عادي

ثمانية رواد فضاء يشاركون العالم تجاربهم الملهمة من «متحف المستقبل»

22:55 مساء
قراءة 6 دقائق

دبي - وام

شارك رواد فضاء البعثة الاستكشافية ال 69 إلى محطة الفضاء الدولية، رفقة رائد الفضاء هزاع المنصوري، المسؤول عن متابعة البعثة من الأرض، في جلسة رئيسة بعنوان «دروس من الفضاء للأجيال القادمة» انعقدت ضمن فعاليات «منتدى دبي للمستقبل»، الذي يقام في «متحف المستقبل» برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.

وعرض رواد الفضاء خلال الجلسة تجاربهم ومشاهداتهم ومسيراتهم المعرفية الفردية والمشتركة في قطاع الفضاء أمام جمهور منتدى دبي للمستقبل، بعد تسجيلهم مجتمعين ما مجموعه أكثر من 50 ألف ساعة في الفضاء، بما في ذلك خلال المهمة التي استغرقت 186 يومًا على محطة الفضاء الدولية.

وقدّم رواد الفضاء المخضرمون خبراتهم وعرضوا لرؤاهم حول أفضل السبل لترسيخ الفضول العلمي والمعرفي وحب الاستكشاف لدى النشء والشباب، مع التركيز على أهمية التعليم المتقدم والمتطور باستمرار لمواكبة أحدث مستجدات استشكاف الفضاء وصناعاته وإعداد جيل مستقبلي واعٍ وواعد وشغوف بسبر أغوار قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل البشرية.

وقال رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أحد أعضاء البعثة الاستكشافية ال69.. إن دولة الإمارات بدعم من القيادة الرشيدة، حققت قفزات طوت الزمن واختصرت المراحل في استكشاف الفضاء.

وأكد أن التجارب العلمية المشتركة هي أهم ما تحققه مهام الفضاء لمستقبل الإنسانية، لافتاً إلى أن دعم العائلة الأسرة الكبيرة في دولة الإمارات جعل رواد الفضاء الإماراتيين يركزون على مهامهم في الفضاء، ومواصلة التدريبات والتمارين.

وقال النيادي إن روح الفريق الواحد هي الأساس في نجاح أي مهمة فضائية، مشيراً إلى أهمية تمارين بناء الفريق التي تشرك الجميع وتحقق هدف المهمة الفضائية، لافتاً إلى أن تدريباته شملت رحلات مع طاقم المحطة الفضائية، وقضاء الوقت كفريق معاً حتى أصبح الجميع أصدقاء.

وأوضح أن قيامه بالسير في الفضاء كأول رائد فضاء عربي يقوم بذلك شكّل فرصة غير مسبوقة يفتخر ويعتز بها ويهديها لكل الطامحين لتحقيق تطلعاتهم في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم.

وأكد أنه أمضى 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية كانت مفيدة جداَ على صعيد إجراء التجارب العلمية، كما أنها كانت ملهمة للأجيال في دولة الإمارات والعالم العربي والعالم، لكونها تحض الطلبة على تحقيق أحلامهم، والمشاركة في مهمات ومشاريع كبرى وعلى مستوى عالمي، مشيراً إلى تجربته في زيارة المدارس في دولة الإمارات، وتأثر الطلبة بمشاركته، مع ما لمسه من تجاوب خلال جولاته في مناطق مختلفة من الدولة، وإجاباته على الاسئلة من جانب الطلبة حول إمكانية أن يصبحوا رواد فضاء، بما يعنيه ذلك من تأثر بالنموذج، وهو الذي تسعى إليه دولة الإمارات عبر تأهيل الشباب، وتعليمهم، وحصولهم على خبرات جديدة، في مجالات المستقبل.

واستعرض النيادي تجربته في فترة التدريب ثم فترات العيش في محطة الفضاء الدولية، والقدرة على العمل ضمن فريق واحد، إضافة إلى الأدوار الموكلة إليه، وإلى بقية الفريق داخل المحطة، والمهمات العلمية، وكيفية إدارة المهمات من خلال توزيعها على أعضاء الفريق، مشيراً إلى أن مهمته تعد أطول مهمة عربية، وأنه كان يكتشف بنفسه كيفية الحياة بعيداً عن كوكب الأرض، بما يعنيه ذلك من تجارب جديدة من جهة، وما يزيد من حصيلة التجربة التي خاضها مع آخرين في المحطة الدولية.

