عادي

النازيون يسرقون الكتب

22:41 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة:«الخليج»

بين عشية وضحاها في 1942 وجدت إيفا تروب الفرنسية اسمها واسم أمها وأبيها في قوائم الاعتقال النازية، بين عشية وضحاها وجدت نفسها في فرنسا غريبة عنها، فرنسا التي أحكم العدو قبضته عليها، وساعده على ذلك الخونة، فأصبحت شريدة طريدة في وطنها.

1
النازيون يسرقون الكتب

من قلب أحلك الفترات التي عرفتها البشرية، نتعرف إلى إيفا عاشقة الكتب والرسم التي أصبحت بشكل ما عضواً في حركة مقاومة تعمل فيها المرأة مثل الرجل لتحرير فرنسا، غير أن مقاومتها بلا عنف، وبلا مواجهة مباشرة مع العدو.

هذه رواية حقيقية استلهمت الكاتبة كرستن هارمل فكرتها من مقال قرأته في نيويورك تايمز: نهب ألمانيا النازية الكتب من المكتبات الفرنسية العامة والخاصة قُبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية واندحار ألمانيا النازية.

تكتب كرستن هارمل في نهاية تلك الرواية وعنوانها «كتاب الأسماء المفقودة» (ترجمة دلال نصر الله) تعقيباً توضح من خلاله ملابسات كتابتها، ففي أثناء بحثها لكتابة روايتها السابقة «زوجة صانع النبيذ» التي تقع أحداثها في إحدى المقاطعات الفرنسية، خلال الحرب العالمية الثانية، تعرفت إلى أهمية المزورين في المقاومة، فقد استخدموا قدراتهم الفنية ومعرفتهم العلمية لتزوير مستندات مقنعة سمحت لأشخاص بالنجاة.

مع نهاية روايتها قرأت الروايتين التاليتين: «حياة مزور» للكاتبة سارة كامنسكي، و«مكان جيد للاختباء.. كيف أنقَذ فرنسي واحد آلاف الحيوات خلال الحرب العالمية الثانية» للكاتب بيتر غروس، وهما روايتان لاستكشاف التزوير خلال الحرب، لكنها شعرت بوجود نقص ما، حتى أرسل إليها وكيلها الأدبي عبر البريد الإلكتروني مقالاً منشوراً في نيويورك تايمز عن سرقة النازيين الكتب، وحقيقة أن المكتبات الألمانية لا تزال عامرة بكتب مسروقة من أيام الحرب العالمية الثانية.

في وسط برلين والمكتبة الإقليمية على سبيل المثال يخمن الباحثون أن 3 ملايين ونصف المليون كتاب قد سرقها النازيون، حسب نيويورك تايمز، ويعمل هؤلاء في مكتبة الأبحاث الأوكرانية في جامعة هارفارد، لإعادة الكتب إلى أصحابها، لكن المهمة صعبة خصوصاً بعد مرور 75 سنة، ويمكن في هذا الصدد قراءة كتاب «لصوص الكتب.. نهب النازيين المكتبات الأوروبية» والسباق لإعادة موروث أدبي.

في تلك الرواية تسافر أمينة المكتبة إيفا إلى برلين لتسلّم كتابها الذي يعود إلى القرن الثامن عشر الذي سرق منها قبل عقود، وهذه القصة مبنية جزئياً على قصة مزورَيْن شابين عملا في التزوير بسبب الحاجة –كما حدث لإيفا وأمها في كتاب الأسماء المفقودة– وتبعاً لهذا أنقذا آلاف الحيوات.

نجا كمنسكي -أحد الشابين– من الترحيل وأصبح أحد أهم المزورين العاملين لصالح المقاومة، في باريس، رغم كونه مجرد مراهق في ذلك الوقت، أما أوسكار –الشاب الثاني– فكان في الثامنة عشرة من عمره سنة 1942 حين أُجبر على الهرب من منزله، ومن حسن طالعه أنه علق في قرية جبلية صغيرة تُؤوي آلاف المطلوبين من النازية، من بينهم أطفال رحل أهاليهم.

ومثل إيفا تقريبا بدأ أوسكار تزوير هويتين له ولأمه، لكنه حين وجد نفسه بين أشخاص يشبهونه أخذ يطور طرائق أسرع وأكثر فاعلية مع نهاية الحرب، وقد عملت نساء كثيرات في هذا المجال، وكثير من التفاصيل الواردة في الكتاب مبنية على طرائق تزوير حقيقية استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية.

تقول المؤلفة: خلال كتابة الرواية تكدس على مكتبي معلومات حقيقية عن أشخاص اعتمدوا التزوير، لديّ عشرات النسخ من الجريدة الرسمية الصادرة عام 1944، كما حدث للمزورين في الكتاب، اخترت أسماء بعض الشخصيات من الجريدة.

تخاطب المؤلفة القارئ قائلة: «كلي أمل أنك اكتشفت جديداً في كتاب الأسماء المفقودة، وأن تضع في بالك حقيقة عدم حاجتك إلى نقود أو أسلحة أو منصات ضخمة لتغيير العالم، أحياناً يمكن لشيئين بسيطين كالقلم والخيال تغيير مجرى التاريخ».

كرستن هارمل روائية أمريكية ولدت في مايو 1979، كتبت روايتها الأولى عام 2006، وصدر لها حتى الآن 16 رواية، أما المترجمة دلال نصر الله فهي كويتية ترجمت حتى الآن أكثر من عشرة كتب تتراوح بين السير الذاتية، والروايات، والرسائل، والسينما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/46u4skem

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"