أدى نحو 130 ألف مصل، أمس صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، وذلك في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الإسرائيلية على المصلين والمعتكفين في المسجد خلال الأيام الأخيرة، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 15 مصلياً بعد انتهاء الصلاة، في وقت قُتلت مستوطنتان بالرصاص وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة في هجوم على سيارتهن في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية المحتلة، في حين قتل إسرائيلي وأصيب ستة آخرون في هجوم آخر بوسط تل أبيب، بحسب حصيلة أعلنتها خدمة الإسعاف الإسرائيلية،
وأعلنت مصادر إسرائيلية أن «امرأتان في العشرينات من العمر قتلتا وقُدمت الرعاية الطبية لامرأة في الأربعينات في حالة خطرة جداً». وقال بيان أن القتيلتين شقيقتان والجريحة هي والدتهما. وأوضح أنهن «من مستوطنة إفرات» جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وقال المسعفون إنهم أخرجوا النساء الثلاث فاقدات للوعي من سيارتهن، التي تحطمت على ما يبدو بعد أن أطلق فلسطيني النار عليها من سيارة قريبة.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «تم إطلاق النار على سيارة عند مفرق الحمرا» في شمال غور الأردن وهي منطقة فيها تجمع استيطاني وتحتلها إسرائيل منذ 1967. وأضاف أن الجنود قاموا «بإغلاق المنطقة وبدأوا بملاحقة المنفذين». ونقلت محطة «سكاي نيوز» عن مسؤول بريطاني، لم تذكر اسمه، أن شقيقتين قتلتا في الضفة الغربية المحتلة، أمس الجمعة، كانتا بريطانيتين. وذكر الإعلام الإسرائيلي أن الجيش ما زال يطارد منفذ إطلاق النار في المنطقة، بعد إغلاق منافذ أريحا ونابلس لمنع هروبه. وأضاف الإعلام الإسرائيلي أن منفذ إطلاق النار في الأغوار هرب سيراً على الأقدام بعد تضرر سيارته. وأضافت المصادر أن الجيش الإسرائيلي أغلق بشكل تام منطقة عملية إطلاق النار في الأغوار ونشر حواجز متنقلة لمنع فرار منفذ العملية، مع العلم أن الجيش وصل بعد 30 دقيقة من وقوعها.
من جهة أخرى، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، إن 130 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى. وجاءت الصلاة بعد سلسلة اقتحامات من القوات الإسرائيلية للمسجد في الأيام الأخيرة أدت إلى إصابة عشرات واعتقال مئات وتصعيد إسرائيلي في قطاع غزة. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت في بيان، أمس الأول الخميس، نشر 2300 من عناصرها في مدينة القدس المحتلة. وأغلقت الشرطة كل محيط البلدة القديمة وباب العامود وشارع صلاح الدين، وأيضاً الشوارع المؤدية إلى الشيخ جراح. وسمحت فقط لسكان المنطقة الدخول بمركباتهم. وشهدت الشوارع في القدس الشرقية، اختناقات مرورية بسبب ارتفاع أعداد المصلين. ومنعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين الذكور دون سن 55 عاماً من سكان الضفة الغربية، وجميع سكان غزة من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، اعتقال 15 شخصاً في بلدة القدس القديمة بعد انتهاء صلاة الجمعة، بذريعة «التلويح بأعلام فلسطينية وترديد هتافات تحريضية»، على حد تعبيرها.(وكالات)
