتحادية والمحلية.

وأوضحت أن مراقبة ومراجعة المحتوى الطبي لإعلانات وسائل التواصل الاجتماعي هو إجراء استباقي لحماية ومنع بيع خدمات الرعاية الصحية المضللة وغير الأخلاقية وغير الضرورية، ولضمان إعطاء المرضى والجمهور وجهة نظر متوازنة، لاتخاذ القرارات المستنيرة. وتضمن الدليل الإرشادي الصادر عن هيئة الصحة بدبي 62 شرطاً وضابطاً للإعلانات الصحية على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بوجوب توافق جميع الإعلانات الطبية على وسائل التواصل الاجتماعي مع القوانين واللوائح الاتحادية والمحلية في الإمارات. وأكدت القواعد على إثبات حقيقة الإعلانات، خاصة عندما يتعلق الأمر بنتيجة العلاج، سواء كانت ضمنية أو مذكورة صراحةً ويجب أن تتضمن دائماً المخاطر المرتبطة بها، كما يفترض أن يكون للمرافق الصحية وأخصائي الرعاية الصحية والمؤثرين الذين يروجون لهذه المنشآت والمنتجات ويتلقون منفعة مادية أخرى لتعزيز الرعاية الصحية أو غير المتعلقة بالرعاية الصحية أو المنتجات أو الخدمات ذات الصلة، علاقة شفافة مع المنظمة ذات الصلة ويجب توثيق ذلك والإفصاح عنه لمرضاهم. كما حمّلت القواعد الإرشادية المتخصصين في الرعاية الصحية المسؤولية عن محتوى وأسلوب إعلاناتهم الصحية، مع إلزامية تجنب الترويج للمنتجات غير العلاجية، والمنتجات والخدمات التي لا تتعلق مباشرة بالرعاية الصحية، والمنتجات والخدمات التي لم تثبت صحتها وسلامتها، والمنتجات التي لا تدعمها الأدلة السريرية، والمنتجات التي تؤثر في الصحة سلباً.

ومنعت صحة دبي استخدام البيانات المطلقة والمطالبات المبالغ فيها والتعبيرات المثيرة للقلق للدعاية للخدمات الطبية مثل (الفريدة من نوعها، واحدة من نوعها، الأفضل، الحصري، الأكثر أماناً، المنتج الوحيد الذي لا يضاهى، غير المسبوق، أفضل، سحر، معجزة، مضمونة، كمية محدودة للغاية، ليس له أي آثار جانبية، 100% مضمون)، ولا يجب استخدام النتائج المتميزة والشهيرة والرائدة والفورية. ولا ينبغي أن يستغل محتوى الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي ثقة المستهلكين وتوضع البيانات المطبوعة الدقيقة في مكان بارز، مقروء بالعين المجردة أو العرض المستهدف، مع ضمان حماية المعلومات الصحية للمرضى على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"