عادي

تعرف إلى يوميات ناشر حول العالم

20:39 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: الخليج

يسافر البشر، ويكتب المؤلفون ما يؤمنون بمعناه، وهذا هو الفرق بينهم، فالمؤلفون يكتبون بحثاً عن أنفسهم، حتى حين يسافرون بحجة العمل، وبشكل ما لتخفيف ما بداخلهم، كما يختلف النظر إلى العالم عبر عيني الكاتب تماماً عن النظر إليه عبر عدسات كاميرا أو كلام معتاد للكتيبات السياحية، فنحن ننظر إلى ما يكمن ويتوارى خلف المرئي والعالمي، وهذا هو السبب في أن مذكرات السفر، تمثل تحدياً دائماً للكاتب، ففهم الجانب الإضافي أو الزاوية غير المرئية، يمثل تحدياً اليوم تماماً، كما كان قبل مئتي عام.

يحتفظ الكتاب دون تخطيط غالباً، بمذكراتهم، ليس لنشرها، وإنما بوصفها مخزوناً دائماً لمواد أصيلة حقيقية، تصبح في متناول أيديهم عاجلاً أم آجلاً، والأشخاص الذين يكتبون يومياتهم يحتفظون بها لأنفسهم، ومن المنطقي عموماً التخلص منها في النهاية، وإن لم يفعلوا أو حتى إن نشروها، فإنهم في الواقع يحتفظون بها للآخرين أيضاً.

أما في ما يخص هذا الكتاب وعنوانه «رحلات ناشر حول العالم» لمؤلفه نيناد سابونيا (أصدرته دار العربي للنشر والتوزيع بترجمة نانسي محمد) فالأمر يتعلق بشخص ما، صار كاتباً، بفضل تجربته الشعرية مع العالم، وصار يسافر لعمله الحالي، بصفته ناشراً ومحرراً، ويعتقد دون سبب وجيه أن اليوميات يمكن أن تكون دليل سفر، ولذا فهو يفتح لك بعضاً من صفحات مذكراته.

جميع الرحلات المدرجة في الكتاب مكتوبة بوصفها مذكرات مرتبطة حصرياً بالشؤون الأدبية، وقد نشر المؤلف مقتطفات من يوميات حول الإقامة في مدن مختلفة عام 2016 وتحدث معظمها في عوالم موازية من معارض الكتب، بناء على طلب محرري الصحف التي نشرت فيها هذه المقتطفات، ولاحقاً بطلب من قراء مختلفين، وأصبحت اليوميات متاحة لقراء المجلات الأدبية، وشاركها الناس على فيسبوك ومنصات أخرى عبر الإنترنت.

الكتاب ينتمي إلى أدب الرحلات وإلى نوع معين من اليوميات والسيرة الذاتية، ويأخذنا الكاتب في جولة معه كناشر أعمال أدبية إلى أماكن وثقافات مجهولة ومختلفة حول الكرة الأرضية، حيث يزور العديد من المعارض في بلاد كثيرة، وهو ما يعرضه للكثير من المواقف ويجعله يتعرف إلى أفكار عدة، ومقابلة العديد من الشخصيات المتباينة، ويرى من خلال رحلته هذه ضرورة تسجيل اليوميات والأحداث المثيرة، والتي تعرف القارئ بصورة جديدة تماماً عن عالم النشر والناشرين.

ضمن المعارض التي شارك فيها المؤلف كناشر، معرض بكين للكتاب، وهو يرى أن الصين القديمة والحديثة لا تزال تناضل من أجل مستقبل أفضل، رسم منذ زمن بعيد.

وفي آخر يوم له في بكين يكتب المؤلف: «كل رحلة في الأساس رحلة إلى المستقبل الممكن لأنه هناك، بعيداً عن الموت، الشيء الوحيد المتبقي بالنسبة لي على متن الطائرة هو مواصلة قراءة كتاب «القلق» لفرناندو بيسوا الذي حملته معي طوال الطريق إلى بكين».

نيناد سابونيا كاتب صربي، ولد عام 1964 له الكثير من الأشعار، التي تعد علامات في الشعر الصربي المعاصر، وقد بدأ في تأسيس دار نشر خاصة به عام 2002 وحصل على عدة جوائز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckypxwz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"