جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس تحذيراته من أي محاولات رامية لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً رفضه تصفية القضية، واعتبارها خطاً أحمر، لن تقبل به مصر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت معبر رفح أربع مرات من الجانب الفلسطيني لإعاقة دخول المساعدات.
ووسط حضور جماهيري غفير، شارك السيسي في مؤتمر «دعم مصر وفلسطين»، في استاد القاهرة الدولي، والذي بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء فلسطين الذين سقطوا في الحرب التي تشنها إسرائيل والذين بلغوا حتى الآن حوالي 15 ألفاً، بينهم حوالي 6 آلاف طفل.
وأكد السيسي خلال المؤتمر، أن المنطقة العربية تواجه أزمة جسيمة تضاف إلى سوابق التهديدات التي تعاني منها على مدار عقود، موضحاً أن القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية في ظل تصعيد غير محسوب وغير إنساني اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض بما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني.
وأضاف:«إن الطلقات الطائشة لم تفرق بين طفل وإمراة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها ولا ضمير يؤنبها، فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها». كما لفت إلى انه منذ بداية التصعيد في غزة، تحركت مصر منذ اللحظة الأولى، وتواصلت مع كافة الأطراف وتشكلت خلية أزمة من جميع مؤسسات الدولة المعنية تحت إشرافه.
وأوضح السيسي، أن مصر بذلت جهوداً صادقة ومكثفة للحيلولة دون تصعيد الحرب على غزة، ابتداء بعقد أول قمة دولية بالقاهرة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة للحصول على إقرار دولي بضرورة وقف الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لغزة.
وأضاف السيسي: «كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية مشاركة فاعلة وحيوية حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة، كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسرياً، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن حفاظاً على عدم تصفية القضية والإضرار بالأمن القومي لدولنا».
وشدد السيسي على أن مصر كانت في طليعة المساعدين للأشقاء في فلسطين، مشدداً على أن تاريخ كفاحها مقرون بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، مضيفاً:«امتزج الدم المصري بالفلسطيني على مدار 7 عقود، وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني».
ولفت السيسي إلى أن مصر كان لها موقف متعاطف وإنساني، خلال الأزمات في المنطقة، موضحاً: «استقبلنا خلال السنوات الماضية في أعقاب الصراعات التي حدثت في المنطقة ملايين من الأشقاء الذين تضرروا، ولم نتكلم أبدا ولم نشتكِ أبدا ولم نطلب من أحد أبدا أي دعم في هذا الأمر». لافتاً إلى أن مصر تستضيف حالياً 9 ملايين شخص.
وجدد السيسي، تحذيره من المحاولات الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم قائلاً: «نكرر رفضنا لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن». وتابع: «مصر تقول التهجير بالنسبة لنا خط أحمر.. خط أحمر.. لن نقبل به ولن نسمح به». وتابع: «الأمر في القطاع والضفة الغربية مختلف، إذا تركها أهلها فلن يعودوا لها مرة أخرى».
وأكد السيسي حرص مصر على مواصلة فتح معبر رفح لإدخال المساعدات قائلاً: «المعبر لم يغلق أبداً ولكن تم قصف المعبر من القوات الإسرائيلية 4 مرات من الجانب الفلسطينى.. كان مهماً أن نحافظ على أرواح الناس التي تنقل المساعدات وننتبه إلى الإجراءات..وفي النهاية نريد إدخال المساعدات».
