عادي
لا يوجد له علاج حتى الآن

«زيكا».. رعبٌ بلا حدود يهدد العالم

04:50 صباحا
قراءة 9 دقائق
إعداد: عبير حسين

رغم أن عمره شارف على السبعين عاماً، فإن فيروس «زيكا» أثار الذعر حول العالم بعد ارتفاع حدة المخاوف من تحوله إلى وباء بسبب انتشاره السريع عبر القارات، إذ ضرب نحو 24 دولة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وتحوره عن شكله القديم الذي بدأ عليه في غابات أوغندا عند رصده للمرة الأولى في عام 1947، والأخطر من ذلك هو عجز العلم الحديث عن تطوير علاج له، أو لقاح مضاد للحماية منه. ووسط تشخيص غير واضح، وانتشار للمرض بلا علاج، يعانى جيل من الآباء والأمهات الجدد من ويلات رعاية أطفال مشوهين يولدون بتلف في الدماغ يحرمهم من كل أشكال الحياة الطبيعية.
حذرت منظمة الصحة العالمية في أحدث بياناتها الصادرة منذ يومين من سرعة انتشار الفيروس، وقدّرت احتمال إصابة 4 ملايين شخص به بنهاية العام الجاري، وكان الرقم كافياً لرفع درجة التنبيه الخاصة به من درجة «تهديد خفيف» إلى «مثير للقلق».
وكانت البرازيل، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس حتى الآن، وأعلنت قبل أيام عن أرقام أولية تشير إلى أن نحو المليون ونصف المليون من سكانها من حاملي الفيروس، فضلاً عن مناشدة السلطات الصحية في دول لاتينية عدة لسيداتها في سن الإنجاب بتأجيل الحمل لمدة من 6 إلى 8 شهور، بينما ذهبت السلفادور بعيداً بمطالبتها للنساء بتجنب التفكير في الإنجاب حتى عام 2018.
يقف العالم اليوم أمام مخاوف حقيقية لا تتعلق بالصحة العامة فقط، لكنها تمس جيلاً جديداً سيعاني، بسبب الفيروس، تشوهات في الدماغ ينتج عنها التأخر في الحركة والكلام والنمو، وربما يصل إلى التخلف العقلي الكامل الذي يحتاج فيه الطفل إلى مراقبة على مدار الساعة.
وبحسب التقارير العلمية والطبية المتابعة لانتشار «زيكا»، فإن هذه المخاوف لها ما يبررها، ويجب التعامل معها بجدية لأسباب عدة، أبرزها أن عشرات آلاف المصابين بالفيروس يجهلون إصابتهم، إضافة إلى تشابه أعراضه مع أمراض أخرى، وعدم تطوير لقاحات مضادة له حتى اليوم، وحتى المجهودات العلمية الحثيثة لمحاولة إنتاج مصل ضده لن ترى النور قبل نهاية العام. وإذا نجحت المساعي في التوصل إلى اللقاح سيبقى التحدي الأخلاقي بشأن استخدامه على الحوامل. يضاف إلى كل ما سبق، المخاوف التي أثارتها السلطات الصحية البرازيلية من وجود اشتباه في ارتباط بين «زيكا» والإصابة بمتلازمة «غيلان باريه» وهو الاضطراب النادر الذي يتسبب في تلف النظام المناعي، وضعف العضلات، ويصل إلى الإصابة بالشلل أحياناً، ويمكن استمراره لأسابيع أو أشهر عدة، وفى حين يتعافى أغلب المصابين به، سجلت عدة حالات مصابة بضرر دائم.
ورغم أن الفيروس يعد قديماً، وسبق أن أصيب به عدد غير محدد في إفريقيا وآسيا، فإنه أثار مخاوف العالم بعد تحوره جينياً عند انتقاله إلى أمريكا اللاتينية ليصبح أكثر شراسة، وتسبب في حالة ذعر هائلة في البرازيل بعد رصد السلطات الصحية هناك ولادة 4 آلاف طفل مصابين بمرض «الصعل» (Microcephaly)، أو صغر حجم الرأس نتيجة عدم اكتمال نمو الجمجمة، وهو الرقم الذي يزيد على 20 مرة على المعدلات الطبيعية المسجلة في السنوات السابقة، وأرجعت السبب وراء ذلك إلى تعرض الأمهات الحوامل إلى لدغ البعوض الناقل للفيروس، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بحسب اختبارات أجراها معهد «إيفاندروا تشاجاز» أحد أكبر المعاهد الصحية الرائدة في أمريكا الجنوبية.
وتجدر الإشارة إلى نقطة مهمة، اتفقت عليها أغلب المؤسسات الطبية العالمية الخاصة بالأوبئة والأمراض المعدية، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية، وهي عدم وضوح الرؤية الكاملة، فيما يخص عواقب الإصابة بالفيروس. وبينما أكدت وزارة الصحة البرازيلية مسؤوليته عن ولادة الخدج المشوهين بمرض «الصعل»، أشارت جهات طبية أوروبية وأمريكية عدة، أن هناك أسباباً عدة قد تقف وراء تشوه دماغ الأجنة، منها العوامل الوراثية، أو إصابة الأم الحامل بفيروسات أخرى مثل الحصبة الألمانية، أو معاناة الأم من أمراض مختلفة مثل السكري، وبالتالي اقتصار الاتهام على «زيكا» ليس بالأمر المؤكد علمياً حتى اليوم.
ولعله من المناسب بداية التعريف بفيروس «زيكا» الذي اكتشف للمرة الأولى عام 1947 في قرود الرويص، بإحدى غابات أوغندا التي يحمل اسمها، ورصدت أول إصابة بشرية به عام 1952 في أوغندا وتنزانيا. وعلى مدار 7 عقود، اجتاح دولاً عدة في إفريقيا وآسيا، كانت أقسى جائحة له في بولونيزيا عام 1997، وأشارت التقارير الطبية وقتها إلى إصابة 73% من سكان الجزيرة بالفيروس.
