عادي
تقرير إخباري

أطفال وعائلات غزة في قلب المحرقة

03:45 صباحا
قراءة 3 دقائق

صرخ مجدي السموني وهو يحتضن جثث طفليه وابن أخيه في مستشفى الشفاء بعد استشهادهم في قصف إسرائيلي على حي الزيتون شرق مدينة غزة أصبحت الآن يتيما، المجرمون قتلوا أطفالي، قتلوا عائلتي. وقال للصحافيين وهو يبكي كنا مختبئين في غرفة في منزلنا وكنا نائمين. فجأة سقط صاروخ علينا وقتلوا أولادي وابن آخي وزوجتي. وأضاف لم يبق لي أحد سوى الله. حسبنا الله ونعم الوكيل على إسرائيل المجرمة. وفقد مجدي أربعة من أفراد أسرته بينهم ثلاثة أطفال فيما جرح اكثر من 35 منهم. وقد تمركزت آليات الاحتلال في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

وقال احمد خليفة أحد سكان الحي إنه لا يستطيع الخروج من منزله منذ يومين بسبب حدة الاشتباكات. وأكد خليفة (40 عاما) الذي يعيش مع 14 من أفراد أسرته في اتصال هاتفي مع فرانس برس نعيش منذ يومين في وضع صعب للغاية ومأسوي ولا نستطيع الخروج من الغرفة التي نوجد داخلها. الوضع عندنا صعب جدا. وأضاف نخاف على أولادنا وكل جيراننا تركوا بيوتهم ولجأوا إلى أقاربهم في وسط مدينة غزة. وتابع هناك إطلاق قذائف من الدبابات على البيوت ومن الطائرات المروحية وهناك خراب ودمار في معظم البيوت، وجنود الاحتلال يحاصرون بيوتنا وصعدوا الى أسطح المنازل المجاورة ويطلقون النار على كل شخص يتحرك أو يقف على نوافذ او أسطح المنازل في المنطقة. وأوضح ان الدبابات متمركزة من سوق السيارات الواقع على طريق صلاح الدين على امتداد طريق نتساريم وصولا الى الطريق البحري من شرق غزة الى غربها.

وافاد شهود عيون ان جيش الاحتلال يعمل على تقسيم القطاع الى مناطق معزولة.

أما أبو احمد حجي (70 عاما) وهو من سكان منطقة المغراقة المقابلة لمنطقة نتساريم جنوب مدينة غزة فروى أن الجنود اعتلوا سطح منزلنا والمكون من خمسة طوابق وطردونا منه، والآن أنا وأولادي وأطفالهم وزوجاتهم خرجنا الى مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة. وأكد نحن خائفون وقلقون على الأطفال الذين أصابتهم اضطرابات من شدة القصف. يضاف الى ذلك ان الكهرباء مقطوعة عن غزة منذ اكثر من أسبوع ما أدى الى قطع المياه وتجمع مياه الصرف الصحي الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة بيئية وصحية حسبما ذكر مسؤولون في بلدية غزة.

كما تفاقمت معاناة السكان بسبب عدم وجود غاز للطهي ما أدى الى حدوث نقص في الخبز وتشكلت طوابير كبيرة أمام المخابز تضم مئات المواطنين الذين يجازفون بحياتهم مع استمرار القصف والغارات الجوية. وتعطلت كذلك شبكة الهاتف الخلوي بشكل كبير نتيجة القصف على محطات البث مما أدى الى حدوث شلل كبير وضغط على الشبكة اضافة الى ان بعض مقاسم الهواتف الثابتة تعطلت بسبب قطع التيار والقصف الإسرائيلي.

ويعيش سكان غزة في حالة من الرعب وبقيت الشوارع مقفرة الاثنين. وأفاد شهود عيان ان مئات العائلات من بيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع غادرت منازلها خوفا من القصف ولجأت الى مدراس الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) في مخيم جباليا التي فتحت أبوابها لاستيعاب المشردين من منازلهم. إلا ان الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية التي دخلت الى القطاع ليل السبت/الأحد لا تزال تتمركز خارج المدن والتجمعات السكنية المأهولة وسط مقاومة من جميع فصائل المقاومة حسبما أفاد شهود عيان. (ا.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"