عادي

التواضع والرحمة مع الخدم

23:11 مساء
قراءة 3 دقائق

تعامل المخدوم مع خادمه بالتواضع والرحمة والبر والشفقة، من المظاهر والآداب الاجتماعية الطيبة التي حث عليها الإسلام، والشرع لا يحقر من العمل على خدمة الناس، سواء في المنازل أو غير ذلك، طالما يلتزم بحدود الله، فقد يحتاج الإنسان إلى من يعينه في قضاء عمل ما، وتنطوي المعاملة مع الخدم على بعض مظاهر «الإتيكيت» المتسقة مع الشرع.

يقول واصف إبراهيم عماشة في كتابه (الإتيكيت الإسلامي وآداب التعامل)، إن الله جلت حكمته لا ينظر إلى أجساد الناس وصورهم، ولكنه سبحانه وتعالى ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم، ومن هذا المنطلق يجب عليك – أخي المسلم – وأختي المسلمة، الرأفة بخادمك هذا أو خادمتك تلك، فقد يكونان عند الله تعالى أكرم وأفضل منكما، وربما كان الخادم أعفّ نفساً وأحسن خلقاً، وأعزّ محتدّاً وأفضل نسباً من مخدومه.

إن الخدم أمانة، فعلى كل مسلم أن يحسن معاملة الخادم، ولقد ضرب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن معاملة الخدم، ويتجلى ذلك واضحاً في قول الرسول الكريم، فعن أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي في شيء صنعته لم صنعته؟ ولا في شيء تركته لم تركته؟ وذلك يدلنا على لطف تعامله صلى الله عليه وسلم، هذا، ومن الآداب التي يجب مراعاتها في معاملة الخدم ما يلي:

- التلطّف مع الخادم في المعاملة، وأن يطعمه مما يطعم، وأن يلبسه مما يلبس، فعن أبى ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إخوانكم خولكم جعلهم الله فتية تحت أيديكم، من كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه» متفق عليه البخاري ومسلم.

- الأكل معه، حرص المخدوم على الأكل مع خادمه من الأخلاق الفاضلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناوله منه، فإنه هو الذي وَلِيَ حَرَّه ودُخَانه» (سنن ابن ماجه).

أن يعفو عنه متى أخطأ رحمة ورأفة به، قال تعالى: «...وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (سورة آل عمران – الآية 134).

عدم تكليف الخدم ما لا يطيقون، لما يترتب عليه من الأذى والضرر.

وعلى المخدوم أن يراعي خادمه ويدربه على اتّباع مكارم الأخلاق، لأن الخادم إذا أحسن عبادة ربه فله أجره مرتين. ولقد ضرب النبي الكريم المثل الأعلى في حسن معاملة الخدم، والدليل على ذلك: كان زيد بن حارثة خادماً للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه أبوه يريد الولد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رضي بذلك فعلت». فسأل زيداً فقال: ذلّ الرقّ مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إلي من عزّ الحريّة مع مفارقته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اختارنا اخترناه» فأعتقه. (ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة).

كما أن عليه احترام مشاعر الخادم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولنّ أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي» صحيح مسلم.

وأخيراً، فإنه لا يجوز اختلاط الخدم من الذكور أو الإناث بأهل البيت من الرجال والنساء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wnjy72p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"