في بيتنا مراهق

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

«المراهقة» قد تكون أصعب مرحلة يشعر فيها الوالدين بفقدان التوازن في معادلة تربية الأبناء، وكأنهما دخلا فجأة مرحلة الصراع مع الابن والابنة وهما لا يفهمان لماذا حصل هذا «الشرخ» بينهما وبين أبنائهما، وكيف اختل التوازن ولم يعد التفاهم وحسن التواصل ممكناً؟! هل المشكلة في الوالدين أم في طريقة تربيتهما لأولادهما أم المشكلة في «هذا الجيل» أم في عوامل تغير الزمن؟.
أسئلة يطرحها كل أب وأم، وصراع تختلف حدته بين أسرة وأخرى لكنه موجود في كل بيت، بل هناك من يرفعون شعار «في بيتنا مراهق» وهم يتحدثون عن «الأزمات» التي يعيشونها في أسرهم، فالتقلبات التي تحصل لكل مراهق ومراهقة للأسف لا يفهم كل الآباء أنها تحصل بشكل طبيعي وتلقائي وليست عنداً من المراهق و«نكاية» في أهله، ولا يجيد من لا يستوعب أهمية وحساسية هذه المرحلة كيفية تجاوزها «بسلام» وكيفية النزول من علياء الأبوة للتمكن من فهم المراهق والتواصل معه باللغة التي يجيد فهمها واستيعابها بدل التوقع منه أن يرتفع هو إلى مستوى نضج الكبار وفهم الحياة بكل حكمتها بعيداً عن مطبات الطيش والأخطاء التي لو لم يقع كل منا فيها ما تعلمنا دروس الحياة بكل حلوها ومرّها. 
الحديث عن أهمية ودقة مرحلة المراهقة وكيفية تعامل الوالدين معها ليس جديداً، لكن يلفتنا إليه اليوم ويعيد حثنا على التطرق إليه ما أوردته مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، عن أن المراهقة هي مرحلة النمو والتطوّر والاستقلالية عن الوالدين، وأن «هناك 12 مهارة مهمة يحتاج إليها المراهق لتنمية قدراته الأساسية، وهي: الوعي الذاتي، والتعاطف، والتفكير النقدي، والتفكير الإبداعي، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، وتأكيد الذات، والمهارات الاجتماعية والتواصل الفعال، وإدارة المصروفات، و، وإدارة الوقت».
نقاط لو دققنا فيها لتمكن كل ولي أمر من فهم واستيعاب ما يمر به ابنه وابنته وسيتمكن من تقريب المسافة وإيجاد نقطة التقاء يستطيع من خلالها التواصل معهما، فالمراهق يمر بمرحلة التعرف إلى الذات والسعي إلى تحقيقها علماً بأنه يمر بمرحلة «الأحلام» الكبرى التي يرى من خلالها المستقبل ويسعى لأن يكون له مكانة عظيمة فيه، من هنا يصطدم بشدة واقعية الأهل وأحياناً إحباطهم له فيرى فيها هدماً لشخصيته وطموحاته وعدم ثقة بقدراته، ولا يستطيع رؤية «النصيحة» بأنها ناجمة عن تراكم خبرات لدى الأهل. 
مهمة النقاط التي لفتت إليها مؤسسة التنمية الأسرية، ومهم أن يعرف أولياء الأمور كيف يتجاوبون ويستوعبون وكيف يجيدون التفكير من وجهة نظر المراهق والعصر الذي يعيشه ومتطلباته كي يتمكنوا من حسن توجيهه كي يتجاوب معهم ولا ينفر منهم.
من أبرز النقاط التي تشدد عليها المؤسسة «المهارات الاجتماعية مهمة للمراهق، عبر القدرة على الحوار والتحدث أمام الآخرين، وبناء علاقات اجتماعية صحية والحفاظ على العلاقات مع مرور الزمن وتكوين الصداقات»، فلنكن قدوة صالحة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3mupbxj9

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"