من جانبه قال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، والمسؤول عن متابعة البعثة الاستكشافية ال69 على الأرض، إن الذهاب إلى الفضاء هو رسالة للنشء وأجيال المستقبل بأن تحقيق الطموحات ممكن، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والقدرة، كما هي الحال مع مشروع الإمارات لاستشكاف الفضاء والذي استطاع خلال سنوات قليلة تحقيق أهداف كانت تحتاج لعقود.

وأضاف أن الصعود إلى الفضاء هو تجربة فريدة جداً خاضها فقط 700 إنسان منذ بداية عصر استكشاف الفضاء ومهامه في القرن العشرين، حيث يمكن في بعض المهام الدوران حول الأرض 16 مرة يومياً، لافتا أن أجمل ما في استكشاف الفضاء هو إجراء التجارب العلمية بالشراكة مع الرواد وتطوير العلوم والمعارف الفضائية الإنسانية مرة تلو وأخرى.

وأشار إلى إمكانية استخدام الإنترنت على المحطات الفضائية للتواصل مع الأهل على كوكب الأرض وفي دولة الإمارات، وأن العائلات والأسر تكون جزءاً لا يتجزأ من المهمة طوال مدتها، مؤكداً أهمية ومحورية الدعم الذي تقدمه فرق الدعم الأرضي على مدار الساعة للمهام الفضائية، مشيداً بالدور المركزي الذي يقوم به كل فرد في أفراد الفرق الأرضية الداعمة للمهام الفضائية، بما في ذلك فريق الدعم الإماراتي المتميز.

وقال المنصوري «من أهم دروس رحلتي إلى الفضاء أن التجارب العلمية، تتراكم بشكل إيجابي، وكل تجربة نتعلم منها أكثر، بما في ذلك مجالات الألواح الشمسية، وما يرتبط بالطاقة، والبقاء لفترات طويلة في الفضاء، بما يعنيه ذلك من طريقة النظر إلى الحياة في الكون، والحياة في الأرض، وما تمثله هذه الفترات الطويلة من تجارب وخبرات كبيرة، تصب لصالح المهمة الأساسية التي يتم تنفيذها لصالح أهداف محددة، ترتبط بدور كل واحد في تعزيز الحياة الإنسانية».

وأكد أن المهمات الفضائية تؤكد أهمية العلم والمعرفة والبحث والتطوير وعلاقة كل ذلك بالتنمية المستدامة للمجتمعات وخدمة البشرية، وأهمية الانفتاح على الخبراء والعلماء وكل المختصين من الشعوب والأمم الثانية، للعمل كفريق واحد، من أجل مصلحة البشرية.

من جانبه قال ستيفن بوين، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا».. إن التدريبات لمدة 14 عاماً أهلته ليكون رائد فضاء متمكن، لكن التضامن بين رواد الفضاء من جنسيات مختلفة هو الحافز الأقوى لدى القيام بالمهام الفضائية الطويلة.

وحول تناول الطعام في الفضاء، قال بوين إن الغذاء في الفضاء يكون معداً مسبقاً في المحطات الأرضية، مشيداً بالوجبات الإماراتية التي تقاسمها مع رواد الفضاء الإماراتيين.

وأكد أن التجارب العلمية هي نتاج استثمار معرفي شامل وتعاون بين مختلف القطاعات العلمية والتكنولوجية والطبية، مضيفاً أن الابتكارات الهندسية والعلمية المتواصلة تستمر بالتطور والتقدم وقيادة البشرية نحو القمر والمريخ والفضاء العميق.

ولفت إلى أن الخبرة علمت رواد الفضاء على مدى العقود الماضية كيفية التعامل مع ترقق العظام في الفضاء، وتعويض خسارة الكتلة العضلية، وإعادة تدوير المخلفات بشكل شبه كامل.

من جانبه، أكد وارين هوبيرغ، رائد الفضاء بوكالة «ناسا»، أن البشرية خلال السنوات ال23 الماضية كان لها سفراء في الفضاء هم رواد الفضاء الذين يتبادلون الأمكنة في محطة الفضاء الدولية وغيرها من المحطات الفضائية على مدار العام، وهو ما حقق تراكماً معرفياً مهماً لتصميم مستقبل البشرية.

