عادي

البيت الأبيض في رسالة خطيرة إلى الكونجرس: نفد المال.. وأوكرانيا قد تخسر الحرب

19:57 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

تعتمد أوكرانيا منذ اندلاع الحرب بينها وبين جارتها روسيا في فبراير/ شباط 2022 على الدعم الغربي والأمريكي في مواجهة آلة الحرب الروسية التي تملك بدورها إحدى المعدات العسكرية في العالم وأقواها، إذ إن ٣٩ التزمت بتقديم ٢٥٠ مليار دولار من المساعدات والقروض، إلا أن تراجعاً في زخم المساعدات العسكرية للدولة السوفييتية السابقة بدا جلياً في الآونة الأخيرة وهو ما وصفته روسيا «بالتعب الغربي».. فهل تخسر أوكرانيا حربها؟

حذّرت مديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والموازنة شالاندا يانغ الكونغرس الاثنين، من أن الفشل في الاتفاق على تمويل جديد لأوكرانيا بحلول نهاية العام «سيشلّ» كييف ميدانياً في معركتها ضد القوات الروسية.

وأفادت يانغ في رسالة إلى رئيس مجلس النواب بأن الوقت ينفد سريعاً لدعم معركة أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية.

وكتبت «لكي أكون واضحة، إذا لم يتحرك الكونغرس بحلول نهاية العام ستنفد لدينا الموارد اللازمة لتسليم المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا».

وأضافت أن «قطع تدفق إمدادات الأسلحة والمعدات الأمريكية من شأنه أن يشل أوكرانيا في ميدان المعركة».

طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس في تشرين الأول/أكتوبر الموافقة على حزمة تمويل للأمن القومي قدرها 106 مليارات دولار تتضمن دعماً لأوكرانيا وللحرب الإسرائيلية على حماس.

لكن الكونغرس بقي شهوراً يعاني الشلل بسبب الخلافات الداخلية بين الجمهوريين فيما يعارض النواب اليمينيون المتشددون خصوصاً أي مساعدات إضافية لكييف في ظل تواصل الحرب.

تولى الجمهوري مايك جونسون، وهو حليف للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا يُعرف عنه الكثير، رئاسة مجلس النواب في تشرين الأول/أكتوبر بعدما أطاح انقلاب يميني سلفه كيفن ماكارثي.

وبعد تولي جونسون مهامه، تجنّب الكونغرس إغلاقاً حكومياً كان من شأنه أن يحدث حالة من الفوضى خلال عطلة عيد الشكر في تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن الاتفاق الذي أبقى المؤسسات الفيدرالية مفتوحة حتى منتصف كانون الثاني/ يناير استثنى أبرز حلفاء الولايات المتحدة من المساعدات.

«نفد المال»

وذكرت الرسالة الشديدة اللهجة الصادرة عن يانغ أنه بحلول ذلك الموعد، سيكون الوقت تأخّر ونفدت الأموال المخصصة لأوكرانيا.

وكتبت «لا يوجد صندوق سحري للتمويل متوفراً من أجل هذه اللحظة، نفد لدينا المال ويكاد الوقت ينفد».

ولفتت إلى أن الفشل في الاتفاق على مزيد من التمويل لا يعرّض المكاسب التي حققتها أوكرانيا حتى اللحظة إلى الخطر فحسب، بل يعزز أيضاً إمكانية تحقيق روسيا انتصارات عسكرية.

وقالت «هذه ليست مشكلة يمكن تركها للعام المقبل، الآن هو الوقت لمساعدة أوكرانيا، إنه الوقت ليتحرك الكونغرس».

بريطانيا تواجه عجزاً

ومن جانبها قالت هيئة مراقبة الإنفاق العام البريطانية الاثنين، إن القوات المسلحة البريطانية تواجه عجزاً في تمويل المعدات يبلغ 17 مليار جنيه إسترليني (21.6 مليار دولار) على مدى العقد المقبل وهو ما يثير قلق مسؤولي الدفاع في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية.

وقدر مكتب التدقيق الوطني تكلفة ميزانية الأسلحة والمعدات الجديدة بمبلغ 305.5 مليار جنيه إسترليني للفترة من عام 2023 إلى عام 2033 بزيادة تقدر بنحو 16.9 مليار جنيه إسترليني عن الميزانية المحددة وهو أكبر عجز منذ تقديم أول تقرير له في عام 2012.

وأفاد المكتب بأن ارتفاع التكاليف بشكل كبير في برامج الطاقة النووية والبحرية في ظل جهود بريطانيا على تطوير رادع نووي بديل أدى إلى زيادة الميزانية المستقبلية ما ترتب على ذلك «تدهور ملحوظ» في الوضع المالي لوزارة الدفاع.

وأبرزت حرب روسيا مع أوكرانيا حاجة دول أوروبا إلى زيادة الإنفاق العسكري إذ تعتبر بريطانيا حليفاً مهمّاً ومزوداً للمعدات العسكرية لكييف كما أنها تستثمر في تحسين جاهزية وتأهب معداتها العسكرية وتوسيع منشآت الذخيرة.

وزادت الحكومة الإنفاق على المجال العسكري بمقدار إضافي‭‭ ‬‬يبلغ خمسة مليارات جنيه إسترليني في وقت سابق من هذا العام لترفعه إلى نحو 2.25 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام والعام المقبل بعد أن كانت نحو اثنين في المئة.

ويعني ارتفاع تكاليف المعدات المستقبلية، التي تقدرها وزارة الدفاع بزيادة تبلغ 10.9 مليار جنيه إسترليني، في حال ارتفاع معدل التضخم أن الميزانية ستظل تحت ضغط.

وقال مكتب التدقيق الوطني إن عجز الميزانية قد يكون أعلى من المبلغ المُقدر لأن خطة المعدات التي درسها لا تشمل تكاليف تطوير إمكانات جديدة أو تمديد عمر بعض المعدات مثل المركبات القتالية مثل واريور وتشالنجر 2.

وتضغط أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدات الخارجية فيما تكثّف القوات الروسية هجماتها في الشرق بعدما صدّت هجوم كييف المضاد.

ومع دخول الحرب ثالث فصل شتاء، بقي الوضع على حاله إلى حد كبير على خط الجبهة خلال العام الماضي رغم التحرّك الكبير للقوات الأوكرانية خلال الصيف بالاعتماد على المعدات العسكرية الغربية.

وقدّمت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022.

وتهدد أوكرانيا أيضاً بالتأثير على فرص إعادة انتخاب بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية العام المقبل، فيما تظهر الاستطلاعات بأن عدداً متزايداً من الناخبين يرى أن الولايات المتحدة تبذل أكثر مما ينبغي لمساعدة كييف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sxfj7u2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"