عادي
صيفنا ثقافة

إسماعيل الدولي: قصيدة النثر تحررنا من النمطية

15:23 مساء
قراءة دقيقتين
إسماعيل الدولي: قصيدة النثر تحررنا من النمطية

يقبض الشاعر إسماعيل الدولي البلوشي، على جمر الكتابة وهو مأخوذ بجماليات الصورة، فالإيقاع الخفي يتسلل بين كلماته، ومنذ فترة التسعينات من القرن الماضي وهو يشارك في المشهد الأدبي، إذ ينتمي إلى كتاب قصيدة النثر وهو يرتشف من ماء الخيال بغزارة، وينتقي من اللغة ما يشيع جملته الشعرية التي تمتلك حضورها الخاص، وإلى جانب مغامراته النثرية فهو أيضاً يطير بجناح آخر في عالم الشعر من خلال كتابة القصيدة النبطية التي أطلقت العنان لروحه في أن يشكلها على غرار أسلافه في التأريخ لبيئة المكان، والانغماس في تشكيل صور وجدانية، ومن ثم الغناء للوطن، وهو في هذه الأيام يعيد ترتيب أوراقه الشعرية ويستعد لنشر دوانين، أحدهما فصيح، والآخر نبطي، بخاصة أنه يعيش حالياً حالة توهج مع الكتابة، ويحاول أن يكون قريباً من القارئ من خلال طرق أبواب النشر.

يستمد الدولي صوره الشعرية في قصيدة النثر من المحيط الذي يعيش فيه، فهو يمتلك حساً إبداعياً صادقاً، ويكتب بشغف من خلال تجربته الحياتية، حيث يسكنه البحر الذي يعد من أكثر عناصر الطبيعة الإماراتية إلهاماً له، ويتناول في الديوان النثري الذي يعده حالياً للنشر موضوعات ذاتية، وعاطفية، وإنسانية، إذ يرى أن قصيدة النثر منذ ظهورها إلى الآن وهي تجدد دماء اللغة، وتبعث روحاً جديدة في الأدب العربي، خصوصاً أنها تحتاج إلى مهارة من نوع خاص في التعامل مع آلياتها، وهو على الرغم من قدرته على النظم بشكل إيقاعي، إلا أنه ينجذب إلى بنية القصيدة النثرية التي تمنحه القدرة على التحرر من النمطية، ومن ثم التحليق مع الخيال، ومحاولة بث أفكاره وصوره وخيالاته في أفق مفتوح، ويحرص الدولي في هذه الفترة على اقتناء عدد من قصائده لنشرها في ديوان، بحيث لا تزيد على 30 نصاً يعبر من خلالها عن تجربته الطويلة مع الكتابة النثرية، إذ يعتز بالجيل الذهبي لقصيدة النثر، ويعتز أيضاً بلقب «الدولي» الذي أطلقه عليه الشاعر هاشم المعلم، إذ بات معروفاً بين جيله به إلى الآن.

وفي تجربة أخرى تبرز إخلاصه للشعر النبطي، يواصل الدولي كتابة قصائده الشعبية في مضامين مختلفة، فهو يميل إلى تجسيد روح البيئة التي عاش فيها، وينشد في صفاء للوطن، ويكتب في مضامين الحب والحنين والعاطفة الإنسانية الجياشة، إذ يمتلك رصيداً من الأشعار النبطية، وهو يعد الشعر الشعبي جزءاً وركناً مهماً من أركان الهوية، ولا يشعر مطلقاً بأن شعره الفصيح يؤثر في إبداعه النبطي، فهو يكتب في المجالين بحب وانتماء حقيقي للشعر الذي يعده أجمل ما في الحياه، فضلاً عن أنه دائماً يضع على طاولة القراءة في بيته الكثير من كتب الشعر، حتى يمتلئ ذهنه بالصور الرقيقة، والخيال العذب طوال الوقت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye2xbn5z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"