عادي

ختام مؤتمر "أخوة الشخص المعاق'

03:47 صباحا
قراءة 4 دقائق

اختتمت أمس فعاليات مؤتمر أخوة الشخص المعاق الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في كليات الطب بجامعة الشارقة بمشاركة عدد كبير من أخوة الأشخاص المعاقين وأولياء الأمور والأساتذة المتخصصين تجاوز عددهم المائتي مشارك.

وتمحورت جلسات اليوم الثاني والأخير حول عدد من المواضيع ذات العلاقة بأخوة الشخص المعاق، منها تأثير وجود الإعاقة في الأخوة من الجوانب الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وتأثير الإعاقة في التماسك الأسري والعلاقات بين الطفل المعاق والأخوة والآباء والأمهات.

ففي الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها الدكتور جميل الصمادي الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة في المملكة الأردنية الهاشمية تحدث الدكتور عبدالعزيز السرطاوي رئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة الإمارات عن الآثار المترتبة على وجود حالة الإعاقة على كل من الإخوة والأخوات من حيث الزواج والأوضاع الاقتصادية وعدد من التجارب الحية لأخوة الأشخاص ذوي الاعاقة والتي تعكس الواقع وعدد من الحلول والمقترحات للمسؤوليات الملقاة على الإخوة والأخوات.

المحاضرة الثانية في الجلسة الأولى كانت للدكتور جلال جرار الأستاذ الزائر في قسم التربية الخاصة بجامعة الإمارات وتناولت موضوع التكيف النفسي والاجتماعي لأخوة الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، حيث إن للإعاقة آثاراً دالة على الأسرة، ولذلك فقد تركزت جهود الكثير من الباحثين في العقود الماضية على دراسة أثر وجود طفل ذي إعاقة في الوالدين وخصوصاً الأمهات، إلا أن تلك الجهود العلمية زادت في اهتمامها وتركيزها على الأخوة والأخوات إضافة للوالدين منذ عام 1990.

المحاضرة الثالثة في الجلسة الأولى كانت لأحمد الشيبة رئيس مركز الخليج العربي للاستشارات التربوية عضو مجلس إدارة مكتبة الشيخ عبدالله الشيبة تحدث فيها عن تأثير الإعاقة في التماسك الأسري والعلاقة بين الطفل المعاق والأخوة والآباء والأمهات، وأكد من خلالها أن الأسرة هي الحاضن والمؤسس لطفل معاق غير معاق نفسياً، مؤكداً أنه بقدر تعامل الأسرة المعتدل مع ظرف الطفل المعاق، فإن تلك الأسرة تلبي احتياجات طفلها النفسية مؤثرة فيه ومؤثراً فيها بشكل سليم.

وبعد استراحة قصيرة استؤنفت أعمال المؤتمر بإقامة أربع ورش تركزت حول تشكيل مجموعات ضغط وبرامج المساندة والتدريب وتعامل الوالدين مع أخوة الشخص المعاق.

الورشة الأولى كانت بعنوان تشكيل مجموعات الضغط للأخوة أشرف عليها الدكتور محمد البيلي الأستاذ بقسم علم النفس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات تحدث فيها عن التحديات والصعوبات التي تواجه أسر الأطفال ذوي الإعاقة عند ولادة الطفل المعاق وأثناء تربيته، حيث تشكل هذه الصعوبات خللاً في علاقات الأسر وتعيق من فاعليتها ومن دورها في تقديم الخدمة اللازمة لأطفالها غير المعاقين وذوي الإعاقة.

كما تناول المحاضر الدكتور البيلي مجموعة من المسببات والعوامل التي تسبب ضغوطاً نفسية لأخوة المعاقين ذهنياً وكيفية الوصول إلى نتائج يمكن قراءتها وتحليلها واستخلاص النتائج لوضع توصيات علمية وعملية مناسبة لهذه النتائج.

الورشة الثانية خصصت لتدريب أخوة المعاقين أشرف عليها الدكتور إبراهيم القريوتي الأستاذ بجامعة السلطان قابوس، وأكد في مجرياتها أن تدريب أخوة الشخص المعاق من القضايا المهمة في تربيته وتأهيله، وذلك لما للأخوة من آثار ايجابية على تحسن الحالة وتكيفها وتقدمها موضحاً أن عملية الدعم التي يقدمها الأخوة والأخوات لها مردود ايجابي على الأسرة وعلى الأخوة أنفسهم وأخيهم المعاق. وأشار المحاضر إلى أن مردود تدريب الأخوة تتأتى عنه نتائج ايجابية في جميع المجالات، ذكر بعدها مجموعة من المبررات الموجبة لتدريب الأخوة والأخوات والعوامل المؤثرة في نجاح هذه البرامج التدريبية، وقدم بعدها عدداً من النصائح للوالدين ومؤسسات التربية الخاصة في تدريب الأخوة والأخوات.

وأكد القريوتي أن في الأوساط التربوية اجماعاً يفيد بأن التربية الناجحة للمعاقين عقلياً تقتضي تعاون الأخوة والأخوات والوالدين مع المدرسة ودعم بعضهم بعضاً في ظل علاقات جيدة لتحسين ظروف تعليم المعاق ونموه وتكيفه.

وأضاف المحاضر أن السبيل لتحقيق ذلك هو بقيام مؤسسات التربية الخاصة بتدريب الأخوة وأخوات المعاق عقلياً بحيث تكون هناك وحدة تدريب تأخذ على عاتقها العمل مع أخوة وأخوات الشخص المعاق.

وركز المحاضر على تدريب الأخوة والمشاركة في الأنشطة والفعاليات وكيفية التعامل مع أخيهم في المواقف العامة مثل الحديقة والأماكن العامة والأسواق، معتبراً أنه يمكن للأخ أن يكون معلماً مساعداً لأخيه المعاق الأصغر منه مباشرة لأنه يكون أقرب إليه من أخوته الآخرين.

الورشة الثالثة أشرف عليها الدكتور سعيد اليماني الأستاذ المساعد في جامعة الخليج العربي في البحرين وخصصت أيضاً لموضوع تدريب المعاقين وتحديداً تشكيل مجموعات الدعم الذاتي للأخوة تطرق فيها إلى السلوك الإنساني والمفاهيم الأساسية والمداخل النظرية المختلفة وتصميم خطة في تعديل السلوك، بالإضافة إلى التعزيز الايجابي والتعزيز السلبي وتصنيف المعززات واختيار المناسب منها والعوامل التي تؤثر في فعالية التعزيز. وتحدث المحاضر عن مبررات تقديم برامج مساندة لأخوة الأطفال ذوي الإعاقة ومنها تنشئة طفل ذي إعاقة يفرض العديد من المتطلبات على الأسرة التي لا يتوقف أثرها في الوالدين، بل يتعداه إلى الأطفال الآخرين، مشيراً إلى أن تلك المتطلبات تفترض العديد من التعديلات في أسلوب حياة الاسرة بشكل كامل وحياة أخوة الشخص المعاق.

وكانت فعاليات المؤتمر قد اختتمت بالإعلان عن مجموعة من التوصيات التي سيتوصل إليها المشاركون، بالإضافة إلى كلمة للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تم بعدها توزيع شهادات الشكر والتقدير والمشاركة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"