تمثل حكايات الجن شكلاً من أشكال التعبير عن المخيلة الشعبية التي تمت صياغتها من خلال معتقدات الناس التي تسري في ما بينهم، وهذا النوع من الحكايات يفصح عن طبيعة إبداعية تتسم بسمات تتفق حيناً مع الصياغات الحكائية الشعبية، وتختلف معها في حين آخر؛ إذ إن الهدف من وجود تلك الحكايات وتداولها، والوظيفة التي تؤديها، يخالف منطوق وصيغة وشكل «الحواديت» والحكايات ذات الصيغة الإبداعية الخالصة.
الحكايات التي يعرض لها إبراهيم سلامة في دراسته المعنونة «حكايات الجان»، تعمل على ترسيخ المعتقد الشعبي وتأكيد وجود تلك الكائنات الغيبية، والتي تتصل بقدر ما تنفصل عن الإنسان الذي يجب أن يتعايش معها، حسب منطقه ورؤيته لها، وفي ظروف حياتية تؤثر فيهما معاً.
وهي حكايات تتميز بطريقة سرد خاصة بها، حيث إن أفراد الجان يمثلون شخوص العالم الموازي للعالم المرئي في مخيلة الجماعة الشعبية، وهي تحكى دائماً في أوقات خاصة بها، لجذب انتباه المتلقي ـ وبالذات صغار السن ـ لأن أبطالها غير مرئيين، وليس لهم وجود فعلي في عالمهم، فالقاص حينما يحكي عن أفراد الجان، فإنه يُلبسهم صفاتِ وزي هذه المجتمعات، ويضفي عليهم نفس صفات البشر، وطرق معيشتهم، فحينما يجسد شخصية النداهة (رجلاً كان أو امرأة) يجعلها شخصية مألوفة وواقعية، عند أفراد هذه المجتمعات وذلك لكي يُحدث المفاجأة لديهم، عندما يكتشفون بفعل التحقق بالرؤية أن هذا الشخص جان، وليس بشراً مثلهم، من خلال سمات وصفات يتميز بها أفراد الجان عن أفراد الإنس، ولذلك فإن هناك أماكن وأوقاتاً مشروطة بظهور الجان.
تتنوع الحكايات لكنها تؤدي وظيفة واحدة، وهدفاً واحداً، ويلاحظ ذلك في حكايات الجنيات، حيث نجد أن الجنية تخرج من المياه للشخص العابر وتجلس على الطريق أو على الجسور فوق المياه، وتطلب من هذا الشخص أن يساعدها في عمل شيء، وعندما يتحقق الشخص من طبيعة الجان بعلامات تميزه كالشعر الغزير والأظافر الحديدية أو الأرجل التي تشبه أرجل الماعز أو الأعين المختلفة عن أعين البشر، ويتحقق كذلك من مفاجأة الظهور فإنه يبتعد هارباً.
كما يلاحظ في حكايات «النداهة» أنها أيضاً شخص جني، يرتبط بالمياه، لكنه يخرج من مكانه، ويذهب إلى مكان الإنس، لكي يصاحبهم في أعمالهم في البيت أو الزراعة، ويأخذ دور الصاحب أو الصاحبة، وعندما يتحقق الإنس منه بالأوصاف السابقة أو بأنه يطول ويقصر وأن له شكلاً مختلفاً عن الإنس يهرب، أو يرجع لبيته ثانية، وينتظر حتى ظهور النهار أو النور، الزمن الذي يكرهه الجني.
ويوضح الكتاب أن بنية حكايات الجان ذات شكل مختلف عن الحكايات الشعبية الأخرى، وهذا الشكل هو الذي يميزها عن الأشكال المتعارف عليها في قص الحكايات. وقد أخذت حكايات الجان بعض الأدوات من الحكايات الشعبية، واختلفت معها في كثير من المكونات، خاصة أنها بنية بسيطة، وتقوم على حدث أو حدثين على الأكثر هما: فعل الرؤية (الشوف) وما يأتي بعد هذا الحدث من الإيذاء أو الابتعاد والهروب.
وتؤكد الحكايات أن الجان عالم قائم بذاته في مواجهة عالم الإنس، ويتميز بأنه ذو طابع واقعي؛ إذ إنه يرتبط بتصور الناس الواقعي والحقيقي عن الجان، ويرتبط هذا التصور بمكان في مجتمعات البحث لظهور الجان، ولا تزال هذه الحكايات تؤدي وظيفة، وتعمل على ترسيخ مفاهيم معينة بغرض تحذير وابتعاد الأطفال عن أماكن خطرة، غير أن استقبالهم لم يعد بنفس درجة القبول، فقد تغيرت مفاهيم كثير من الناس.
