عادي
الأعمال موزعة على 24 شاشة عرض

«بوابة إلى الميتافيرس».. دعوة إلى التأمل في فضاءات الفن الرقمي

23:48 مساء
قراءة 4 دقائق
معرض بوابة إلى الميتافيرس

الشارقة: زكية كردي

افتتح معرض «بوابة إلى الميتافيرس» في قاعة «معرض الخوارزمي» في بيت الحكمة بالشارقة، بالتعاون مع مشروع «معرض الفن العالمي» (غلوبال آرت إكزبيشن)، وهي منصة عالمية لأصحاب المواهب الفنية، ومنصة «مورو» وهي المبادرة الرائدة في الإمارات لتنسيق المعارض الفنية الرقمية التي تمثل رموزاً غير قابلة للاستبدال (NFTs).

جمع المعرض أعمال 60 فناناً عالمياً و15 فناناً إماراتياً؛ حيث يشارك فيه نخبة من فناني الإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا والولايات المتحدة، توزعت أعمالهم الرقمية على 24 شاشة عرض موزعة على جدران المعرض، إلى جانب الأعمال التقليدية؛ حيث تضمن المعرض نوعين من الأعمال الفنية منها التقليدية القابلة للتحويل والتي تم تحويلها إلى أعمال رقمية، وأعمال الديجيتال التي وجدت في ميزة الرموز غير القابلة للاستبدال مساحة آمنة لحماية ملكية هذا النوع من الأعمال الفنية، وأيضاً منصة للعرض تسلط الضوء على أهمية الفن الرقمي المنبثق عن التحول الطبيعي لدى الفنانين إلى الاهتمام بأدوات هذا العصر واستنباط أساليبهم الإبداعية والفكرية الخاصة للتعبير عنها بمساعدة هذه التقنيات الحديثة، مغامرين بالاستغناء عن الهوية المادية للعمل الفنية سواء كلوحة أو مجسم، للانتقال إلى هذا الفضاء الافتراضي الذي بات واقعاً مهماً في حياتنا المعاصرة، كما أضحى الانسجام معه شرطاً أساسياً للوجود في عالم المستقبل.

عن عملها الفني الرقمي، أوضحت الفنانة اللبنانية ماجدة مالكون أنها اعتمدت في تشكيل وجوهها الفنية باعتماد تقنية الكولاج، معتمدة على جمع صور لأماكن زارتها وتركت أثراً، وتقول: «استوحيت فكرة هذه الأعمال من مقولة لجبران خليل جبران (تعلمت الصمت من الثرثار، والاجتهاد من الكسلان، والتواضع من المتكبر، والغريب أنني لا أقر بفضل هؤلاء المعلمين) ولأني من بيروت وعشت معاناة الحرب والمحن والامتحانات التي تمليها علينا، وتعلمت كيف أنها يمكنها أن تسهم في بناء شخصيتنا وتمنحنا الأمل، وهذا ما أردت قوله». يعتبر هذا المعرض الأول من نوعه في إمارة الشارقة، كما أشار الفنان الإماراتي خالد البنا، متحدثاً عن مشاركته الثالثة مع «مورو كولكتيف» في مجال الفن الرقمي، قائلاً: «أعتقد بأن هذا المعرض أكثر شمولية، إضافة إلى أن التجارب التي يقدمها تبدو أكثر نضجاً بالنسبة لي، وقد قدمت تجربة جديدة تعتبر امتداداً لأعمالي السابقة، إلا أنني حاولت في هذا العمل أن أغير استراتيجيتي فأترك مساحة للفضاءات الافتراضية ومجالات الحركة الرقمية التي سوف تطبق على العمل الواقعي الذي أقدمه».

أما الفنان الفلسطيني حازم حرب، فكانت هذه مشاركته الثانية في هذا النوع من المعارض التي تعتمد فكرتها على تحويل الأعمال الفنية إلى رقمية، مشيراً إلى أن «الحياة في الإمارات تجعلنا نشعر بأننا نعيش في عالم الميتافيرس».

