عادي
يستهلك الموارد ويطلق انبعاثات

ازدهار الذكاء الاصطناعي.. انتكاسة للبيئة

22:49 مساء
قراءة 3 دقائق
مراكز بيانات أمازون الموجودة في فيرجينيا
مراكز بيانات أمازون الموجودة في فيرجينيا

إعداد: مصطفى الزعبي

تظل شركات التكنولوجيا متكتمة بشأن كمية الطاقة والمياه التي تحتاج إليها في تدريب برامجها ونماذجها المعقدة، وهناك سؤال واحد لا يمكن ل«تشات جي بي تي» الإجابة عنه: ما مقدار الطاقة التي تستهلكها؟

وكنموذج للغة الذكاء الاصطناعي، إجابته كالتالي: ليس لديّ وجود مادي أو استهلك للطاقة بشكل مباشر، وبإجابة أخرى: «يرتبط استهلاك الطاقة المتعلق بعملياتي بشكل أساسي، بالخوادم والبنية التحتية المستخدمة لاستضافة وتشغيل نموذج».

ويعد برنامج «Bard» من شركة «جوجل» أكثر جرأة في الإجابة: «بصمة الكربون الخاصة بي هي صفر»، كما يدعي. لكن عند سؤاله عن الطاقة التي يتم استهلاكها في إنشائه وتدريبه، أجاب: «غير معروف للجمهور».

ويمكن أن تبدو برامج الذكاء الاصطناعي غير جوهرية. لكنها مدعومة بشبكات من الخوادم في مراكز البيانات حول العالم، والتي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة لتشغيلها، وكميات كبيرة من المياه للحفاظ على البرودة.

ونظراً لأن برامج الذكاء الاصطناعي معقدة للغاية، فإنها تتطلب طاقة أكثر من غيرها من أشكال الحوسبة. لكن المشكلة هي من الصعب للغاية تحديد مقدارها بالضبط. وكشفت ميتا، الشركة الأم لفيس بوك، على سبيل المثال، في العام الماضي، عن أنها تبني ما اعتقدت أنه أسرع كمبيوتر عملاق في العالم، يسمى «AI Research SuperCluster (RSC)». ولكنها لن تكشف عن مكان وجود الكمبيوتر العملاق أو كيف تم تشغيله.

والآن، ومع اندفاع صناعة التكنولوجيا لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل شيء تقريباً، من البريد الإلكتروني والبحث، إلى تطبيقات توصيل الطعام، وخدمات الصحة العقلية، يحذّر خبراء الصناعة والباحثون من أن النمو غير المنضبط للتكنولوجيا يمكن أن يأتي بكلفة بيئية كبيرة.

مراعاة الاستدامة

قالت ساشا لوتشيوني، عالمة المناخ في شركة «Hugging Face»، وهي شركة أمريكية تطور أدوات لبناء التطبيقات باستخدام التعلم الآلي: «هذا الاستخدام الكبير للذكاء الاصطناعي، يجلب معه الحاجة إلى الكثير من الطاقة، ومع ذلك، فإننا نشهد هذا التحول في الأشخاص الذين يستخدمون نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، لمجرد أنهم يشعرون أنه ينبغي عليهم ذلك، دون مراعاة الاستدامة». وتعد ساشا لوتشيوني واحدة من حفنة من الباحثين الذين حاولوا تقييم الانبعاثات الناتجة عن إنشاء نماذج محددة للذكاء الاصطناعي.

وفي ورقة بحثية، حسبت الباحثة وفريق عمل، كمية الطاقة المستخدمة لتدريب نموذج اللغة الكبير الخاص ب«Hugging Face»، على كمبيوتر بلوم العملاق، والطاقة المستخدمة لتصنيع أجهزة الكمبيوتر العملاق وصيانة بنيته التحتية، والكهرباء المستخدمة لتشغيل البرنامج بمجرد إطلاقه. ووجدت أنها ولدت نحو 50 طناً مترياً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 60 رحلة جوية بين لندن ونيويورك.

وقالت ساشا لوتشيوني: «بالنسبة إلى أحدث طراز من تشات جي بي تي وهو جي بي تي 4، لم تذكر الشركة المصنعة أي شيء حول مدة أو مكان تدريبه، أو أي شيء على الإطلاق عن البيانات التي يستخدمونها؛ لذا بشكل أساسي، فهذا يعني أنه من المستحيل تقدير الانبعاثات».

وقت أطول

وفي الوقت نفسه، أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي الأحدث، أكبر وأكثر كثافة في استخدام الطاقة، وتتطلب استخدام وحدات معالجة رسومات أكثر قوة، وتستغرق وقتاً أطول للتدريب باستخدام المزيد من الموارد والطاقة.

والأمر الأكثر غموضاً هو كمية المياه المستهلكة في إنشاء واستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة. وتستخدم مراكز البيانات الماءَ في أنظمة التبريد التبخيري، لمنع ارتفاع درجة حرارة المعدات. وقدرت إحدى الدراسات غير الخاضعة للمراجعة العالمية، بقيادة باحثين في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، أن تدريب «GPT3» في أحدث مراكز البيانات الأمريكية التابعة لشركة مايكروسوفت، قد يستهلك 700,000 لتر من المياه العذبة.

ويمكن أن يختلف العدد الفعلي للترات المستخدمة بشكل كبير، بناءً على مكان وزمان تدريب GPT-3، فإذا كان التدريب في أريزونا على سبيل المثال، ستكون هناك حاجة إلى الكثير من المياه لمنع ارتفاع درجة حرارة الخوادم، بينما في وايومنغ، قد يستخدم المركز كمية أقل من المياه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8527ms

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"