عادي

المغرب في نهائي المونديال ليس مستحيلاً

01:26 صباحا
قراءة 3 دقائق
4- الفرح المغربي.. نتمنى أن يتكرر

بغداد: زيدان الربيعي

عندما يحقق المرء البعض من طموحاته الكبيرة، فأن هذه الطموحات مع كل خطوة نجاح تكبر وتتسع عرضاً وترتفع طولاً، وتزداد الأطماع المشروعة في بلوغ هدف أكبر وأجمل وأوسع، لذلك فأن المنتخب المغربي الشقيق الذي حقق طموحه الأهم في مونديال قطر، المتمثل بالوصول إلى الدور الثاني، وعندما قابل المنتخب الإسباني في ذلك الدور، فأنه قابله بطريقة الند للند وتمكن من تسيير المباراة وفق الطريقة التي أرادها مدربه الوطني وليد الركراكي، ولم يهتز أو يفقد الثقة بنفسه نتيجة لسمعة وقوة ومكانة المنتخب الإسباني، لذلك امتلك المنتخب المغربي المبادرة، وتمكن في النهاية من إجبار حامل لقب مونديال 2010 على مغادرة مونديال العرب، لتكبر الطموحات وتزداد، وترتفع الثقة بالنفس، وتكبر مساحة المغامرة.

ثم واجه المنتخب المغربي، منتخب البرتغال، الذي يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين في خارطة الكرة العالمية،إلا أن تلامذة الركراكي لم تصبهم الرهبة،ولم يتسرب لنفوسهم الخوف أو القلق،بل دخلوا إلى المباراة بكل ثقة واقتدار،ليتمكنوا من حسمها في شوطها الأول بهدف خرافي للنصيري، ولم يسمحوا لرونالدو ورفاقه من هز شباكهم في الشوط الثاني،ليحققوا أكثر من المطلوب منهم في نظر متابعي الكرة من العرب والأجانب.

لكن «أسود الاطلس» أكد أن طموحاته لن تتوقف عند المربع الذهبي، بل تسعى إلى أكثر من ذلك، لأنه ينظر لجميع المنتخبات التي قابلها سابقاً نظرة محترمة وأن لديه القدرات الكاملة لمقارعة هذه المنتخبات الكبيرة وذات التاريخ المشرف في بطولات كأس العالم السابقة. وعبر هذه النظرة، فأنه بإمكان المنتخب المغربي إقصاء المنتخب الفرنسي «حامل لقب المونديال»، لأن «أسود الأطلس» تخلص بشكل تام من رهبة المنتخبات الكبيرة، وبات عندما يقابلها، كأنه يواجه أي منتخب آخر سبق لهم الفوز عليه مرات عديدة، ومن هذه النقطة بالتحديد استطيع التأكيد بأن المنتخب المغربي سيسبب حرجاً كبيراً للمنتخب الفرنسي، وقد يجعله يعد العدة للحصول على المركز الثالث بدلاً من تحقيق طموحاته في الاحتفاظ بلقبه.

ما أقوله لا يأتي من باب المجاملة أو من باب رفع الروح المعنوية للاعبي المنتخب المغربي الشقيق ومدربهم الرائع، بل يأتي من نظرتي المتفائلة تجاه منتخب «أسود الاطلس»، لأن مستواه الفني وكذلك البدني يتصاعدان من مباراة إلى أخرى، ومع تصاعد المستوى تصاعدت الطموحات وكبرت، لذلك لن تستطيع أقوى العناصر الفرنسية من إيقاف الطموح المغربي الكبير، فضلاً عن ذلك أن المنتخب الفرنسي وبرغم امتلاكه قوة هجومية هائلة جداً،إلا أنه سيدخل المباراة وهو يعيش في قلق كبير جداً لسببين، الأول أنه يعرف جيداً قوة المنتخب المغربي وكفاءة عناصره وقدرات مدربه في قراءة المباريات وإيجاد الحلول المناسبة لها،وكذلك قدرة الركراكي في تحجيم قدرات أفضل المهاجمين والهدافين لدى منافسيه، وهذا ما حصل في مبارياته السابقة في المونديال، بينما السبب الثاني،أن المنتخب الفرنسي بات مطالباً بالحفاظ على لقبه السابق، وهذا ما يرفع من حجم الضغوطات على لاعبيه ومدربه،وإذا تمكن المنتخب المغربي من البدء في التسجيل،فأنه سيقوم بخلط الأوراق على الفرنسيين،ما يؤدي إلى حصول أخطاء لديهم داخل الميدان،بينما المنتخب المغربي، وهذا ما يعرفه مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان، فأنه سيدخل المباراة من دون ضغوطات تحاصره، ما يجعله يلعب بحرية تامة ويستعرض كل ما يمتلكه من فنون كروية رائعة،ولكن بطريقة منضبطة داخل المستطيل الأخضر.

في الختام،أؤكد أن تواجد المنتخب المغربي في المباراة النهائية ليس من المستحيلات، بل هو أمر وارد جداً، ويمكن أن يتحقق، وهذا ما نتمناه، لأنه سيتسبب بحصول وضع جديد في خارطة الكرة العالمية في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8ucna4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"