عادي

تعرف إلى الجغرافيا السياسية في مائة عام

21:44 مساء
قراءة دقيقتين
الجغرافيا

القاهرة: «الخليج»

أصدر المركز القومي للترجمة كتاب «الجغرافيا السياسية في مائة عام.. التطور الجيوبوليتيكي العالمي» تحرير كلاوس دودز وديفيد أتكنسون (ترجمه إلى العربية عاطف معتمد وعزت زيان)، فبعد أن دان الجغرافي الأمريكي الراحل ريتشارد هرتشهورن الجيوبوليتيكا معتبراً إياها نوعاً من التسميم الفكري، أربكت الجيوبوليتيكا نقادها، لكنها أصبحت اليوم ميداناً فكرياً مشهوراً ومهماً، بالرغم من الادعاءات المستمرة بأنها ساعدت على إضفاء الشرعية على سياسات هتلر التوسعية والسيطرة على الأماكن من خلال استخدام رؤى من الجيوبوليتيكا النقدية والتاريخ الثقافي.

يركز المساهمون في الكتاب على كيفية ظهور الجيوبوليتيكا وكيف تمت مناقشتها والاختلاف حولها في مجموعة متباينة من السياقات الفكرية والشعبية، ويذهب الكتاب إلى أن الجيوبوليتيكا يجب أن تتحمل المسؤولية عن الماضي، مع صياغة مفاهيم الجيوبوليتيكا بأسلوب يفسر التغيرات الجوهرية التي حدثت في أواخر القرن العشرين، في نفس الوقت.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء يركز الجزء الأول على إعادة التفكير في التواريخ الجغرافية، وعلى ما أثمرته الحوارات بين الدارسين الأوروبيين والعالم الأوسع، ويتناول الجزء الثاني من الكتاب «الأمة والروحانية» وكيف تأثرت الكتابات الجيوبوليتيكية كثيراً بالتوجهات والرموز الدينية، مع تقديم أمثلة مستمدة من الكاثوليكية واليهودية والهندوسية، ويتأمل الجزء الأخير كيفية إعادة صياغة الجيوبوليتيكا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مع أمثلة من فرنسا والولايات المتحدة.

أثارت الجيوبوليتيكا عواطف شخصية وثورات فكرية منذ ظهور المصطلح في تسعينات القرن التاسع عشر، ومنذ بداية هذا القرن كان الأفراد الذين يستخدمونه يحاولون باستمرار التأثير في السياسات القومية والدولية بنظرياتهم المتعلقة بالعالم المعاصر.

وفي منتصف القرن العشرين عندما قال الجغرافي الأمريكي الراحل هرتشهور في عام 1954 إن الجيوبوليتيكا كانت سماً فكرياً، تأكد الرأي القائل بأن التفسير الجيوبوليتيكي كان مرادفاً للتوسع النازي، وأن النظريات والاتجاهات المجموعة تحت عنوان الجيوبوليتيكا كانت مجرد علم زائف كاذب، جلب بفساده السياسي عاراً على الجغرافيا الأكاديمية.

ومع ذلك فإنه بالرغم من الإدانة المتكررة للمصطلح، لم يتخل الجغرافيون في أوروبا وأمريكا الشمالية تماماً عن المجال الفكري، الذي يحدده المصطلح، ومع ذلك كان بعض الجغرافيين يجرون استكشافاتهم الجيوبوليتيكية، تحت غطاء دراسات مختلفة، بينما أظهر آخرون شجاعة فكرية كبيرة برفض استبعاد الجيوبوليتيكا من مفرداتهم، وعلى العكس فإنه خلال السبعينات، وبعيداً عن الحساسيات الأكاديمية قام المفكرون الأمنيون ومستشارو السياسة الخارجية في الولايات المتحدة بإعادة استخدام المصطلح.

يشير الكتاب إلى أنه من المثير للدهشة أن فهمهم للأفكار الجيوبوليتيكية كان ناتجاً عن طول استخدامهم لمفاهيم جيوبوليتيكية مثل قلب الأرض والهامش لمواصلة تبرير استراتيجيات الحرب الباردة الأمريكية، والتدخل في مختلف أنحاء العالم، طوال العقدين الماضيين، ولم يبدأ الجغرافيون في إعادة الاهتمام بالجيوبوليتيكا بصورة أكثر دقة سوى في السنوات الأخيرة فقط، وعلى سبيل المثال أدت المراجعة النقدية للأطروحات الجيوبوليتيكة للعالم أثناء الحرب الباردة إلى ظهور ما أصبح يعرف باسم الجيوبوليتيكا النقدية.

يقدم الكتاب أدلة إضافية على الانتعاش الشديد للجيوبوليتيكا في المجالات الأكاديمية الرئيسية في العالم الأورو أمريكي وما وراءه، حيث يعرض تقارير عن الفكر الجيوبوليتيكي من مختلف السياقات طوال القرن، ويدرس مجدداً تواريخ واهتمامات هذا المجال المثير للنقاش والجدل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/9hkepv5n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"