مجتمع الصم.. قاعدة استهلاكية غير مستغلة

21:17 مساء
قراءة دقيقتين

فيتالي بوتابتشوك *

تعد القدرة على تمييز الأسواق غير المستغلة والتعرّف إليها أمراً ضرورياً لتحقيق النمو، ويبرز مجتمع الصم كأحد هذه الأسواق ذات الإمكانات الهائلة، إذ يواجه الصم وغيرهم ممن يعانون ضعفاً حاداً في السمع عوائق كبيرة تقف أمام قدرتهم على التواصل، ناهيك عن الثغرات الهائلة في المعلومات بعالم تهيمن عليه اللغة المنطوقة والمكتوبة.

وتمثل استضافة أبوظبي للمؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للصم في عام 2027، فرصة للشركات لترسيخ مكانتها لمساعدة هذه الفئة من المستهلكين والتعرف إلى رغباتهم وتلبيتها على نحو أفضل.

يصل عدد الصم إلى نحو 1.5 مليار شخص حول العالم، لذا يمثلون قاعدة كبيرة من المستهلكين بإمكانات وقدرات استهلاكية وشرائية كبيرة غير مستغلة. ومن خلال التعرف إلى هذه العوائق وإيجاد حلول لها، ستتمكن الشركات من إطلاق الإمكانات الهائلة لمجتمع الصم كمستهلكين ومساهمين قيّمين في منظومة الأعمال اليوم.

ووفقاً لتقرير أكسينتشور (Accenture)، حققت الشركات التي حرصت على دمج أصحاب الهمم أكثر من 4 مرات من إجمالي عائدات المساهمين بمرور الوقت.

لذلك، فإن تطوير منتجات وخدمات تلبي الاحتياجات المتنوعة لأصحاب الهمم، بما في ذلك مجتمع الصم، كفيل بتمييز الشركات عن غيرها في بيئة الأعمال التنافسية.

إن إساءة معاملة الصم، يمكن أن يؤدي إلى أضرار كبيرة، حيث أفاد أكثر من نصف المستهلكين (57%) الذين شملهم استطلاع «ديلويت» بأنهم أكثر ولاءً للشركات الملتزمة بمعاملة الجميع بالمثل. وعليه، فإن الحرص على تكوين قوة عاملة متعاطفة يعني استثمار الشركات في تدريب الموظفين على ثقافة الصم، واستراتيجيات الاتصال الفعالة، ولغات الإشارة.

وتمكّن برمجيات حديثة العملاء الصم من مسح رمز الاستجابة السريعة ببساطة، من خلال تطبيق فيديو خاص للصم ومن التواصل مع مترجم لغة الإشارة، وتتيح هذه الخدمة للعميل إمكانية التواصل السلس لضمان شرح احتياجاتهم وفهمها بدقة، وبالتالي التنبه والاستجابة لها.

ومن الأهمية بمكان أن تصبح المنصات الرقمية والمحتوى المتوفر عبر الإنترنت في متناول الصم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير نصوص مكتوبة مصاحبة لمقاطع الفيديو والمحتوى الرقمي. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 5% بالعالم ضعفاً حاداً في السمع، أي أن هناك ما يقرب من 460 مليون شخص غير قادر على الوصول إلى خدمات وعروض الشركات في حال عدم استخدام هذه الشركات لنصوص توضيحية.

وفقاً لبحث أجرته مجموعة «Return on Disability»، أبلغ أصحاب الهمم عن معدل فشل بنسبة 75–80% في تجاربهم كعملاء، ويعد دمج الصم في اختبار تجارب العملاء والمستخدمين والحرص على الحصول على أفكارهم وآرائهم حول المنتجات والخدمات وميزات إمكانية الوصول لها ميزة كبيرة لتقديم رؤى قيمة حول العقبات أو الصعوبات المحتملة التي يواجهونها. ناهيك عن الدور الحيوي لتعليقاتهم وآرائهم في فتح المجال للشركات، لإظهار تفانيها في تحقيق الشمولية وتعزيز ثقة المستهلكين.

وتشير بيانات المركز الوطني للصم إلى أن 43% فقط من الصم يعملون، مقارنة ب72% من الأصحاء، ويحقق توظيف الصم تأثيراً إيجابياً مباشراً على الشركات التي تخدم هذه الفئة، ويحسن رضا العملاء وولائهم، ويعزز من أداء الشركات في مشهد الأعمال.

* الشريك المؤسس لمشروع «أمسان» (AMSAAN)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44eywt2v

عن الكاتب

الشريك المؤسس لمشروع «أمسان»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"