عادي

تايبيه..مزيج الحضارات

22:28 مساء
قراءة 4 دقائق

خنساء الزبير

تايبيه مدينة لطيفة تكمن جاذبيتها في مزيج الثقافة الصينية مع تأثيرات الثقافة اليابانية والأمريكية وجنوب شرق آسيا؛ وهذه المدينة التي يبلغ عمرها 300 عام تُعد من نواحي كثيرة متحفاً ينبض بالحياة ما بين سماع همسات المصلين داخل المعابد وصرير الألواح الخشبية لقصور الحقبة اليابانية؛ وهنالك الكنوز الموجودة في متحف القصر الوطني التي تعود إلى 5000 عام.

تعد غرابة تايبيه أحد أسباب جاذبيتها وربما تكون متأثرة بثقافة اليابان الجميلة كما هناك أيضًا الكثير من الفكاهة المحلية حيث تجد فكرة صوص الشوكولاتة على شريحة لحم ليست خارجة عن المألوف وغير ذلك من طرق التسلية المرحة.

ويحظى تناول الطعام بالخارج بشعبية كبيرة لدرجة أن العديد من شقق الاستوديو في تايبيه لا تحتوي على مطبخ؛ فتناول الطعام بالخارج قليل التكلفة ولذيذ والعديد من العائلات تفعل ذلك أو تحصل على الوجبات الجاهزة معظم ليالي الأسبوع، وفي الواقع يُعد تناول الطعام بالخارج أفضل طريقة لفهم التايوانيين.

متحف القصر الوطني

الصورة

يعد متحف القصر الوطني موطناً لأكبر وأفضل مجموعة من الفن الصيني في العالم، ويشتمل هذا الكنز الضخم على كنوز من الرسم والخط والتماثيل والبرونز والسيراميك والأشياء الدينية، ويتم دائماً عرض بعض العناصر. وتتوزع العناصر على النحو التالي:

المستوى الأول، يتضمن الكتب النادرة والمعارض الخاصة وأثاث أسرة تشينغ ومينغ والمنحوتات الدينية.

المستوى الثاني، يتضمن الرسم والخط وتاريخ الخزف الصيني مع أمثلة وفيرة ومنطقة تفاعلية بها مقاطع فيديو وجولة افتراضية تضم 20 لوحة شهيرة.

المستوى الثالث، يوجد به أعمال البرونز والأسلحة وأوعية الطقوس ومنحوتات أسرة مينغ وتشينغ. هناك أيضاً مجموعة اليشم المذهلة.

المستوى الرابع، كان مقهى وتم إغلاقه وهناك خطة لتحويله إلى صالة عرض.

شارع ديهوا

الصورة

اشتهر شارع ديهوا في السابق بمتاجر بيع الأدوية الصينية وسوق الأقمشة وسوق السنة القمرية الجديدة المتنوّعة النابضة بالحياة، ولقد اجتذب العديد من مشاريع الترميم والثقافية وهو الآن نقطة جذب لأصحاب المشاريع الشباب المتحمسين لبث حياة جديدة في الحي بالمقاهي والمطاعم واستوديوهات الفن ومحلات التحف.

تم بناء المنطقة في خمسينات القرن التاسع عشر، وكان التجار من منطقة «وانهوا» هم الجانب الخاسر في نزاع عرقي بسبب أصول أسلاف مجموعات مختلفة كلها شائعة بدرجة كبرة في تاريخ تايوان، وفروا إلى داداوتشينغ (الآن حي داخل داتونغ). وبعد فتح موانئ تايوان تدفق تجار الشاي الغربيون إلى المنطقة وقاموا ببناء قصور رائعة ومحال تجارية، وفي وقت لاحق خلال الحقبة اليابانية تمت إضافة لمسات معمارية وزخرفية باروكية وحديثة إلى العديد من المتاجر ما جعل شارع ديهوا تايبيه أكثر تنوعاً تاريخياً.

