دعا المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظمته منطقة الشارقة الطبية، إلى خلق وعي صحي وبيئي يساعدان في خلق حياة سليمة وصحية خالية من الامراض في الامارات.
وطالب المشاركون في المجلس الذي عقد تحت عنوان: تعزيز الصحة في المجتمع، في منزل الشيخ طارق بن فيصل القاسمي، بمزيد من المبادرات التي من شأنها جعل دولة الإمارات بشكل عام والشارقة بشكل خاص من أكثر البيئات الصحية في العالم.
وافتتح الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس منطقة الشارقة الطبية المجلس بشكر الشيخ طارق بن فيصل القاسمي على استضافته للمجلس، وأشار الى أن موضوع تعزيز الصحة في المجتمع واحد من المواضيع الهامة التي تتطلب الكثير من الموارد المادية والبشرية والتي تحتاج بيئة داعمة لها أيضا.
وبين أن الشارقة مدينة تسعى لأن تكون معززة بالصحة المجتمعية من خلال البرامج الرائدة التي تطبقها ومنها برامج مكافحة التدخين ومكافحة تسوس الأسنان وبرامج أخرى يجري التنسيق بشأنهامع الجهات المختصة.
اشار د. علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة في حديثه إلى أن العيادات المعززة بالخدمات الصحية باتت احدى المبادرات والاستراتيجيات الرئيسية للوزارة، وتوجها عاما في دولة الإمارات، بهدف نشر الوعي الصحي في المجتمع، سيما وانها عيادات متفاعلة مع المجتمع والقيادات وتسعى لتغيير شامل في الوعي الصحي.
وأضاف أن هذه العيادات لم تعد للعلاج فقط بل أصبحت مكانا للقيام بفحوصات ولقاءات دورية بين الأصحاء والاطباء للوقاية من الإصابة بالأمراض حيث ان الوقاية خير من العلاج.
وبين أن الصحة ليست حكرا على وزارة الصحة بل أنها مسؤولية مجتمع بأكمله يستنفر بمؤسساته وافراده لخلق وعي صحي يسهم في حماية المجتمع.
واعتبر أن تواجد العيادات الصحية في مختلف مناطق الدولة هو نوع من انواع تعزيز الصحة، كما ان الدولة باتت حاليا خالية من كثير من الأمراض التي تعاني منها الدول الأخرى مثل شلل الأطفال والملاريا وغيرها وهذه إنجازات تسجل للدولة ولوزارة الصحة، كما ان الوزارة تقوم بنشر الإعلانات الصحية والنشرات الصحية في وسائل الإعلام في سبيل تقرير الوعي الصحي في الدولة، وبذلك تكون الإمارات قد خطت خطوات كبيرة في مجال تعزيز الصحة.
وفي إجابة على استفسار للشيخ طارق بن فيصل القاسمي حول الامراض السرطانية في الدولة، أكد ان الوفيات في دولة الإمارات ناتجة عن عدة أسباب أبرزها أمراض القلب وحوادث السير والأمراض السرطانية.
أسباب الامراض
من جانبه قدم د. صلاح أحمد بدوي خبير الصحة في وزارة الصحة خلفية حول موضوع تعزيز الصحة، مشيرا إلى المؤتمر الأول في هذا المجال الذي عقد في العام 1986 في كندا والذي خرج بإعلان العاصمة أتوا الداعي للعمل من أجل تعزيز صحة الإنسان، وتبني سياسات صحية تعمل على الحفاظ على صحة الإنسان وتعزيز البيئة الداعمة لممارسة سلوك صحي سليم.
وأكد ان إمارة الشارقة تعمل من أجل الحفاظ على صحة الإنسان من خلال مبادرات رائدة كمنع التدخين في الأماكن العامة والذي حمى كثيرا من الأفراد من التدخين غير المباشر الذي قد يتعرضون له من المدخنين.
في ذات السياق، أكد د. عبد الرحيم متوكل أخصائي الصحة العامة في وزارة الصحة، ان التغيرات السكانية والاقتصادية والنهضة العمرانية التي شهدها العالم ودولة الإمارات خلقت أمراضا جديدة، ناتجة عن التغيير السلوكي وعدم الحركة عند الكثير من الأفراد.
ورأى أن المشاكل الصحية للأفراد ناتجة عن أربعة أسباب وهي: قلة النشاط البدني والتغدية غير السليمة والتدخين واستخدام التبغ، والقلق وضغوط الحياة.