وينتقل «زيكا» عن طريق لسع البعوض ومن أشهرها «البعوض النمر»، و«الزاعجة المصرية» وهي نفس أنواع البعوض الناقل لحمى الضنك، والحمى الصفراء، والشيكونغونيا. وتشبه أعراضه العدوى بالفيروسات الأخرى، إذ تشمل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة، وألم العضلات والمفاصل والتوعك والصداع. وتبلغ فترة حضانة الفيروس من يومين إلى 7 أيام، وعادة لا يحتاج الأصحاء المصابون به لملاحظة طبية خاصة، ويكفي لعلاجه تناول مخفضات الحرارة المعتادة، واللجوء إلى الراحة، وشرب السوائل. والمثير أن 80% من المصابين به لا يعرفون أنهم يحملون الفيروس.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن لدغ البعوض هو الوسيلة الأساسية لانتقال الفيروس، إضافة إلى الوسائل المعتادة في انتقال غيره من الفيروسات مثل نقل الدم، واستخدام أدوات ملوثة، مؤكدة أنها بصدد إجراء دراسات علمية جديدة للتحقق من مدى إمكانية انتقاله عبر الرضاعة الطبيعية.
ويقدم موقع «Mother nature network» تغطية خاصة للفيروس، مستعرضاً تاريخه، ومخاطر تحوره عند انتقاله إلى أمريكا اللاتينية، ونقل الموقع عن هايدى براون، اختصاصية علم الأوبئة في جامعة أريزونا الأمريكية قولها: «تتبع المرض صعب للغاية، فالنسبة الأكبر من المصابين به يجهلون إصابتهم، إضافة إلى أن هناك عشرات الأنواع من البعوض الناقل له، وليس الزاعجة المصرية وحدها. أما النقطة الأهم فهي تآلف البعوض مع الحياة الحضرية، وانتشاره في حزام المدن الاستوائية، وهذا الحزام يتوسع سنوياً مع استمرار درجة حرارة الأرض في الارتفاع، مع طول فترة فصل الصيف، وزيادة موسم سقوط الأمطار في غربي العالم مما تسبب في امتداد موسم تكاثر البعوض الذي ينضج أكثر، وبسرعة أكبر في الأماكن الأكثر دفئاً ورطوبة»، مشيرة إلى أنه من الممكن احتواء الفيروس عن طريق استخدام المبيدات القوية، وتجفيف برك المياه الملوثة التي يتكاثر على سطحها.
وفى تقرير مطول لها، استعرضت صحيفة «نيويورك تايمز» آراء عدد من الأطباء المختصين بعلم الأوبئة، والأمراض المعدية، وعلم الدماغ والأعصاب، وخلص إلى أن الخطورة الأولى في الإصابة بالفيروس تنحصر في فئة السيدات بعمر الإنجاب خصوصاً الحوامل منهن.
ونقلت عن الدكتور قسطنطين ستراكيس، اختصاصي علم الوراثة للأطفال، والمدير العلمي للمعهد الوطني لصحة الطفل بلوس أنجلوس قوله: «أنصح كل النساء الحوامل العائدات من زيارة إلى إحدى الدول اللاتينية أو بمنطقة بحر الكاريبي بالتوجه إلى إجراء اختبار الدم اللازم بالكشف عن فيروس زيكا وإجراء تصوير دقيق بالموجات فوق الصوتية».
ويضيف ستراكيس: «المشكلة الحقيقية أنه لا توجد وسيلة طبية أو علمية يمكنها الجزم بأن صغر رأس الجنين ناتج عن الإصابة بفيروس زيكا أم غيره من المسببات، فعادة نكتشف أن 15% من هذه الحالات كانت طبيعية بعد الولادة، بينما تتراوح الأسباب الأخرى بين تشوهات وراثية وهي السبب الأكثر شيوعاً، أو الإصابة بعدوى أخرى مثل داء المقوسات، الذي يسببه طفيل ينتقل من الأم إلى الجنين عند تناولها اللحوم غير الناضجة جيداً، أو مخالطة مخلفات القطط، كما يعاني بعض الخدج مشكلة صغر الرأس بسبب معاناة الأم من سوء التغذية، أو إدمانها شرب الكحوليات. وفي كل هذه الأحوال لا توجد وسيلة لعلاج المشكلة، فقط علينا التعامل مع العواقب».
الطبيب مارك سي باترسون، طبيب أعصاب الأطفال بمركز مايو كلينيك للطفولة في روشستر بولاية مينسوتا، يقول إن هناك طفرات في الإصابة بمرض «الصعل» لم تكن موجودة من قبل عند انتشار الفيروس في إفريقيا وآسيا، وطالب بضرورة دراسة التحور الجيني للبعوض عند استيطانه المناطق المدارية بأمريكا اللاتينية.
ويتفق معه في الرأي، الطبيب ألبرت أكو اختصاصي الأمراض المعدية في كلية ييل للصحة العامة، الذي يساعد مسؤولي الصحة البرازيلية في دراسة الآثار المترتبة على الإصابة بالفيروس، قائلاً: «لدينا من النتائج ما يفترض أننا أمام حالات مختلفة وفريدة من نوعها»، لكنه في المقابل حذر من التسرع في الجزم بأن كل حالات الخدج المصابين بالصعل سببها «زيكا»، مؤكداً أن هناك أسباباً عدة تقف وراء فشل دماغ الجنين في إكمال نموه في رحم الأم. ولفت الانتباه بشدة إلى أن التهويل الإعلامي من مخاطر الإصابة بالفيروس يدفع إلى انتشار حالات الإجهاض غير الشرعي التي تتم خارج الاعتبارات القانونية التي تحددها كل دولة.