معبد لونجشان

الصورة

بعيداً عن الجانب الديني يعتبر معبد لونجشان تحفة معمارية تأسس في عام 1738 من قبل «الهان» الذين هاجروا من فوجيان وكان بمثابة مركز بلدية ونقابة ودفاع، فضلاً عن أنه دار عبادة؛ ولأنه يكون مزدحماً بالسياح الأفضل القدوم مبكرًا في الصباح (قبل الساعة 8 صباحًا) أو في وقت متأخر من المساء (بعد الساعة 8 مساءً) لتجنب الزحام.

وكما هو الحال مع معظم المعابد في تايوان فقد أعيد بناء لونجشان عدة مرات بعد الدمار بسبب الزلازل والأعاصير وحتى القصف بعد ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية؛ ولا يتمتع الهيكل الحالي (مع عناصر من عمليات إعادة البناء الرائعة في عشرينيات القرن الماضي وما بعد الحرب العالمية الثانية) بنفس التدفق والأناقة مثل معبد باوان ولكنه لا يزال هيكلاً مثيراً للإعجاب مع حواف واسعة وزخارف تشبه الفسيفساء، ومنحوتات حجرية وخشبية متقنة.

تايبيه 101

الصورة

برج شاهق على ارتفاع 508 أمتار يطل فوق المدينة كساق خيزران عملاق، ومن المستحيل تفويت زيارته ومشاهدته، وقد احتفظ برج تايبيه 101 بلقب «أطول مبنى في العالم» لعدد من السنوات، واحتفظت أيضاً بلقب أطول مبنى أخضر في العالم حتى عام 2011.

تقع منطقة بيع التذاكر في الطابق الخامس من مركز تسوق تايبيه 101، ويعتبر المصعد المتحكم فيه بالضغط ذي سرعة كبيرة تصل إلى 1010 أمتار في الدقيقة أي أن الأمر يستغرق 40 ثانية فقط للانتقال من الطابق الأرضي إلى سطح المراقبة في الطابق 89. هنالك سطح خارجي في الطابق 91 يفتح في بعض المناسبات إذا سمح الطقس بذلك، ويوجد أيضاً «مخمد الرياح» الهائل الحديدي ذو اللون الذهبي الذي يحافظ على استقرار البرج أثناء الأعاصير والزلازل. ويوجد في الطابق السفلي قاعة طعام جيدة والطوابق الخمسة الأولى يشغلها أحد أفخم مراكز التسوق في تايبيه.

سهولة التنقل

الصورة

مع الأزقة المسودة وواجهات المتاجر التي لا تعد ولا تحصى تبدو المدينة وكأنها تم إنشاؤها على عجل ولكن بعد إعادة النظر مرة أخرى تجد أنه تم إيلاء عناية كبيرة لجعلها مكاناً مناسباً للعيش ورفاه سكانها؛ فهنالك شبكات النقل العام السريعة والمنتظمة وزهيدة التكلفة، وبين كل عدد من الأبنية يوجد متنزه به عدد كبير من المقاعد والمظلات والزهور، وتتوفر القهوة الجيدة (والرائعة في كثير من الأحيان) في كل مكان؛ وهنالك مظلات مجانية في الأيام الممطرة، وانتشار الحمامات النظيفة.

قاعة تشونجشان

الصورة

هذا المبنى الرائع المكون من أربعة طوابق، والذي تم تشييده في عام 1936 لتتويج الإمبراطور هيروهيتو، هو المكان الذي أقيم فيه حفل استسلام اليابان في أكتوبر 1945.

كانت قاعة تشونجشان واحدة من أكثر المباني حداثة في تايوان وقت بنائها، وتمزج بين التصميم العصري والطراز الكلاسيكي الغربي. لاحظ الملاط الموجود على الطوب والذي تم تصنيعه حسب الطلب بواسطة فرن في بيتو بتصميم يشتت أشعة الشمس المباشرة ما يجعل من الصعب على قاذفات العدو رؤيته حيث كان هنالك قلق لأن اليابان كانت تتنازع مع الصين منذ 1931.

تتضمن القاعة صالة وتستضيف بشكل متكرر عروض الموسيقى والدراما، ويمكنك استكشاف المبنى بأكمله بحرية في أي وقت خلال ساعات العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"