وبين أن 60% من الوفيات في العام 2020 سوف تكون ناتجة عن الأمراض المزمنة، مطالبا دولة الإمارات بتطبيق برامج تساعد على التقليل من التغذية غير الصحية وزيادة في النشاط البدني للأفراد.
تعزيز الوعي
وطالب د. إبراهيم جابر من قسم الطب الوقائي في منطقة الشارقة الطبية بتعزيز الوعي لدى 80% من طلبة الشارقة الذين لا يدخنون ولا يعرفون أضرار التدخين لحمايتهم من الوقوع في هذه الآفة.
وبين أن قرار منع التدخين في الاماكن العامة ادى إلى زيادة نسبة المقلعين عن التدخين، إذ ان 35% من سكان الشارقة المدخنين يقلعون عن التدخين سنويا، وهذه نسبة تقارب النسب العالمية.
وأكد ان بلدية الشارقة تقف إلى جانب وزارة الصحة والمنطقة الطبية في محاربة التدخين وكانت رائدة في منع الشيشة في الإمارة، وأنه مع قرار منع التدخين في الاماكن العامة الذي بدأ تنفيذه في إبريل/ نيسان الماضي تضاعف عدد المراجعين لعيادات الإقلاع عن التدخين للتخلص من هذه الآفة.
وأضاف ان اتفاقية مكافحة التبغ تمثل نموذجا عالميا رائدا لخلق بيئة صحية سليمة، وفرض قيود على بيع التبغ خصوصا للقصر وفي الأماكن العامة.
الوجبات السريعة
وأكد الدكتور ظافر عبد اللطيف استشاري السكري والغدد في مستشفى القاسمي أن الوجبات السريعة التي تقدم للافراد وللاطفال هي سبب في زيادة السمنة لدى الأطفال، كما انها تسهم في زيادة احتمالات الإصابة بمرض السكري وضغط الدم لدى الكبار.
وفي حديثه عن سبل تخليص الأطفال من السمنة طالب وزارة التربية والتعليم باستحداث ساحات لممارسة النشاطات الرياضية في المدارس، بدلا من الساحات الصغيرة التي توجد في معظم المدارس حاليا.
من جانبه أكد الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، ان 86 مركزا صحيا منتشرة في مختلف مناطق الدولة غير المراكز الصحية الاخرى في إمارتي دبي وأبو ظبي، وأنه كل ثلاثين دقيقة سير في السيارة يوجد مركز صحي ما يعني ان الدولة تهتم بشكل كبير بصحة مواطنيها والقاطنين فيها.
وأضاف أن هذه المراكز تسهم في تعزيز مفهوم الصحة، ومشيرا ان هم وزارة الصحة حاليا هو المحافظة على الانسان صحيحاً منذ ولادته وفي كل مراحل عمره سليما من الأمراض ومعافى وغير مصاب.
واعتبر أن للفرد والأسرة دوراً كبيراً في تعزيز الصحة المجتمعية من خلال القيام بكل الأمور التي من شأنها تخفيف إصابتهم بالأمراض، مشيرا أن الدولة بصدد إنشاء مراكز للأصحاء بهدف حمايتهم من الأصابة بالأمراض، وإذ سيصبح لكل فرد ملف في عيادته ويقوم بإجراء فحوصات دورية لاستكشاف التغيرات ومحاولة التصدي للأمراض.
وأكد ان دولة الإمارات خالية من الأمراض المعدية في محيط تتوطن فيه الأمراض، لافتا إلى أنه ومع مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل سوف يتم إطلاق خريطة حياة لكل إنسان يجري متابعة حالته الصحية منذ ولادته وحتى وفاته.
بلدية الشارقة والصحة
في ذات السياق، قال صلاح الطاهر مدير عام بلدية الشارقة ان البلدية تقوم بدور الرقابة على كل الأماكن التي لها علاقة بالصحة ويجري التأكد من الالتزام بالشروط الصحية المناسبة، الا انها تواجه صعوبات بسبب عدم وعي الوافدين والعادات الغريبة التي يمارسونها.
وأشار أن المطلوب حاليا هو خلق وعي موحد في مجتمع منفتح متعدد الجنسيات وهذه مهمة ليست بالسهلة، ويوجد مركز للتثقيف الصحي تابع للبلدية يسهم في توعية الجميع بالصحة العامة.
وفي موضوع القيود التي يمكن ان تفرضها بلدية الشارقة على محال بيع الوجبات السريعة، قال إن البلدية تدرس إمكانية إجبار محال الوجبات السريعة على تقليل حجم الوجبات المقدمة لحماية الأطفال من الإصابة بالسمنة.