تعديلات وراثية للقضاء على البعوض

حتى يتوصل العلم الحديث لإنتاج لقاح مضاد لفيروس «زيكا»، قدمت مختبرات «أوكسيتيك» (Oxitec) الأمريكية لتقنيات الهندسة الوراثية اقتراحاً بتعديل البعوض الناقل للفيروس وراثياً، لإنتاج نسل جديد يموت قبل بلوغ مرحلة النضج، ليبقى الذكور فقط على قيد الحياة.
ونقلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن آندى مكيمي، رئيس العمليات الميدانية بالمختبرات قوله: «الإبقاء على ذكور البعوض لن يسبب أذى، لأن أنثاه هي التي تعض وتنقل المرض، وهنا يتزاوج الذكور المعدلون جينياً مع الإناث وينقلون الجين القاتل إليها الذي ينتشر في اليرقات، وبالتالي لن تتمكن من النمو إلى بعوض ناضج».
كما بحثت مراكز بحثية أخرى مقترحات مختلفة منها مركز التقنية الحيوية بمدينة «إيتابيتم» البرازيلية التي تدرس تكوين جيش طبيعي من أسماك المياه العذبة صغيرة الحجم ووضعها في خزانات المياه والصهاريج التي تؤوي اليرقات حتى تتغذى عليها وتمنعها من النمو.