وقال «عندما أنظر إلى السماء من الأرض أشعر بأنها لا محدودة، لكن عند النظر إليها من الفضاء على بعد 400 كليومتر من الأرض أدرك كم هو رقيق الغلاف الجوي للأرض»، مشيراً إلى أن الصداقات هي من أهم النتائج التي يحصل عليها رواد الفضاء.

وأكد، أن السفر إلى الفضاء، يحقق عدة أهداف من بينها إجراء التجارب من أجل استكشاف طبيعة الفضاء، وتأثير ذلك على الحياة على الأرض، مستعرضاً تجاربه المختلفة خلال عمله كرائد فضاء في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» طوال الفترات الماضية وتأثير هذه التجارب عليه شخصيا، وعلى حياته، إذ أنه بالرغم من كونه طبيباَ، إلا أنه تعلم من تجاربه أهمية التعاون مع بقية أعضاء الفريق لحماية صحة كل أعضاء الفريق، والتعامل مع أي ظرف.

من جانبه، لفت فرانسيسكو روبيو، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، إلى أن العمل كفريق واحد هو الأساس لنجاح رواد الفضاء.

وأشار إلى أن التميز الأكاديمي وتنوع المهارات والقدرات العالية على التكيف هي أساس شخصية وتكوين وإعداد رائد الفضاء الناجح، موضحاً أن رواد الفضاء يتلقون تدريباً طبياً، ويحظون بدعم كامل على مدار الساعة من فرق طبية متكاملة متخصصة.

وقال روبيو إن رواد الفضاء لا يمثلون وكالاتهم وبلدانهم فقط بل العالم كله والإنسانية جمعاء في سعيها نحو فتح آفاق جديدها لمستقبلها في الفضاء، لافتاً إلى أن العمل الجماعي في الفضاء مهم جداً، لتبادل الخبرات التي يمثلها كل شخص في فريق أي مشروع فضائي.

وقال سيرجي بروكوبييف، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الاتحادية الروسية، إن الاستعدادات لرحلته الفضائية الأولى استغرقت 8 سنوات، أما الرحلة الثانية فكانت أكثر جدية وتركيزاً على تعزيز الخبرات على مدى عام في الفضاء، لافتاً إلى أهمية دعم رواد الفضاء لبعضهم البعض في محطات الفضاء والمهام الفضائية.

وأشار بروكوبييف إلى تلقي الفريق تدريبات مكثفة، وإنجاز مشاريع وتجارب مشتركة مشيداً بالدور الريادي الذي لعبه جميع أعضاء الفريق معاً، موضحا أن من أهم الدروس التي يمكن التعلم منها في رحلات الفضاء، أن الكفاءة القيادية أهم عنصر في نجاح أي فريق، مؤكداً أهمية التعاون بين الدول في مثل هذه التجارب والمهمات.

وأضاف، أن هذه الرحلات تزيد من خبرات الرواد، على الصعيد العلمي، وعلى صعيد اكتساب الخبرات بسبب التأثيرات المختلفة، من بينها التأثيرات المعنوية والصحية، والكيفية التي يتم خلالها تنفيذ المهمات، وتمضية الوقت بين أعضاء الفريق، حتى على صعيد ممارسة هوايات مختلفة، داخل محطة الفضاء، وذلك في أوقات الفراغ، وأن من أهم الدروس التي يمكن أن يستفيد منها العالم، هي ما يتعلق بقدرات البشر على التعايش معاً، ومد أواصر العلاقات لمصلحة البشرية، وتجارب العمل في الفضاء تؤكد ذلك بشكل واضح.

وأكد ديمتري، بيتلين، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الاتحادية الروسية، أن التمرينات والحفاظ على اللياقة البدنية في المهام والمحطات الفضائية حاجة ملحة للحفاظ على صحة رواد الفضاء، وهو أمر ضروري يوماً حتى في أيام عطلة نهاية الأسبوع.

وبيّن فيدييف، أن تجربته في الفضاء هي إرث يفخر به، مؤكداً أن العمل الجماعي وتضافر جهود وكالات الفضاء المختلفة يعزز مسار الإنسانية في مجال استكشاف الفضاء.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2detmf2u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"