رحلة الإمارات إلى الفضاء

أُرسلت العديد من الرحلات العلمية إلى الفضاء؛ حيث بدأت من خلال المركبات الفضائية ثم ضمت روّاد الفضاء، وانطلقت بعد ذلك العديد منها، والتي مكّنت البشر من دراسة القمر والكواكب والنجوم بشكل أوسع، ووضعت خططاً مستقبلية لمزيد من التطلعات التي تخدم الإنسانية برمتها.
أوفت الإمارات بوعد قطعته على نفسها قبل نصف قرن من الزمن بأن تصبح عضواً في نادي الكبار في عالم الفضاء، فالصعود إليه كان خيالًا عند الشعراء والعشاق، فارتحلوا إلى القمر والكواكب في أشعارهم، فحوّلته الإمارات وهي تقود أحلام وطموحات الشعوب العربية من خانة المستحيل والخيال إلى عالم الممكن والحقيقة، عبر رؤى استشرافية وعمل مؤسسي محترف والتخطيط بعيد المدى لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر (المريخ).
فقد شهدت دولتنا تطوراً كبيراً فاق الكثير من الدول في مجالات مُختلفة؛ إذ تعتزم الإمارات أن يكون الفضاء أحد قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية، وتلبيةً لحُلم المغفورله بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تم تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، ويعتبر البرنامج الإماراتي لرواد الفضاء أحد مشاريع البرنامج الوطني، حيث يعمل على إنشاء البنية التحتية لهذا لقطاع، وإعداد فريق وطني من رواد الفضاء الذين سيحققون تطلعات الدولة في الريادة العلمية.
ففي عام 2019 انطلق هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية، وستكون (نورا المطروشي) أول رائدة فضاء عربية، حيث وقع عليها الاختيار لتكون ضمن الدفعة الثانية في برنامج الفضاء الإماراتي.
وتتخطى أهداف دولتنا الحبيبة في التعرف إلى كوكب المريخ والقمر؛ إذ تتجلى مساعيها في بناء الموارد البشرية الإماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على البشرية جمعاء، فوضعت في قائمة أولوياتها أبناء شعبها والشعوب العربية، وفتحت لهم باب التدريب المناسب ورعاية المبدعين منهم، فأرسلت رواد فضاء إلى المحطة الفضائية الدولية في خطوةٍ هي الأولى عربياً؛ حيث تعتزم إرسال العديد منهم مُستقبلاً لتمكين الشباب الإماراتي والعربي، وترسيخ دورهم في مجال الفضاء.
وعليه فقد أثبتت دولتنا مكانتها بين الدول الرائدة، بالإضافة إلى إبراز الهوية الإماراتية العربية في كافة المحافل والمجالات الحياتية، فعملت على زيادة التعاون الدولي فيه من خلال تحقيق الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء، وأكدت الإنجازات المتعددة كذلك بداية من إطلاق مسبار الأمل لزيادة المعرفة بالمريخ، وصولاً إلى الأقمار الصناعية، فالإمارات ماضية في تنفيذ استراتيجياتها لتطوير قطاع الفضاء والاستثمار فيه، فأثبتت أن طموح قيادتها وشعبها لا حدود له وأن المستحيل ليس إماراتياً.
[email protected]