عادي

مؤرخ فرنسي: الرئيس الجزائري يقترح العمل على ذاكرة الاستعمار بكاملها

18:19 مساء
قراءة دقيقتين
باريس - أ ف ب
أكد المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون عرض القيام بـ«عمل على الذاكرة» المشتركة طوال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، خلال لقاء معه في العاصمة الجزائرية.
وهذه المقابلة بين تبّون وستورا غير مسبوقة، لا سيما بعد الانتقادات التي وجهت في الجزائر لتقرير رفعه المؤرخ العام الماضي إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر.
واستقبل تبون، ستورا الذي حمل له رسالة من ماكرون، لأكثر من ساعة الإثنين في العاصمة الجزائرية، عشية احتفالات بذكرى لاستقلال الجزائر.
وقال ستورا معلقاً: «هذه أول مرة تجري خلالها مناقشة المسائل الجوهرية» المتعلقة بالذاكرة من الجانب الجزائري منذ صدور التقرير.
وقال المؤرخ: «أعتقد أن هناك إرادة في إحياء، لا أدري إن كانت هذه الكلمة المناسبة، وإنما في مواصلة حوار»، مشيراً إلى تغيير في النبرة بين البلدين.
وأضاف أن تبون شرح له «الأهمية الكبرى للعمل على ذاكرة كامل مرحلة الاستعمار»، وليس الاقتصار على حرب الجزائر وحدها، وهو ما يؤيده ستورا نفسه.
وذكّر المؤرخ بأن «حرب احتلال الجزائر كانت طويلة جداً، ودموية جداً، واستمرت عملياً نصف قرن» من 1830 إلى 1871. وترافقت مع «تجريد من الأملاك والهوية»؛ إذ «حين كان الناس يخسرون أرضهم، كانوا يخسرون اسمهم»، ومع إقامة «مستوطنة» بوصول عدد الأوروبيين في نهاية المطاف إلى مليون، مقابل تعداد سكاني قدره تسعة ملايين نسمة.
وكلها صدمات لا تزال تبعاتها ماثلة إلى اليوم في نظرة كل من الشعبين إلى الآخر، وهي برأيه «تفسر صعوبة العلاقات الفرنسية الجزائرية».
وأوضح ستورا أن الناس لا يعرفون ما الذي جرى، إنها مشكلة الانتقال إلى الأجيال الشابة والعمل المشترك. ولفت إلى أنه تم التركيز بشكل أساسي في الجزائر على حرب التحرير الوطني. وحصل استقطاب شديد سواء في فرنسا أو في الجزائر حول حقبة الحرب حصراً؛ بل حتى نهاية الحرب، بين 1960 و1962.
وترافق هذا التركيز مع مواجهات بين مجموعات ذاكرة مختلفة حول المجازر وفرار المستوطنين الأوروبيين الذين يطلق عليهم اسم «الأقدام السوداء»، والصراعات على السلطة داخل الجزائر.
وقال: «انصب اهتمامنا جميعاً على تاريخ 1962، من توقيع اتفاقات إفيان إلى استقلال الجزائر في 5 يوليو/تموز، لكنه اعتبر أنه لا يمكن أن نبقى أسرى تاريخ واحد هو 1962، علينا توسيع حقل أبحاثنا».
وفي الرسالة التي سلّمها بنجامان ستورا، يدعو ماكرون إلى تعزيز الروابط الوثيقة بالأساس بين البلدين، وكرّر التزامه بمواصلة مسيرة الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرات، مشيراً إلى زيارة للجزائر قريباً.
ولا يوصي التقرير الذي استند إليه ماكرون لوضع سياسته حول الذاكرة المشتركة، لا بتقديم اعتذار، أو الندم، وهو ما أثار انتقادات الجزائر، لا سيما من المقاتلين القدامى. وحدثت أزمة بين الجزائر وفرنسا، بعدما اعتبر ماكرون عام2021، أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها عام 1962 «ريعاً للذاكرة»، حول حرب الاستقلال، كرسه «النظام السياسي-العسكري».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"