عادي
دول أوروبية: لا للذخيرة العنقودية

انقسام بين أوكرانيا وحلفائها حول «القنابل العنقودية».. وموسكو: أسلوب إرهابي

19:30 مساء
قراءة 5 دقائق

الخليج : متابعات
رحبت كييف بقرار الولايات المتحدة إرسال قنابل عنقودية إليها، وقالت إنها «ستسهم في استعادة الأراضي الأوكرانية»، وذلك عقب إعلان البيت الأبيض تزويد أوكرانيا بالذخيرة العنقودية، لاستخدامها في الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف: «إن الذخائر ستسهم في إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين»، مضيفاً أن كييف ستلتزم بشكل صارم بتسجيل استخدامها للذخائر وتبادلها للمعلومات مع شركائها.
وكتب ريزنيكوف على تويتر: «ستستخدم أوكرانيا هذه الذخائر فقط لتحرير أراضينا المعترف بها دولياً، لن تُستخدم هذه الذخائر في الأراضي الروسية المعترف بها رسمياً».
أسلوب إرهابي
من جانبها، تعتبر موسكو تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بقنابل عنقودية، أنه «أسلوب إرهابي ودليل على الضعف»، ويهدف لإطالة الصراع حتى آخر أوكراني.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية يهدف إلى إطالة أمد الأزمة.
وأوضحت أن: «قرار إدارة جو بايدن بتزويد النظام في كييف بالذخائر العنقودية، هو مظهر صارخ للنهج العدواني للولايات المتحدة المناهض لروسيا، والذي يهدف إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا والحرب حتى آخر أوكراني».
ومن جانبه، أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الفيدرالية الروسي، فيكتور بونداريف، السبت، أن استخدام الذخائر العنقودية هو «أسلوب إرهابي» في القتال، وسترد روسيا استجابة للضرورة العسكرية، وقد يناقش مجلس الاتحاد الروسي الوضع.
وأشار النائب الروسي، بحسب المتحدثة باسمه: «القنابل العنقودية محظورة بموجب القانون الدولي (اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008)، لم تصادق روسيا والولايات المتحدة على هذه الاتفاقية، بدأت الذخائر التقليدية في الولايات المتحدة في النفاد، سيعاني السكان المدنيون من استخدام القنابل العنقودية».
وبحسب تصريحات النائب بونداريف، فإن هذا «أسلوب إرهابي في القتال»، قائلاً في البيان: «سترد روسيا استجابة للضرورة العسكرية وسيتم تدمير مستودعات العدو التي تحتوي على الذخائر العنقودية».
وأضاف: «حماية مواطني روسيا تعد أولوية للسلطات الحكومية الروسية، وعند استخدام القنابل العنقودية من قبل أوكرانيا، يمكن أن يناقش مجلس الفيدرالية الروسي هذا الموضوع».
وفي تصريحات لوكالة أنباء روسية أكد الخبير الاستخباراتي الأمريكي السابق، فيل جيرالدي، لوكالة «سبوتنيك» «بأن قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية لن يساعد كييف في ساحة المعركة، لكنه سيعرض حياة السكان المدنيين للخطر».
وقال جيرالدي: «هذا يدل مرة أخرى على نفاق إدارة بايدن، التي نددت في وقت مبكر من العام الماضي باستخدام مثل هذه الأسلحة المنسوبة إلى روسيا».
وتابع: «الذخائر العنقودية لن تضمن النصر لأوكرانيا، التي تخسر هجومًا مضادًا مدعومًا بنشاط من قبل الناتو، وأوروبا والولايات المتحدة، ولكنها ستقتل السكان المدنيين، وأجزاؤها غير المنفجرة ستكون لعنة على الأراضي الزراعية لسنوات عديدة».
وأشار جيرالدي إلى أن الولايات المتحدة لم توقع اتفاقيات دولية تحظر الأسلحة، والتي يعد معظم الدول استخدامها جريمة حرب، مثل استخدام الأسلحة الكيميائية.
حلفاء أوكرانيا
رفضت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبليس، فكرة إرسال قنابل عنقودية كانت قد أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتزويد أوكرانيا بها، لمساعدتها في إسراع وتيرة هجومها المضاد الذي تشنّه ضد القوات الروسية، وأكدت بريطانيا التزامها باتفاقية أوسلو.
وقالت مارجريتا روبليس، السبت، إنه ينبغي عدم إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، رغم التزام إسبانيا بمواصلة حشد المساعدات لكييف، وأكدت: «لا للقنابل العنقودية ونعم للدفاع الأوكراني المشروع الذي نفهم أنه ينبغي ألا ينفذ بالقنابل العنقودية».
وأضافت للصحفيين خلال تجمع في مدريد قبيل الانتخابات العامة المقررة في 23 يوليو/ تموز: «إسبانيا.. بناء على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، لديها أيضاً التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف».
