يكاد العربي يولد وفي فمه قصيدة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

للشعر العربي مكان ومكانة في الشارقة عاصمة الثقافة العربية، وبيت المسرح العربي، ودارة الكتابة والكتاب، وفي كل هذه المغانم الفكرية والأدبية، ينطق الشعر.
إذا أردت الفن، واذا أردت المعمار، وإذا أردت حكمة القراءة، وإذا أردت جماليات الميادين والشوارع، فالشعر عنوان الثقافة في الشارقة، وهو عصب الفنون والآداب وفنون الرسم والنحت والخط. الشعر في كل هذه الباقة من الإبداعيات الحرّة المشرقة.
الشعر في الهواء الطلق في بيته في إمارة الأدب والأدباء العرب الذين يقرأون من بلاد الشام، وبلاد الرافدين، والخليج العربي، ووادي النيل،  يقرأ في بيت القصيدة شعراء من قارّات العالم وجهاته الثقافية والحضارية..
شعراء عرب مغتربون في بعض بلدان العالم قرأوا في بيت الشعر، وقرأ إلى جوارهم شعراء إماراتيون وشعراء عرب مقيمون في الإمارات على أوزان شعرية تاريخية معروفة معرفة خطوط يد الإنسان بقوافيها وبحورها وتفعيلاتها ولغتها الشعرية الأصيلة.
بيت الشعر بيت الشعراء ومكانهم ومكانتهم. بيت صداقات، وبيت إنسانيات، وبيت للفكر والقراءة والتأمل. وهذه ليست تداعيات، بل هي صورة مكان شعري عربي في الإمارات جعلت منه الشارقة وطناً لهذا الديوان الذي لا يفقد ولن يفقد بريقه وإشراقه منذ امرئ القيس، وإلى آخر شاعر عربي شاب، وآخر شاعرة عربية شابة..
التحية لبيت الشعر في الشارقة تولد منها تحايا واحتفاءات ببيوت الشعر العربية في مصر، والأردن، والمغرب، وموريتانيا، وتونس، والسودان. ومثلما في الشارقة قراءات للشعر، فله قراءات أيضاً في بلداننا العربية، بل أوطاننا العربية التي يوحّدها ديوانها، وتوحّدها القصيدة المبدعة المثقفة..
الشعر العربي الفصيح، وتوأمه الشعر النبطي ببيوته، ومهرجاناته، وجوائزه وإصداراته النقدية، كل ذلك وفي منهجية ثقافية منتظمة وقائمة على فكر ومتابعة، إنما هو تكريم للشعر العربي وتأكيد على تاريخه الأدبي والثقافي، واحتفال لا ينقطع بهذا الفن الغريزي الفطري عند العربي، الذي يكاد يولد، وفي فمه قصيدة.
الشعر هدية من الله للإنسان ولّلغة. وبالشعر، بالشعر وحده، أصبحت لغات العالم ولغات البشر جميعهم فصيحة وإنسانية وغنائية مثل الماء، والعطر، والحرير. 
الشعر مصفاة اللغات، أستاذها وَمُرَبّيها ومهذّبها الأول.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vv4j9kb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"