وعن أعماله المشاركة في المعرض «مسح لخرائط استعمارية» الذي كان جزءاً من معرضه الأخير «متحف مؤقت لفلسطين»، قال: «تم تحويل هذه الأعمال المادية إلى أعمال رقمية، وأعتقد بأن هناك مواصفات محددة للأعمال القابلة لهذا التحويل، فهناك أعمال غير قابلة للتحويل من وجهة نظري»، وأوضح أن أعماله تعتمد على الديجيتال بالأصل، وربما هذا ما أعطاها هذه الميزة.

وترى الفنانة الإماراتية عائشة جمعة، أن ال nft يعتبر أرضية للأعمال الرقمية، وقالت: «أعتقد بأن هذا التحول خلق مساحة لفناني الديجيتال، خاصة مع توفير ميزة الرموز غير القابلة للاستبدال التي تحمي حقوقهم في مجال الفن الرقمي».

وعن أعمالها أوضحت أن اهتمامها بالفن الرقمي يعتبر حديثاً جداً، إلا أنها لم تكن تجد مساحة لعرض هذه التجربة في السابق، مؤكدة أن هذه الأعمال تختزل حالة من التواصل مع الوعي من خلال التأمل، واتباع هذا المؤشر العميق في رحلة خلق العمل الفني.

ومن أعمال الديجيتال المعروضة استوقفنا عمل «فود ماسكو» للفنانة الإندونيسية المقيمة في الولايات المتحدة كورينا دانييلا أوبرتاس المعروفة باسم ذا فود ماستر، يصور رجلاً يبدع باستخدام الخضار والفاكهة ليحولها إلى أقنعة يضعها على رأسه ثم يعود ليأكلها ويكمن إبداعه في خلق أشكال فنية لهذه الأقنعة مستوحاة من الماسكات الطبية التي كانت رائجة في الآونة الأخيرة مع انتشار جائحة كورونا عالمياً، لينتقل منها إلى تلك الأقنعة التي تلتصق بثقافات الشعوب والقبائل البدائية حول العالم وتحمل دلالات مهمة حول معتقداتها، موحياً بأولوية الغذاء في حياة البشر كخط دفاع أساسي، وبوصفه أيضاً دافعاً أساسياً للكثير من المعتقدات.

وفي عمل آخر للفنان حليم الكريم من العراق بعنوان «هيدن لوف» نقف أمام بورتريه معاصر يحمل طابع اللوحات الإعلانية إلى حد ما، تتركز فكرته في إبراز العينين فقط في الوجه الأزرق، الذي غطت معالمه ضبابية الزجاج دون أن تخفي شكل اللاصق الأسود على الفم للإشارة إلى الصمت المطبق والتعلق بالنظر.

بداية عصر جديد

أوضحت مروة العقروبي، مديرة «بيت الحكمة»، أن تسليط الضوء على هذه الموجة الجديدة في عالم الفن التشكيلي بات أشبه بموجة تنتقل بسرعة في الوسط الفني والثقافي معلنة بداية عصر جديد في تاريخ الفن، وقالت: «يقام هذا المعرض في بيت الحكمة ما بين 1 مارس حتى 15 إبريل تحت عنوان «بوابة إلى الميتافيرس»، ويجمع أعمال 60 فناناً عالمياً، و15 فناناً من دولة الإمارات متخصصين في مجال الفن الرقمي وتشفير الأعمال الفنية عن طريق الرموز غير القابلة للاستبدال، هذه التقنية التي تعزز من قدرة الفنانين والمقتنين والزوار للوصول إلى فرص قطاعات متعددة في السوق العالمية.

وأضافت أنه تقام على هامش المعرض العديد من الندوات التي تناقش أحدث التقنيات المستخدمة في عالم الفن، إضافة إلى ورش عمل متخصصة بالرموز غير القابلة للاستبدال، وذلك بهدف تعريف الزوار وعشاق الفنون على أحدث التقنيات التي غيرت المشهد الفني والثقافي والإبداعي، والتي تنسجم مع منظور بيت الحكمة بوصفه نموذجاً فريداً لمكتبات المستقبل والثقافة والابتكار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"