عادي

قصائد تتحدث بلسان الحكمة

15:29 مساء
قراءة دقيقتين
قصائد تتحدث بلسان الحكمة
الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية في قاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها الشعراء، محمد إبراهيم يعقوب من السعودية، علي المؤلف من البحرين، وناصر الغساني من سلطنة عمان، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام الذي أشاد بأمسيات بيت الشعر الممتدة طوال العام على بساط الدهشة، والتي أضفت جمالاً حقيقياً على المشهد الثقافي، خصوصاً في ظل احتضان البيت للعديد من الشعراء أصحاب المواهب الحقيقية.
اتسمت قصائد الشعراء بالبوح الذاتي، والاستفاضة في استجلاء الذكريات، والغوص في اجتراح مضامين تعبر عن الاغتراب والحب، ما يسكن النفس من عواطف وعواصف، بما يعبر عن نماذجهم الشعرية المطروحة التي تتباين في مواقفها ونظرتها للذات والقضايا الإنسانية، وقد التحم الجمهور مع الشعراء وإلقائهم العذب، ودفقاتهم الشعرية المعبرة على جناح الخيال والإبداع.
في بداية الأمسية قرأ الشاعر محمد إبراهيم يعقوب قصيدة بعنوان «حافة يقينٍ ما» التي يفلسف فيها الحياة، ويضمنها الحكمة بلغة جمالية مصفاة، وباستخدام إشارات دالة تبرز مدى قدرته على إضفاء اللمسات الجمالية على المفردات، وهو ما يبلور مشاعره المتقدة في الأبيات فيقول:
مقامُكَ ما جازفتَ تمحو وتشتهي
وكلّ وصولٍ آخر الأمر زائلُ
قرأتَ كتاب الناس سبعين مرّةً
وأوّلُ سطرٍ في الحنوّ التغافلُ
ولا صبر إلا دونهُ ريح يوسفٍ
وتُبطئُ أحياناً إلينا القوافلُ
وقرأ الشاعر علي المؤلف قصيدة «تدري ألفتُك فالتفِتْ لي» التي يحاكي فيها أبو تمام في قوله «كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى»، لكن الشاعر وظف حالته الوجدانية بصور وأخيلة تلائم أجواءه النفسية فيقول:
خذني لأبعدَ ما استطعتَ فليس لي
إلاَّ وجودُك في الوجودِ المقبلِ
قُلْ: وامتحنْ صبري عليكَ ولا تخفْ
منْ جوعِ أسئلتي وفرطِ تعجُّلي
أو لَمْ تربِّي رغبَةً..؟ليستْ لديكَ..؟
لمَ السُّكوتُ..؟وحقِّ من تهوى قُلِ
واختتم القراءات ناصر الغساني وقرأ قصيدة بعنوان «إلاَّك لا وطنٌ» التي يخاطب فيها بعاطفة جياشة محبوبة هي كالوطن، وقد عاد إليها بعد غياب، بما يبرز أسلوبه التخييلي في رصد أدق المشاعر الساكنة في القلب ويستعرض في آن أجملها، فيقول:
ها جئْتُ من سفرٍ، قطعْتُ سرابَهُ
جَلِدًا ولَمْ أعْثَرْ بقَفْرِ الدَّرْبِ
لكِ في فؤادي الآنَ لهفةُ وردةٍ
في عُزْلةِ الوادي لظلِّ السُّحْبِ
لا تُرْبِكيني بالغيابِ حبيبتي
إلاَّكِ لا وطنٌ لهذا الصبِّ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc787459

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"