عادي

شركات التكنولوجيا في حرب على الأمراض

02:35 صباحا
قراءة دقيقتين
ليو كيليون

أطلقت كبريات شركات التكنولوجيا العالمية مشروعات كبرى لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة من أجل محاربة الأمراض والقضاء عليها نهائيا، أو على الأقل السيطرة عليها، بنهاية القرن الحالي.

في 21 سبتمبر/أيلول، أعلن مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ وزوجته تشان، أنهما تعهدا بتقديم 3 مليارات دولار لتمويل أبحاث طبية على مدى العقد المقبل. وقالا إن الهدف النهائي هو «شفاء، وتفادي، أو السيطرة على جميع الأمراض بنهاية القرن».

وتأتي هذه المبادرة في إطار تحول كبريات شركات التكنولوجيا نحو الاهتمام بالصحة. وقبل أيام من إعلان الزوجين زوكربيرغ، كانت شركة «ميكروسوفت» أعلنت أنها تسعى إلى «حل» مشكلة السرطان باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
من جهتها، تعمل وحدة «ديب مايند» (Deep Mind) لدى شركة غوغل بالتعاون مع إدارة الصحة الوطنية الأمريكية من أجل إيجاد سبل لاستخدام الكمبيوترات في تشخيص الأمراض بدقة أكبر.
كما أعلنت شركتا «آي بي إم» (لتصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيات) و«معهد ماساشوستس للتكنولوجيا» (جامعة مخصصة للأبحاث) عن مشروع لتطوير أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويمكنها مساعدة الأطباء السريريين لتحسين الرعاية بالمسنين والمعوقين.
ويعتبر مشروع زوكربيرغ - تشان الأكثر طموحاً. وقال زوكربيرغ إنه في الوقت الراهن تنفق أموال من أجل معالجة المرضى، وتجنيبهم المرض في المقام الأول، أكثر مما ينفق من أجل شفائهم. وأضاف أن الوضع الحالي يجب تغييره، ثم عرض ثلاثة مبادئ ستوجه المشروع:
} جمع علماء ومهندسين للعمل معاً
} استحداث أدوات وتكنولوجيات من أجل تقدم الأبحاث
} توسيع حركة تمويل العلوم والأبحاث عبر العالم
وأعلنت تشان أنها وزوجها خصصا منذ الآن 600 مليون دولار من أجل إنشاء مركز أبحاث جديد باسم «BioHub» يجمع معاً مهندسين، وعلماء كمبيوتر، وعلماء بيولوجيا وكيمياء، ومبتكرين آخرين.
وقال زوكربيرغ إن مركز الأبحاث «BioHub» سيسعى إلى تطوير اختبارات ولقاحات لمعالجة أمراض نقص المناعة (الإيدز)، وفيروسي «إيبولا»، و«زيكا»، وأمراض جديدة أخرى.
وتوقع زوكربيرغ أن يصبح متوسط العمر المتوقع أكثر من 100 سنة بحلول عام 2100. ولكنه نبه إلى أن الأمر يحتاج إلى سنين قبل أن تؤدي المشروعات العلمية إلى إيجاد علاجات طبية جديدة، ثم إلى وقت إضافي حتى يصبح بالإمكان تطبيق هذه العلاجات على مرضى.
وقد حضر مؤسس «ميكروسوفت» بيل غيتس المؤتمر الصحفي لزوكربيرغ وتشان، ووصف مشروعهما بأنه «جريء وطموح جداً».
يذكر أن غيتس وزوجته سبق أن أنشآ «مؤسسة بيل وميليندا غيتس» للأبحاث الطبية.
وقد وصفت خبيرة في شؤون الصحة والطب حملة التصدي لجميع الأمراض بأنها «طموحة»، ولكنها قالت إن الأثرياء الذين يتبرعون بأموال لمشروعات خيرية قادرون على القيام بمثل هذه المغامرات الجريئة. وقالت الدكتورة بيث بريز، مديرة «مركز العمل الخيري» في جامعة كينت البريطانية: «مشروع زوكربيرغ - تشان غير عادي من حيث حجمه، ولكنه ينسجم مع اتجاه كبار المتبرعين اليوم، الذين يريدون إنجاز تغييرات تحويلية ويفضلون تمويل الوقاية بدلاً من العلاج».

مدير تحرير قسم التكنولوجيا لدى محطة ال«بي بي سي»  - موقع المحطة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"