عادي

رسالة اليوم ... 15-11-2010

00:50 صباحا
قراءة دقيقتين

الأعياد نافذة فرح للإحساس بآلام الآخرين

تحتل الأعياد مكانة خاصة ومتميزة في قلوب الناس، وذلك لما لها من فرحة غامرة وجمالية متميزة، فهي بهجة للقلوب وراحة للنفوس وترويح عن الخواطر ومسرة للذات، وفرصة طيبة سانحة للتواصل والتزاور بين الأهل والأحبة والأقرباء . هذه الأعياد بجمالها ورونقها الجميل ليست وليدة اللحظة بقدر ما هي قديمة قدم الدهر والزمان، فهي كما نستطيع أن نقول ولدت تماماً مع مولد الحضارات البشرية القديمة واستمرت معها إلى هذا اليوم .

وتختلف الأعياد بطبيعتها من مجتمع إلى آخر كل حسب ثقافته وخصوصيته الاجتماعية والدينية والثقافية، فكل شعوب العالم قاطبة لها هذه الخاصة الاحتفالية في الأعياد المختلفة . ونحن المسلمين قد خصنا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بعيدين من أعظم الأعياد هما - عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث يأتيان مباشرة بعد تأدية شعيرة من شعائر الإسلام المهمة وأركان الإسلام الواجبة، ولا يزال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بهما منذ أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، فهذان العيدان مليئان بعبق الصفاء والنقاء والجمال البديع، حيث إنهما بعيدان عن اللهو والعبث الماجن، وعن الشرك بالله كما هي الحال في بعض الأعياد الأخرى التي تمارس فيها شعائر الوثنية . ولكن حقيقة ونحن نحتفل في هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك ونعيش حالة من الفرح والسرور مع أفراد أسرنا وأصدقائنا وأحبائنا وفي بحبوبة من الأمن والاطمئنان والعيش الرغيد، نجد في المقابل أن هناك مجتمعات إسلامية تعيش حياة صعبة مريرة تعاني فيها الأمرين من البؤس والشقاء والحرمان التي هي فيه وتفتقد هذه الفرحة بعد أن مزقتها وطحنتها الحروب والمنازعات والفتن الداخلية واحتلال غاشم لا يرحم أفقدها كل ملذات الحياة ومتعتها وقلب حال حياتها إلى جحيم لا يطاق، وهناك من أهلكته كوارث الطبيعة من الفيضانات والحرائق والزلازل والبراكين، لذا في هذه الأيام السعيدة نجد أن أبناء هذه المجتمعات قد لا يعرفون للعيد معنى أو إحساساً أو طعماً لشدة البؤس وحياة الضنك التي يعيشونها، وقد غابت عن شفاههم الابتسامة وعن أنظارهم جمال الأعياد وفرحها وسرورها وجمال الحياة برمتها . إنها مجتمعات تفتقد الطفولة البريئة، وتأتي هذه المشاركة الوجدانية الجميلة للاحتفال مع بقية أطفال العالم بمثل هذا اليوم السعيد بعد أن انتزعت البسمة من على شفاههم فلم يعد هناك مكان أصلاً يتسع للفرحة والبسمة .

إذاً، ونحن نحتفل بهذا اليوم السعيد المبارك يكون واجباً علينا أن نتذكر أخوة لنا في الدين والإنسانية يعيشون هذا الواقع المؤلم . . نتذكر ذلك لندعو لهم ونساعدهم ونحمد الله على ما نحن فيه من خير ونعمة وصحة وأمان، فهذه نعم ربانية لابد من شكر المنعم علينا بها فإنما دوام النعم بالشكر للمنعم .

حمدان محمد / كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"