عادي

ماكرون يتوعد بالحزم في مواجهة الإرهاب بعد مقتل مدرسين على أيدي متطرفين

16:06 مساء
قراءة 3 دقائق
ماكرون يتوعد بالحزم في مواجهة الإرهاب بعد مقتل مدرسين على أيدي متطرفين

باريس - (أ ف ب)

تُكرّم فرنسا، الاثنين، المدرّس الذي قُتل على يد طالب سابق متطرّف في شمال البلاد، والأستاذ سامويل باتي الذي قُتل قبل ثلاث سنوات، وذلك في وقت دعا فيه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى اعتماد الحزم في مواجهة الأيديولوجيا الإرهابية.

وتعهّد الرئيس الفرنسي، بعد ثلاثة أيام على مقتل المدرّس دومينيك برنار طعناً أمام مدرسة في أراس، بأن تظلّ المدرسة «حصناً في مواجهة الفكر الظلامي» و«ملاذاً» للطلاب والمعلّمين.

وأشار مراسل وكالة فرانس برس إلى أنّ التكريم الذي نُظم وسط تعزيز الأمن بفرنسا في مواجهة التهديد الإرهابي، سبقه تحذير بوجود قنبلة بمدرسته في الصباح، ما استدعى إخلاءها.

وقال ماكرون إنّ مقتل المدرّس برنار «يذكّر بشكل مأساوي باغتيال» المدرس سامويل باتي، الذي قُطع رأسه على يد متطرف في إحدى الضواحي الباريسية قبل ثلاث سنوات، بعد أن عرض رسوماً كاريكاتورية تمثل «النبي محمد» خلال الفصل الدراسي.

وتخليداً لذكراهما، تقرر الاثنين الوقوف دقيقة صمت في جميع المدارس بفرنسا عند الثانية بعد الظهر (12 ظهراً بتوقيت غرينتش)، فيما تمّ تأجيل وقت استئناف الدراسة في المدارس إلى الساعة العاشرة صباحاً لإتاحة الوقت للمناقشات بين الطلاب والمعلّمين.

وقال وزير التربية الوطنية غابرييل أتال، الأحد، متحدثاً عن المعلمين: «إنّ الذي قُتل واغتيل هو واحد منهم». وأضاف: «سيتمكّنون معاً من إيجاد الكلمات لمخاطبة طلابهم والإجابة عن أسئلتهم»، مؤكداً أنه لن يتم التسامح مع «أي استفزاز» خلال هذا التكريم.

أدى هجوم أراس الذي نفّذه شاب يبلغ من العمر 20 عاماً ولد في روسيا ومتّهم بالتطرّف، وأسفر عن جرح ثلاثة أشخاص أيضاً، إلى إحياء المخاوف في البلاد خصوصاً بين المعلّمين.

  • مُسجل متطرف

قبل بداية التكريم، قال أحد مستشاري الرئيس للصحفيين، إنّ ماكرون يريد أيضاً من وزرائه أن «يجسّدوا دولة غير متسامحة تجاه كلّ من يعبّرون عن الكراهية والأيديولوجيات الإرهابية».

وسيترأس ماكرون اجتماعاً أمنياً جديداً ظهراً بحضور عدد من الوزراء ورئيس أركان القوات المسلّحة ورؤساء الاستخبارات.

كذلك، طلبت الحكومة «إعادة النظر دقيقة» في جميع «الحالات... المرتبطة بالأجانب الذي هم في وضع غير نظامي».

ووفق الرئاسة، يتضمّن ذلك «التأكّد من ترحيل جميع المتطرّفين الذين يمكن طردهم أو تسريع الإجراءات، وإعادة التحقّق من عدم وجود أيّ ثغرة، وأننا قد ذهبنا إلى الحد الأقصى من الإجراءات».

يتحدّر مهاجم أراس محمد موغوشكوف من جمهورية إنغوشيا الروسية في القوقاز، وكان قد أُدرج في «الملف إس» لأمن الدولة وأخضعته الاستخبارات المحلية للمراقبة مؤخراً. وكان قد تمّ ترحيل والده في عام 2018 بتهمة التطرّف، كما سُجن شقيقه الأكبر لمشاركته في هجوم مخطّط له يستهدف الإليزيه.

وفي عام 2014، خضعت عائلة المهاجم لإجراءات ترحيل تم إلغاؤها لاحقاً.

  • إثارة القلق

وُضعت فرنسا، الجمعة، في حالة تأهّب لـ«هجوم طارئ»، وقررت الحكومة نشر 7 آلاف جندي في الداخل، بعد هجوم أراس، وفي مواجهة خطر انتقال أصداء الحرب بين إسرائيل و«حماس» إلى أراضيها.

كذلك، أعلن وزير التربية الوطنية، الذي طلب تعزيز الأمن حول جميع المؤسسات، نشر ألف عنصر أمني من الوزارة.

وقالت ماري ترافير مدرّسة الرياضيات في إحدى المدارس في بيتون بالقرب من رين غرب فرنسا، «السياق العنيف هو ما يقلقني، بالنسبة إلى طلّابي في الصف السادس».

وأضافت: «علينا أيضاً أن نقوم بتمارين (مواجهة) هجوم واقتحام في المدرسة هذا الأسبوع، ونتحدث مرة أخرى عن ما حدث لسامويل باتي. إنه أمرّ مقلق جداً».

من جهته، أشار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي دعا إلى «الطرد المنهجي لأيّ أجنبي... تعتبره أجهزة الاستخبارات خطراً»، إلى احتمال وجود «صلة» بين الهجوم والنزاع الدائر بين إسرائيل وحركة «حماس».

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس: إنّ المهاجم محمد موغوشكوف، «لم يتحدّث» منذ إلقاء القبض عليه. وكان شهود عيان قد أفادوا بأنّه صاح «الله أكبر» عندما طعن المدرّس في أراس. ولا يزال ثمانية أشخاص آخرين رهن الاحتجاز الأحد.

وأوضح غابرييل أتال أنّ «المعلّمين كانوا قد قدّموا بلاغات بحقّ هذا الطالب وإخوته، قبل عدة سنوات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fepjmkj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"