طرق الوقاية

قدم أنتوني فاوسي خبير الأمراض المعدية لدى المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة في مقال بدورية «نيو إنغلاند» المعنية بالشؤون الطبية أهم النصائح اللازمة للوقاية من فيروس «زيكا»، نستعرض منها ما يلي:
* تجنب التعرض للسعات البعوض قدر الإمكان: توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة بتغطية الجلد المكشوف بدهانات طاردة للبعوض مصنعة من مواد طبية أقرت صلاحيتها. وينبغي وضع الدهان بصفة دورية واتباع الإرشادات الموضحة على كل عبوة بدقة، إذ ينبغي وضعها بعد دهانات الحماية من الشمس وليس قبلها. كما يجب على الحوامل استشارة أطبائهن قبل استخدام أي من هذه الدهانات للتأكد من مناسبتها لهن.
* ارتداء ملابس بأكمام طويلة: اتفق الخبراء على أن ارتداء سراويل ضخمة وفضفاضة وأكمام طويلة وسميكة تسهم في الحماية من لدغات البعوض. كما توجد ملابس مخصوصة تحتوي على مادة «بيرمثرين» وهي عبارة عن مبيد صناعي يدخل في تركيب نسيج الملابس، وفي هذه الحالة لا ينبغي وضع أي دهان طارد للبعوض تحت الملابس، نظراً لأن الأنسجة ستمنع عملية التبخر، ومن ثم تقلل فاعليتها.
* وقاية المنازل من البعوض: ينصح الخبراء بالنوم في أماكن يتوافر بها موانع للوقاية قدر الإمكان مثل الأبواب المغلقة، والنوافذ المحكمة، والشبكات السلكية للنوافذ التي تمنع البعوض من التسلل إلى داخل المنازل. وعند النوم يفضل اللجوء إلى الناموسيات حتى خلال فترات النهار لأن بعوضة «الزاعجة المصرية» الناقلة للفيروس لسعتها شديدة وتفضل ضوء النهار حتى غروب الشمس.

* الحذر من النباتات الموضوعة في الأواني: في الوقت الذي يعتبر فيه من المهم منع دخول البعوض إلى أماكن المعيشة، من المهم أيضاً مكافحة تكاثرها، وتعتبر المياه الراكدة بيئة مثالية لذلك، لذا يجب الحذر من البرك والدلاء والمزهريات وأواني غذاء الحيوانات الأليفة وأقفاص الطيور والنباتات الموضوعة في أوانٍ تحوي مياهاً راكدة تضم يرقات البعوض. وينصح الخبراء بتغطية خزانات المياه وأحواض السباحة، كما تجدر الإشارة إلى أن الكلور المستخدم في تطهير هذه المياه لا يقضي على البعوض.

* إحكام غلق سلال القمامة: يحذر الخبراء من أن النفايات المنزلية بيئة مثالية لتكاثر البعوض وليس المياه الراكدة فقط، لذا يجب على الجميع الالتزام بالتدابير الاحترازية المتعارف عليها من وضع القمامة في أكياس مغلقة. كما يجب التخلص من الإطارات القديمة، ومواد البناء المتكدسة خلف المناطق السكنية، لأنها تشكل بيئة مثالية لتكاثر البعوض.
* استخدام أجهزة مكافحة البعوض: في الوقت الذي تلجأ فيه السلطات الصحية في دول أمريكا اللاتينية إلى رش المبيدات باستخدام شاحنات متنقلة بهدف القضاء على البعوض البالغ، يمكن للأفراد استخدام أجهزة مكافحة البعوض مختلفة الأشكال والأنواع.
* تجنب السفر: اتفق الخبراء على تجنب السفر إلى المناطق التي تعاني انتشاراً لفيروس «زيكا»، خصوصاً الحوامل، كما تنصح السيدات اللاتي كن في إحدى دول منطقة الكاريبي، أو أمريكا اللاتينية خلال التسعة أشهر الأخيرة بمتابعة أطبائهن للتأكد من خلوهن من الفيروس.

التحديات العلميةوالأخلاقية لتطوير اللقاح

بعد الانتشار السريع لفيروس «زيكا» عبر 24 دولة حول العالم، في فترة زمنية قصيرة، تتسابق معامل الشركات العالمية، ومراكز مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية للتوصل إلى لقاح مضاد للفيروس. وتعد محاولة «كونسورتيوم Inovio» الكندى بالتعاون مع مختبر علم الأحياء الدقيقة الوطني الأقرب إلى إنتاج مصل ضد الفيروس مع نهاية العام الجاري، وبحسب العالم غاري كوبنجر فإن التجارب الأولية على المصل لن تبدأ قبل أغسطس/آب أو نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.
كما أعلنت شركة Replikins الأمريكية ومقرها بوسطن، تطويرها لقاح ضد الفيروس ومن المتوقع بداية تجاربها على الفئران والأرانب خلال الشهرين المقبلين.
وأشارت ديلما روسيف رئيسة البرازيل إلى إجراء معهد «بوتانتان» أحد مراكز الأبحاث الرائدة بمجال التقنية الحيوية بمدينة ساوباولو بعض الاختبارات السريرية على متطوعين حاملي للفيروس، إلا أن تطوير لقاح مضاد له لا يزال يحتاج عدة أشهر حتى إنتاجه، وأخرى مماثلة حتى إثبات فعاليته.
وفى الوقت الذي تتسارع فيه الجهود العلمية في محاولة إنتاج لقاح ضد «زيكا» يثار تحد أخلاقي آخر يتعلق بمدى إمكانية تجربة المصل على السيدات الحوامل.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"