عادي

جمعتهما الأنقاض وفرّقتهما «الإنقاذ».. جد تركي يعثر على حفيدته

18:56 مساء
قراءة دقيقتين
أنقرة: رويترز
ظل مدحت كيليسلي قابعاً تحت الأنقاض مع حفيدته الرضيعة زهرة ذات الشهور الخمسة لنحو يومين ونصف اليوم بعد الزلزال الذي ضرب تركيا حتى سمع رجال الإنقاذ صراخهما.
وبعد إنقاذهما من تحت الأنقاض كل بمفرده، عاش كيليسلي ثلاثة أسابيع من الانتظار المؤلم قبل أن يجتمع شمله بحفيدته زهرة، وهي آخر من تبقى على قيد الحياة من أفراد عائلته ونُقلت بعد إنقاذها لمستشفى بعيد.
وقطع كيليسلي (69 سنة) مئات الكيلومترات من إقليم هاتاي، حيث انهار منزله ليقر عينيه بروية حفيدته في أنقرة. واصطحب زهرة معه بعد إجراء اختبار حمض نووي لإثبات القرابة.
وانهمرت الدموع من عيني الجد عندما رأى حفيدته في دار لرعاية لأطفال تديره وزارة الأسرة التركية. وقال وهو يقبل يديها «أنتِ حياتي، حمداً لله أنني عثرت عليك».
وأودى الزلزال بحياة كل من زوجة كيليسلي وابنته، والدة زهرة، وصهره وشقيق زهرة يوسف الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات. وقال «هذه الصغيرة ليس لها أم ولا أب ولا جدة ولا أحد. أنا الوحيد الباقي لها».
ولقي أكثر من 45 ألف شخص حتفهم في تركيا، ليرتفع إجمالي عدد ضحايا الزلزال، بمن فيهم الذين قتلوا في سوريا، إلى حوالي 51 ألفاً، وشرد الزلزال ملايين الأشخاص، وأُصيب 108 آلاف، ووجد بعض الأطفال أنفسهم بعيداً عن أقاربهم بعد نقلهم إلى مستشفيات بعد إنقاذهم من تحت الأنقاض.
وقالت وزارة الأسرة إنها علمت بأنباء عن اختفاء 301 طفل، واتصلت الوزارة بأقارب 170 منهم وما زالت تبحث عن أقارب 23 آخرين. وتوفي 108 من الأطفال المفقودين.
وقال كيليسلي «لديّ جرح غائر، لكنني أشعر الآن وكأنني نسيت ألمي. عثرنا على الرضيعة زهرة».
وأضاف أن زهرة كانت أول من خطر على باله عندما أيقظه الزلزال من ثباته. وتمكن من حملها من على فراشها وإيجاد مكان آمن لهما للاحتماء فيها بينما كان المبنى ينهار.
وقال محتضنا حفيدته «هذه الطفلة المسكينة كانت تبكي باستمرار ولكنها نامت أيضاً لبعض الوقت تحت الأنقاض». وأخيراً سمعه رجال الإنقاذ، ورأى ضوء مصابيح رجال الإنقاذ وحدد مكانه لهم.
وأخرج رجال الإنقاذ زهرة أولاً ثم جدها.
وقال كيليسلي: «كنت أظن أنهم سيبقونها بالخارج حتي يخرجوني أيضاً لكن اكتشفت فيما بعد أنهم سلموها إلى هيئة إدارة الكوارث التركية».
ونقل أعضاء في أطقم الطوارئ زهرة إلى مستشفى في مدينة مرسين، ثم إلى أنقرة حيث استمر علاجها.
وقال الجد موجهاً حديثه لحفيدته الباكية «أنا في حداد على والدتك وأبيك وجدتك وشقيقك.. لا تقلقي، لن أتركك أبداً يا حبيبتي».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mk6m7ary

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"