وقالت روبليس إن قرار إرسال القنابل العنقودية اتخذته حكومة الولايات المتحدة، وليس حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه إسبانيا.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت، إن بلاده من بين الدول الموقّعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها وتحث على عدم استخدامها، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها تزويد أوكرانيا بها.
وأضاف سوناك للصحفيين: «سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا في الحرب المستمرة من 500 يوم».
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في وقت سابق الجمعة، إن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وذلك بعد يوم من إعلان مسؤولين أمريكيين إن واشنطن تعتزم تزويد كييف بهذه الأسلحة، التي تلقى تنديداً واسعاً لتسببها في قتل وتشويه المدنيين.
وتعارض منظمات حقوقية مثل هذه الخطوة، وقالت بيربوك إن ألمانيا تعارض ذلك أيضاً، بصفتها من بين 111 دولة عضواً في اتفاقية الذخائر العنقودية، والولايات المتحدة ليست طرفاً في المعاهدة.
ولدى سؤالها عن الخطوة الأمريكية المرتقبة، قالت بيربوك للصحفيين بمؤتمر للمناخ في فيينا: «تابعت التقارير الإعلامية، بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو، فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة»، في إشارة لاتفاقية الذخائر العنقودية التي أتيحت للتوقيع عليها في العاصمة النرويجية في عام 2008.
أمريكا بين الرفض والتأييد
وأوصت النائبة عن الحزب الديمقراطي بيتي ماكولوم، السلطات الأمريكية للتخلص من مخزونها من الذخائر العنقودية، بدلاً من تسليمها لأوكرانيا.
وأوضحت ماكولوم على صفحتها الإلكترونية أن «قرار إدارة الرئيس جو بايدن لتزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية خطوة لا داعي لها، وهو خطأ فادح، وبصفتي مؤيدة قوية لسياسات إدارة بايدن في أوكرانيا، يجب أن أصرح بأقوى العبارات الممكنة عن معارضتي المطلقة لنقل الذخائر العنقودية»، مؤكدة أنه «يجب إزالة هذه الأسلحة من ترساناتنا وعدم نقلها إلى أوكرانيا».
وأضافت النائبة الأمريكية، أن توريد «ذخائر عنقودية أمريكية عفا عليها الزمن» إلى ساحة المعركة في أوكرانيا يقوض سلطة واشنطن، كما يتعارض بشكل مباشر مع موقف حلفائها في الناتو.
ووفقاً لماكولوم، فإن هذا النوع من الأسلحة لا يجلب سوى «المعاناة والموت»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنوياً، للتخلص من الذخائر التي تعود إلى حقبة فيتنام في لاوس والتي «تواصل قتل وتشويه» المدنيين.
علي النقيض، يرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن « إرسال الذخائر العنقودية لأوكرانيا ضرورة علي الرغم من أننا ندرك أن الذخائر العنقودية تشكل خطراً على المدنيين جراء الذخيرة التي لم تنفجر، وهذا هو سبب تأجيلنا للقرار لأطول فترة ممكنة».
وأضاف سوليفان للصحفيين، الجمعة: «لكن يوجد أيضاً خطر كبير يتمثل في إلحاق الأذى بالمدنيين إن اجتاحت القوات والدبابات الروسية مواقع أوكرانية، وسيطرت على مزيد من الأراضي الأوكرانية وأخضعت المزيد من المدنيين الأوكرانيين، لأن أوكرانيا لا تملك ما يكفي من المدفعية».
وقال ريزنيكوف إن الجيش لن يستخدم الذخائر العنقودية في المناطق الحضرية، وسيستخدمها فقط لاختراق الدفاعات الروسية.
دعوة لعدم الاستخدام
بدورها، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» كلاً من روسيا وأوكرانيا إلى الكف عن استخدام الذخائر العنقودية، وحثت الولايات المتحدة على عدم توفيرها.
ويحظر قانون صدر عام 2009 تصدير الولايات المتحدة الذخائر العنقودية التي تتجاوز معدلات فشل القنابل الصغيرة فيها الواحد في المئة، وهو ما ينطبق تقريباً على كل مخزون الجيش الأمريكي.
ولكن بوسع بايدن تجاوز الحظر كما فعل سلفه دونالد ترمب في يناير 2021، للسماح بتصدير تكنولوجيا الذخائر العنقودية إلى كوريا الجنوبية.
والذخائر العنقودية محظورة من قبل أكثر من 100 دولة، بما في ذلك إسبانيا، وتطلق هذه القنابل أعدادًا كبيرة من القنابل الأصغر التي يمكن أن تقتل بشكل عشوائي على مساحة واسعة، تلك التي لا تنفجر تشكل خطراً لعقود.
ويحظر قانون صدر عام 2009 تصدير الولايات المتحدة الذخائر العنقودية التي تتجاوز معدلات فشل القنابل الصغيرة فيها الواحد في المئة، وهو ما ينطبق تقريباً على كل مخزون الجيش الأمريكي، ولكن بوسع بايدن تجاوز الحظر كما فعل سلفه دونالد ترامب في يناير 2021، للسماح بتصدير تكنولوجيا الذخائر العنقودية إلى كوريا الجنوبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pd4224p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"