الحكايات التي يعرض لها إبراهيم سلامة في دراسته المعنونة «حكايات الجان»، تعمل على ترسيخ المعتقد الشعبي وتأكيد وجود تلك الكائنات الغيبية، والتي تتصل بقدر ما تنفصل عن الإنسان الذي يجب أن يتعايش معها، حسب منطقه ورؤيته لها، وفي ظروف حياتية تؤثر فيهما معاً.
وهي حكايات تتميز بطريقة سرد خاصة بها، حيث إن أفراد الجان يمثلون شخوص العالم الموازي للعالم المرئي في مخيلة الجماعة الشعبية، وهي تحكى دائماً في أوقات خاصة بها، لجذب انتباه المتلقي ـ وبالذات صغار السن ـ لأن أبطالها غير مرئيين، وليس لهم وجود فعلي في عالمهم، فالقاص حينما يحكي عن أفراد الجان، فإنه يُلبسهم صفاتِ وزي هذه المجتمعات، ويضفي عليهم نفس صفات البشر، وطرق معيشتهم، فحينما يجسد شخصية النداهة (رجلاً كان أو امرأة) يجعلها شخصية مألوفة وواقعية، عند أفراد هذه المجتمعات وذلك لكي يُحدث المفاجأة لديهم، عندما يكتشفون بفعل التحقق بالرؤية أن هذا الشخص جان، وليس بشراً مثلهم، من خلال سمات وصفات يتميز بها أفراد الجان عن أفراد الإنس، ولذلك فإن هناك أماكن وأوقاتاً مشروطة بظهور الجان.
- شفاهية
تتنوع الحكايات لكنها تؤدي وظيفة واحدة، وهدفاً واحداً، ويلاحظ ذلك في حكايات الجنيات، حيث نجد أن الجنية تخرج من المياه للشخص العابر وتجلس على الطريق أو على الجسور فوق المياه، وتطلب من هذا الشخص أن يساعدها في عمل شيء، وعندما يتحقق الشخص من طبيعة الجان بعلامات تميزه كالشعر الغزير والأظافر الحديدية أو الأرجل التي تشبه أرجل الماعز أو الأعين المختلفة عن أعين البشر، ويتحقق كذلك من مفاجأة الظهور فإنه يبتعد هارباً.
كما يلاحظ في حكايات «النداهة» أنها أيضاً شخص جني، يرتبط بالمياه، لكنه يخرج من مكانه، ويذهب إلى مكان الإنس، لكي يصاحبهم في أعمالهم في البيت أو الزراعة، ويأخذ دور الصاحب أو الصاحبة، وعندما يتحقق الإنس منه بالأوصاف السابقة أو بأنه يطول ويقصر وأن له شكلاً مختلفاً عن الإنس يهرب، أو يرجع لبيته ثانية، وينتظر حتى ظهور النهار أو النور، الزمن الذي يكرهه الجني.
- تصورات
ويوضح الكتاب أن بنية حكايات الجان ذات شكل مختلف عن الحكايات الشعبية الأخرى، وهذا الشكل هو الذي يميزها عن الأشكال المتعارف عليها في قص الحكايات. وقد أخذت حكايات الجان بعض الأدوات من الحكايات الشعبية، واختلفت معها في كثير من المكونات، خاصة أنها بنية بسيطة، وتقوم على حدث أو حدثين على الأكثر هما: فعل الرؤية (الشوف) وما يأتي بعد هذا الحدث من الإيذاء أو الابتعاد والهروب.
وتؤكد الحكايات أن الجان عالم قائم بذاته في مواجهة عالم الإنس، ويتميز بأنه ذو طابع واقعي؛ إذ إنه يرتبط بتصور الناس الواقعي والحقيقي عن الجان، ويرتبط هذا التصور بمكان في مجتمعات البحث لظهور الجان، ولا تزال هذه الحكايات تؤدي وظيفة، وتعمل على ترسيخ مفاهيم معينة بغرض تحذير وابتعاد الأطفال عن أماكن خطرة، غير أن استقبالهم لم يعد بنفس درجة القبول، فقد تغيرت مفاهيم كثير من الناس.