عادي
لدى فعاليات المؤتمر الأول حول الاحتباس الحراري

محمد بن سعود يثمن جهود الجهات المحلية والدولية لصون الحياة البيئية

02:30 صباحا
قراءة 4 دقائق

افتتح سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، صباح أمس، فعاليات المؤتمر العالمي الأول حول الاحتباس الحراري استخدامات الأراضي والمياه الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة .

أكد سمو ولي عهد رأس الخيمة في كلمة له ان إقامة هذا المؤتمر على أرض دولة الإمارات يجسد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأخيهما صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي في المساهمة في الحفاظ على البيئة .

وثمن سموه الجهود التي تبذلها الهيئات المحلية مع الهيئات الدولية والاقليمية للمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وصون الحياة البيئية من التأثيرات السلبية .

تأثيرات سلبية

من جانبه قال الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه إن المشاركة الواسعة التي حظي بها المؤتمر من قبل نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين، تعكس الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات لقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وفي مقدمتها قضية التغير المناخي وما تنطوي عليه من مخاطر وتأثيرات اقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية، مشيراً إلى أنه لم يعد إثباتها بحاجة إلى أدلة أو براهين إضافية، فالظواهر المناخية المتطرفة كالفيضانات والجفاف والتغيرات الحادة في درجات الحرارة، وما خلفته من آثار مأساوية في العديد من المناطق في السنوات القليلة الماضية تؤكد ذلك بصورة لا تقبل اللبس .

واضاف أن دولة الإمارات تدرك أنها لن تكون بمنأى عن التأثيرات السلبية لظاهرة تغير المناخ، وأن هناك العديد من القطاعات والنظم البيئية، ستكون عرضة لهذه التأثيرات، وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ فإن الأراضي القاحلة في قارة آسيا، التي تشمل دولة الإمارات ستكون عرضة لتأثيرات تتراوح بين المتوسطة والعالية، جراء تغير المناخ .

واشار إلى أن تلك التغيرات أكدتها أيضاً دراسة أجراها معهد ستوكهولوم للبيئة التي بينت أن قابيلة البيئة الساحلية ستكون مرتفعة للغاية نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر وأن كل المدن الساحلية ستتعرض لمستويات متفاوته من الغمر، حتى وفق أكثر السيناريوهات تحفظاً، وستؤدي إلى عدد من الآثار السلبية على النظم البيئية والمناطق الطبيعية الحساسة على طول الساحل كالسبخات والشعاب المرجانية ومجمعات القرم ومصائد الأسماك، كما أكدت الدراسة أن التغيرات في درجات الحرارة التي تحدث حالياً بمعدلات غير مسبوقة، قد تؤدي إلى حدوث تغييرات في الخصائص البيئية الأساسية التي تعتمد عليها النظم البيئية في الأراضي الجافة، وأهمها مواعيد هطول الأمطار وكمياتها وفتراتها الزمنية، وإلى انخفاض مستوى التنوع البيولوجي النباتي والحيواني .

وأكد أن دولة الإمارات عملت في السنوات الماضية على تبني حزمة من التدابير والإجراءات، تنصب على التخفيف من تفاقم هذه الظاهرة، موضحاً أن أهم هذه التدابير هو تعزيز وتقوية الأطر المؤسسية العاملة في هذا المجال واعتماد خيار الطاقة المتجددة وخيار الطاقة النووية للأغراض السلمية اللذين سيوفران حوالي ثلث احتياجات الدولة من الطاقة بحلول 2020 وتعزيز الالتزام بمعايير العمارة الخضراء على المستوى الوطني وتبني نهج الإنتاج الأنظف واستدامة قطاع النقل، وتبني مبادئ الاستخدام الكفؤ للطاقة والتي تمثل عناصر أساسية في مساعينا لتحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر مستدام منخفض الكربون، كما شملت تلك التدابير تعزيز الاهتمام بالبيئة البحرية والتشجير واستخلاص الكربون وتخزينه واستخلاص غاز الميثان في محطات معالجة مياه المجاري، إضافة إلى اطلاق العديد من برامج وحملات التوعية بظاهرة تغير المناخ وخفض معدلات البصمة الكربونية .

كما أكد أن التدابير والاجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات تشكل عناصر أساسية في مجال الاستجابة الفعالة لتغير المناخ التي تمثل أحد الأهداف الرئيسية في الخطة الاستراتيجية للحكومة الاتحادية في دورتها الثانية .

وذكر أن اللجنة الوطنية لتغير المناخ التي انشئت بقرار من مجلس الوزراء تسعى إلى تأطير وتعزيز هذه التدابير والإجراءات، والارتقاء بها لتشكل عناصر أساسية في السياسة العامة للدولة بشأن التخفيف من تداعيات تغير المناخ، ووضع الحلول المناسبة والمستدامة لتقليل مخاطرها، وأعرب عن أمله ان يكون هذا المؤتمر بداية موفقة لسلسلة من المؤتمرات المماثلة في المستقبل .

رؤى واتجاهات

وقال الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة في كلمة له إن المؤتمر سيناقش ظاهرة الاحتباس الحراري، وأهم ملامحها وتأثيراتها على الأنشطة الصحية والبيئية والاقتصادية في العالم، بالإضافة إلى التركيز على استخدامات الأراضي والمياه من خلال طرح عدة رؤى واتجاهات لمتحدثين من مختلف دول العالم مشيرا إلى أن هذه الظاهرة بدأت مع الثورة الصناعية وافرازها للعديد من الغازات التي اثرت على النظام البيئي، وأشار إلى أن أهم محاور المؤتمر هي المصايد السمكية وتنمية المناطق الساحلية والتنمية الحضرية والصناعية وتغير المناخ والتنوع الحيوي واستخدامات المياه والأمراض المنقولة بواسطة المياه والاستخدام والإدارة المستدامة للأراضي والمياه .

وألقت الدكتورة ريتا كولويل الاستاذة في جامعة ميريلاند والمدير السابق للمؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم، محاضرة بعنوان المحيطات والمناخ والأمراض المعدية وصحة الإنسان . . وباء الكوليرا نموذجاً تحدث فيها بإسهاب حول المتغيرات التي طرأت على البحار والمحيطات ودورها في صحة الانسان، مشيرة إلى أن التحذيرات قد بدأت في الآونه الأخيرة تشير إلى أن تغيير المناخ الناجم عن الاحتباس الحراري يمكن أن يؤدي إلى تفاقم انتشار الأمراض المعدية والأوبئة في أقاليم جديدة من العالم .

حضر المؤتمر الذي اقيم في فندق الحمرا، المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة، وعدد من المسؤولين والخبراء والمهتمين بشؤون البيئة . (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"